في عالم يتحدث فيه الورق بلغة الثقة، كان هناك من يُسقط الحبر في فخ الكذب، ففي القليوبية، حيث يتقاطع الإبداع مع الجريمة، كشفت وزارة الداخلية عن تشكيل عصابي صنع من التزوير حرفة مربحة، محوّلًا المستندات الرسمية إلى سوق مظلم تُباع فيه الثقة بمقابل مادي.


كانت البداية خيطًا صغيرًا في يد قطاع الأمن العام وقطاع الأحوال المدنية، حيث تسربت معلومات تُشير إلى نشاط مشبوه لشخصين أحدهما يحمل سجلًا جنائيًا، المشتبه بهما، اللذان اتخذا من محافظة القليوبية مقرًا لنشاطهما الإجرامي، لم يكونا مجرد مُزورين عاديين، بل كوّنا تشكيلًا عصابيًا يُتقن فن الخداع، مزوّدين أدواتهم بمهارة وحرفية عالية.


بتنسيق مُحكم وتقنين الإجراءات، داهمت الأجهزة الأمنية مقرات التزوير التي لم تكن سوى منازلهم، حيث كانت كل زاوية تُخفي أداة للجريمة، عند اقتحام المكان، كشف الستار عن مشهد مروّع، 17 أكلاشيه تحمل أسماء جهات مختلفة، وكأنها جواز مرور زائف لخطايا لا تُحصى، وجهازي لابتوب يُخبئان أسرارًا موثقة لعمليات التزوير، وشهادات وأوراق ومستندات، كلها ضحية الحبر المزيف، وخامات تُستخدم بحرفية شيطانية لإضفاء طابع رسمي على ما هو باطل، ومبلغ مالي يُمثل عائد هذه الصناعة السوداء.




لم يكن الأمر مجرد نشاط فردي، بل هو جريمة منظمة تستغل الثغرات لبيع الأمل الزائف والشرعية المزيّفة، بين أوراق مزورة ومبالغ تُدفع تحت الطاولة، كان التشكيل العصابي يُروج لأنفسهم كـ”صنّاع فرص” في حين أنهم لم يكونوا سوى تجار وهم.


بجهود وزارة الداخلية، توقفت عجلة هذا النشاط الإجرامي، وبالقبض على المتهمين وضبط الأدوات المستخدمة، أُسدِل الستار على فصول قصة أخرى من الجرائم التي لا تقف عند حدود التزوير، بل تمتد لتهديد أمان الوثائق الرسمية والثقة المجتمعية.


 

نقلاً عن : اليوم السابع