سجّل الذهب تراجعًا في أسعاره على المستويين المحلي والعالمي اليوم الجمعة، متأثرًا بعمليات جني الأرباح التي ضغطت على المعدن الأصفر بعد موجة صعود أوصلته إلى مستويات قياسية خلال الفترة الماضية.

الذهب عالميًا: انخفاض بنسبة 0.8% وتأثيرات جمركية

تراجع سعر الأونصة عالميًا بنسبة 0.8% ليصل إلى أدنى مستوى له خلال الجلسة عند 3078 دولارًا، بعدما افتتح التداولات عند 3114 دولارًا، ليستقر حاليًا عند حدود 3089 دولارًا للأونصة.

وكان الذهب قد تكبد خسائر تجاوزت 2% في جلسة الأمس، مدفوعًا بموجة بيع واسعة النطاق بعد إعلان الرئيس الأمريكي فرض رسوم جمركية جديدة شاملة بنسبة 10% على الواردات، إلى جانب تعريفات إضافية على بعض الدول: الصين (54%)، الاتحاد الأوروبي (20%)، والهند (26%)، ما أثار قلق الأسواق من تصاعد التوترات التجارية وارتفاع الأسعار عالميًا.

ورغم التراجع، لا يزال الذهب قريبًا من أعلى مستوياته التاريخية، مدعومًا باستمرار الطلب على الملاذات الآمنة، وهو ما قد يمنحه فرصة لتحقيق المكاسب الأسبوعية الخامسة على التوالي.

الترقب يسيطر: بيانات الوظائف الأمريكية في الأفق

يترقب المستثمرون صدور بيانات الوظائف الأمريكية لشهر مارس، والتي ستؤثر بشكل مباشر على توقعات السياسة النقدية للفيدرالي الأمريكي، وبالتالي على مسار أسعار الذهب خلال الفترة المقبلة.

في غضون ذلك، يواصل مجلس الذهب العالمي الإشارة إلى تزايد الإقبال على الذهب من قبل البنوك المركزية، حيث أضاف البنك المركزي البولندي 29 طنًا إلى احتياطاته في فبراير، بينما واصل البنك المركزي الصيني شراء الذهب للشهر الرابع تواليًا، مضيفًا 5 أطنان جديدة.

أسعار الذهب محليًا: تراجع طفيف وتحركات عرضية

محليًا، شهدت أسعار الذهب في مصر انخفاضًا طفيفًا صباح اليوم، متأثرة بالهبوط العالمي في الأسعار، قبل أن تدخل في حركة عرضية بانتظار اتجاه السوق العالمي.

عيار 21 – الأكثر تداولًا في السوق المصرية – سجل 4400 جنيه للجرام مع بداية التداول، قبل أن يرتفع قليلًا إلى 4415 جنيهًا.

وكان قد أغلق تداولات الأمس عند 4425 جنيهًا بعد تراجع بلغ 15 جنيهًا من مستوى 4440 جنيهًا.

ويرتبط السعر المحلي للذهب بشكل وثيق بحركة الأسعار العالمية، إلى جانب استقرار سعر صرف الدولار مقابل الجنيه المصري.

التوقعات: الذهب يتحرك في نطاق عرضي مؤقتًا

من المتوقع أن يواصل الذهب تحركه داخل نطاق محدود على المدى القصير، في ظل انتظار المستثمرين لتطورات البيانات الاقتصادية الأمريكية.

محليًا، فإن استقرار سعر صرف الجنيه، بالإضافة إلى إعلان صندوق النقد الدولي عن صرف شريحة تمويل جديدة بقيمة 1.2 مليار دولار لمصر، قد يساهم في استقرار السوق المحلي.

ورغم التراجع الحالي، يرى الخبراء أن الذهب لا يزال مدعومًا بطلب قوي عالميًا، مما يجعل الانخفاض الحالي أشبه بعملية تصحيح سعري وليس بداية لاتجاه هبوطي طويل الأمد.