على الرغم من تراجع قوة الرياح الجمعة، تواصل انتشار النيران في لوس أنجليس التي غطى دخان كثيف سماءها، إذ لا تزال الحرائق الرئيسية التي أوقعت ما لا يقل عن 11 قتيلاً خارج السيطرة في هذه المدينة الكبيرة في ولاية كاليفورنيا الأميركية.
وبدأ الناجون من حرائق الغابات التي اجتاحت مناطق من مدينة لوس أنجليس في العودة إلى منازلهم بعد إجلائهم منها في الأيام القليلة الماضية، على أمل أن تكون منازلهم قد نجت من أسوأ آثار الدمار.
وبدلاً من ذلك، لم يجد كثيرون منهم سوى أساسات خرسانية وأنقاضاً وذكريات محتها الحرائق.
وحرائق الغابات هذه هي واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية التي تضرب كاليفورنيا على مر تاريخها. وتُظهر صور جوية لبعض الأحياء ومنها باسيفيك باليساديس وألتادينا منازل محترقة بالكامل، وكأنها منطقة حرب.
وقضى 11 شخصاً على الأقل في الحرائق، وفق حصيلة جديدة أوردتها السلطات. ولحق دمار هائل بأجزاء كاملة من ثاني مدن الولايات المتحدة مع انهيار أكثر من عشرة آلاف مبنى بحسب جهاز الإطفاء في كاليفورنيا.
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن خلال اجتماع في البيت الأبيض إن المشهد “أشبه بساحة حرب وعمليات قصف”.
وعبر بعض الناجين عن سعادتهم بعد أن نجوا من هذا الدمار، لكن كثيرين آخرين يذرفون الدموع على فقدان منازلهم وسط مخاوف بشأن مستقبل مليء بالشكوك.
تقدم جهود مكافحة الحرائق
وساعد هدوء الرياح التي أشعلت حرائق الغابات في مدينة لوس أنجليس بولاية كاليفورنيا الأميركية فرق الإطفاء على إحراز بعض التقدم في السيطرة على الحرائق الجمعة، لكن رياحاً عاتياً متوقعة خلال الأيام المقبلة قد تعيد إشعال النيران.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقالت كاريس باس رئيسة بلدية لوس أنجليس في مؤتمر صحفي “نحن نبذل قصارى جهدنا للسيطرة على الوضع…نحن نعلم أننا سنشهد زيادة محتملة في قوة الرياح في بداية الأسبوع المقبل”.
وأشار بايدن إلى أن المسؤولين الاتحاديين يتوقعون أن تظل الرياح مصدر تهديد حتى أوائل الأسبوع المقبل على الأقل.
وتشكل هذه الرياح كابوساً للإطفائيين لأن كاليفورنيا عرفت سنتين ماطرتين جداً أدتا إلى إنعاش الغطاء النباتي الذي يبس الآن بسبب الشتاء الجاف الذي تشهده المنطقة.
ويشير علماء بانتظام إلى أن التغير المناخي يزيد تواتر الظواهر الجوية القصوى.
وتراجعت أسهم شركات التأمين الأميركية الجمعة بعد أن قدر محللون أن الخسائر المشمولة بالتأمين والناجمة عن حرائق الغابات في لوس أنجليس قد تصل إلى 20 مليار دولار، مما قد يجعلها الكارثة الأعلى تكلفة في تاريخ ولاية كاليفورنيا.
وذكرت الهيئة الوطنية للأرصاد الجوية أن من المتوقع هدوء الرياح خلال يومي السبت والأحد إلى 20 ميلاً في الساعة مقارنة بذروة 80 ميلاً التي بلغتها في الأيام الماضية.
وحتى صباح الجمعة كانت ثلاثة حرائق رئيسية لا تزال تستعر في لوس أنجليس. فجانب باليساديس وإيتون اندلع حريق قرب منطقة كالاباسس الراقية حيث منازل العديد من المشاهير والتجمعات السكنية المحاطة بأسوار.
وتمت السيطرة بشكل كامل على حريق “صن ست” في هوليوود هيلز الخميس بعد أن التهمت النيران سلسلة من التلال المطلة على ممشى المشاهير في هوليوود بوليفارد.
ويعتبر حريقاً باليساديس وإيتون الأكثر تدميراً في تاريخ لوس أنجليس، إذ أتيا على أكثر من 34 ألف فدان (13750 هكتاراً)، أي نحو 53 ميلاً مربعاً أو مساحة أكبر من مانهاتن بواقع 2.5 مرة، وحولا أحياء بأكملها إلى رماد.
وأدى حريق إيتون، الذي تمت السيطرة عليه بنسبة 30 في المئة الآن، إلى إتلاف أو تدمير أربعة إلى خمسة آلاف مبنى، بينما أدى حريق باليساديس، الذي تمت السيطرة عليه بنسبة 8 في المئة الآن، إلى تدمير أو إتلاف 5300 مبنى آخر، بما في ذلك العديد من منازل نجوم السينما والمشاهير.
نقلاً عن : اندبندنت عربية