في دراسة حديثة أجرتها جامعة جونز هوبكنز ونُشرت في مارس الجاري، قدم الباحثون دليلاً علميًا حول أفضل أساليب التعامل مع الأشخاص المصابين بالاكتئاب، للإجابة عن السؤال الشائع: كيف تقدم الدعم دون أن تزيد الأمر سوءًا؟
الدعم الاجتماعي.. عنصر أساسي في العلاج
شملت الدراسة أكثر من 500 مشارك من مختلف الأعمار والخلفيات، وأكدت أن الدعم الاجتماعي الفعّال يمكن أن يُحدث فرقًا كبيرًا في تحسن المصابين بالاكتئاب، وهو اضطراب يؤثر على نحو 280 مليون شخص حول العالم، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.
كيف تقدم الدعم دون إيذاء؟
أوضح الباحثون، بقيادة الدكتور أندرو أنجيلينو، رئيس قسم الطب النفسي في مستشفى هوارد كاونتي العام، أن الاكتئاب ليس مجرد شعور بالحزن، بل حالة طبية تؤثر على كيمياء الدماغ وتتطلب تعاملًا مدروسًا.
وأظهرت النتائج أن هناك خطوات عملية يمكن اتباعها عند التعامل مع شخص مكتئب، ومنها:
- الاستماع النشط: يجب أن يُظهر الشخص تعاطفًا وصبرًا دون تقديم حلول سريعة أو التقليل من مشاعر المكتئب. عبارات مثل “أنا هنا من أجلك” أو “تحدث متى ما كنت مستعدًا” قد تفتح مجالًا للتواصل.
- تشجيع طلب المساعدة المهنية: مثل زيارة طبيب نفسي أو معالج، مع تقديم المساعدة في ترتيب المواعيد أو مرافقة الشخص إذا لزم الأمر.
- مشاركة أنشطة بسيطة: مثل المشي أو تناول الطعام معًا، مع الحرص على عدم الضغط على المكتئب لفعل شيء لا يرغب به.
عوامل خطيرة يجب الانتباه لها
- إشارات الخطر: إذا تحدث الشخص عن إيذاء نفسه أو الانتحار، يجب التصرف فورًا، إما بالاتصال بخطوط الطوارئ أو اصطحابه إلى مستشفى مختص.
- تجنب العبارات السطحية: مثل “كل شيء سيكون على ما يرام” أو “تجاوز الأمر”، لأن هذه العبارات قد تجعل المكتئب يشعر بأن مشاعره غير مفهومة أو غير مهمة.
الاكتئاب يمكن علاجه.. لكن الدعم مهم!
أشارت الدراسة إلى أن 80-90% من المصابين بالاكتئاب يستجيبون جيدًا للعلاج، سواء كان علاجًا نفسيًا مثل العلاج السلوكي المعرفي، أو الأدوية المضادة للاكتئاب.
واختتم الباحثون دراستهم بالتأكيد على أهمية تعزيز الوعي المجتمعي حول الاكتئاب، لأن الدعم الاجتماعي قد يكون المفتاح الحقيقي للشفاء.