أسدلت العاصمة السعودية الرياض الستار على سباق كأس العالم للطائرات “الدرونز” مساء السبت الماضي، في ليلة استثنائية جمعت نخبة الطيارين من مختلف دول العالم، في حدث يقام للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، برعاية “موسم الرياض” وتنظيم الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز، بالتعاون مع الاتحاد الدولي للرياضات الجوية.

والطائرات من دون طيار تشغل من بعد، أو تبرمج للعمل بصورة مستقلة، وهي مزودة بأنظمة متطورة لجمع المعلومات. 

وشهد السباق مشاركة نحو 140 طياراً من أكثر من 50 دولة، تبدأ أعمارهم من تسع سنوات فأكثر، إذ أطلقوا طائراتهم في أجواء حماسية امتدت على مدى ثلاثة أيام، وانتهت بتتويج 10 فائزين.

كوريا تفوز

توج اللاعب الكوري مينشان كيم بالمركز الأول في كأس العالم لسباق “الدرونز”، ليحصد اللقب وجائزة مالية قدرها 375 ألف ريال سعودي (ما يعادل نحو 100 ألف دولار أميركي).

وشهد التحدي مشاركة واسعة من الطيارين السعوديين والخليجيين، وسط آمال بأن يسهم هذا الحدث في تعزيز الوعي العام بأهمية الطائرات المسيرة، كأحد ثمار التكنولوجيا الحديثة التي فرضت تحديات غير مسبوقة، وأحدثت طفرة اقتصادية رافقتها مزايا متعددة لا حصر لها.

قصة لويزا

حلقت البطلة الإيطالية البارالمبية لويزا ريزو، الفائزة ببطولة العالم لسباق الدرونز للسيدات لعام 2024، بطائرتها من دون طيار في السباق العالمي الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. تبلغ لويزا من العمر 22 سنة، وحققت إنجازاً تاريخياً بدخولها موسوعة غينيس للأرقام القياسية عندما تجاوزت 56 بوابة في 60 ثانية وهي في الـ16 فقط.

 

استطاعت لويزا أن تكسر الصور النمطية وتثبت أن التصميم والإرادة قادران على تحقيق المستحيل. بدأت شغفها بهذه الرياضة في سن الـ13، مما أحدث تأثيراً عميقاً في حياتها. وعند سؤال “اندبندنت عربية” عن شعورها بالمشاركة في البطولات العالمية، أجابت “بالنسبة إليَّ الأمر أشبه بحلم تحقق. كثيراً ما أحببت الرياضة، وكنت أتابع الألعاب الأولمبية والبارالمبية، لذا فإن الوجود بين رياضيين من مختلف أنحاء العالم تجربة رائعة”.

تدرس لويزا الفنون والتصوير السينمائي في الجامعة، وتعتبر سباقات الطائرات من دون طيار جزءاً أساساً من حياتها. وتقول “الطيران يمنحني شعوراً بالحرية والسرعة، ويجعلني أشعر بالحيوية. أشعر أنني بلا حدود عندما أطير، وأن كل شيء ممكن. وعلى رغم التحديات الجسدية التي أواجهها، فإنني أستطيع التنافس مع الجميع وكأن لا فرق”.

وترى لويزا أن السباقات الدولية ليست مجرد تنافس، بل فرصة للتعلم والتواصل. وتضيف “السباقات تسمح لي بتعلم أشياء جديدة من طيارين مختلفين، وزيارة أماكن جديدة، وتكوين صداقات جديدة، إضافة إلى لقاء الأصدقاء القدامى. بالنسبة إليَّ السباق ليس مجرد منافسة، بل هو تجربة شاملة بكل ما تحمله من معانٍ”.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أهمية الأعصاب والتحكم الذاتي

ربطت لويزا الفوز في سباقات الطائرات من دون طيار بسمات شخصية محددة، إذ قالت “التعلم والتطوير المستمر أمران أساسان، لكي تكون متسابقاً ناجحاً تحتاج إلى ردود فعل سريعة وأعصاب قوية. الممارسة المستمرة تصقل الأداء، لكن السرعة ليست العامل الوحيد المهم. يجب أن تكون مستعداً للتعامل مع أي شيء غير متوقع بسرعة ومن دون تردد، لأن التردد قد يكلفك السباق”.

وأضافت “الفوز لا يعتمد فقط على السرعة، بل يتطلب أيضاً التفكير الاستراتيجي. أحياناً لا تكون السرعة القصوى ضرورية، بل قد تزيد احتمالية ارتكاب الأخطاء. غالباً ما تكون النتيجة النهائية مرهونة بالضغط النفسي والألعاب العقلية”.

إلهام للأجيال القادمة

يأتي تنظيم كأس العالم للدرونز في السعودية كخطوة ملهمة للأجيال القادمة في مجال الطائرات المسيرة والرياضات الإلكترونية، مما يعزز من دور التكنولوجيا في الرياضة، ويعكس إمكانات غير محدودة للمستقبل.

نقلاً عن : اندبندنت عربية