بحلول الوقت الذي عاد فيه ليفربول من أستون فيلا كان مدربه آرني سلوت يحاول بالفعل أن يهدِّئ من روعه في شأن مباراة كان من الممكن أن تنتهي في أي اتجاه.
كان داروين نونيز قادراً على الفوز بها وكان يجب عليه ذلك، لكن ليفربول كان عليه أيضاً أن يعود من التأخر في النتيجة في إشارة من سلوت إلى القيمة المحتملة لهدف التعادل الذي أحرزه ترينت ألكسندر أرنولد.
يبدو التأرجح العاطفي أشبه بسباق اللقب نفسه، وهذا بالطبع هو السياق الذي يتم فيه وضع كل شيء الآن.
يزداد الأمر وضوحاً نظراً إلى أن هذا الأسبوع قد يثبت أنه نقطة تحول، إذ يواجه ليفربول رحلة إلى مانشستر سيتي قبل مباراة محرجة على أرضه ضد نيوكاسل يونايتد، ويتمتع أرسنال بفترة أكثر تسامحاً ولكن قائمة الإصابات أكثر صعوبة، ومع ذلك، منحهم لاعب الوسط ميكيل ميرينو زخماً جديداً، مع شعور منعش بإيجاد حل غير متوقع في فترة إشكالية.
يمكنك أن ترى لماذا يوجد شعور بالتركيز حول كلا الناديين، فهناك عناصر كافية في مكانها لحدوث تقلبات جامحة في أي اتجاه، ومن السهل أن نزعم أن ليفربول قد يتقدم بفارق 10 نقاط أو أكثر، كما من السهل أن نزعم أن الفارق قد يتقلص إلى أربع نقاط أو أقل.
بعبارة أخرى وللمرة الأولى، أصبح لقب الدوري الإنجليزي الممتاز في الأفق، لقد تجاوزنا مرحلة البناء البطيئة، وتلك المباريات الـ28 الأولى التي تعادل تقريباً الأيام الثلاثة الأولى لأكبر بطولات الغولف.
لا يريد سلوت أن ينظر لاعبوه إلى الأمر بهذه الطريقة، وبالطبع ميكيل أرتيتا مثله تماماً، سيحاول جعل فريقه يركز على المباراة التالية التي قد تكون مملة، لكن هكذا تسير الأمور.
إن الإثارة أو الانفعالات الأكبر بخصوص ما قد يحدث في المستقبل لا تشتتان انتباه اللاعبين.
وسيدرك سلوت مدى أهمية ذلك بالنسبة إلى ليفربول الآن، إذ يمكن أن يتحول الحديث عن اللقب نفسه إلى شيء آخر، شيء أكبر.
اللقب الذي كان النادي في السابق يحتفظ به حصرياً تقريباً أصبح بدلاً من ذلك شيئاً ثميناً للغاية على مدار الأعوام الـ35 الماضية، إذ لم يفز إلا بلقب واحد في الأعوام الأخيرة، ولم يتمكنوا من الاحتفال به بصورة صحيحة بسبب تفشي جائحة كورونا.
في حين أنه ليس من الممكن تجاهل إنجاز يورغن كلوب الأعظم أو تجاهله بأية صورة من الصور، فقد يكون له ميزة تاريخية مختلفة، ويمكن أن يؤدي إلى لقب أكثر أهمية جماعية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
هذا هو الرقم الـ20 لليفربول ليعادل الرقم القياسي المسجل باسم مانشستر يونايتد في إنجلترا، أو بعبارة أخرى، سيعود ليفربول إلى مكانته.
ليس من المستغرب أن يكون هناك مزيد من المشاعر تتسلل إلى الإستاد ثم الملعب، حتى لو كان بعضها الآن غير واعٍ تماماً، فالبطولة الـ20 لم تظهر حقاً بين قاعدة الجماهير بعد، كما يوضح نيل أتكينسون من منصة “أنفيلد راب”.
وقال، “إذا فاز ليفربول بها فإن العقلية الحالية هي أنها ستحل محل ما لم نتمكن من الاحتفال به، حفل الفوز بالدوري الذي لم نتمكن من إقامته أبداً. هذه المرة يمكننا الحصول على عرض يمكننا دعوة العالم الداعم لليفربول بأكمله إليه”.
ويصر الجميع على ألا يحتفل أي أحد بأي شيء حتى الآن، إنهم يركزون بصورة كبيرة على المباراة المقبلة، كما يقدر سلوت.
المشكلة الكبرى هي أن المباراة المقبلة ستكون خارج ملعب الفريق الذي هيمن أخيراً على صدارة الدوري الإنجليزي الممتاز.
مانشستر سيتي ليس كما كان، وهزيمة أول من أمس الأربعاء أمام ريال مدريد الإسباني أبرزت عدداً من القضايا الشائكة، لكن كان هناك تحسن كبير عن الهزيمة بنتيجة (0 – 2) في “أنفيلد” خلال ديسمبر (كانون الأول) 2024، لقد انقلب كل شيء عما كان عليه في فوز ليفربول.
هذا على رغم أن مسارات الفرق كانت هي نفسها بصورة عامة كما كانت آنذاك، ولا يزال ليفربول أفضل الآن، كما يتضح من كيفية جلوسه بعيداً في صدارة الدوري، بل لديهم حالياً فريق أكثر تماسكاً واكتمالاً، إذ يلعب محمد صلاح بمستوى يفوق أي شخص آخر ومن خلفه حتى ريان غرافينبيرش الرائع سيكون جذاباً للغاية لغوارديولا الآن.
في غضون ذلك بدأت عمليات إعادة البناء في سيتي على أمل حل المشكلات ولكن من الواضح أنهم بعيدون بعض الشيء من إصلاحها أخيراً.
ومع ذلك قد لا ينعكس ذلك بعد غد الأحد، ففي تلك المباراة في ديسمبر، بعد كل شيء، كان الأمر كما لو كان ليفربول قادراً على الخروج واللعب، ولم يكن لديهم أي مخاوف وعلى النقيض تماماً كان سيتي.
كان ليفربول يستمتع بمكانه وفريقه المتحد تماماً، لكن الآن هناك الكثير للتفكير فيه، ويمكن رؤية ذلك في الفوز بنتيجة (2 – 1) على ولفرهامبتون.
على النقيض من ذلك، لن يكون لدى سيتي الشعور بالثقل نفسه، إن مانشستر سيتي لديه الكثير من الأهداف الخاصة، بالطبع أهمها العودة إلى دوري أبطال أوروبا وربما حتى تحقيق سلسلة من الانتصارات التي تجعله أقرب إلى القمة، ولكن في مباراة مثل هذه على أرضه يستطيع أن يلعب بحرية أكبر.
كما ستكون هناك إثارة إضافية في محاولة حرمان الفريق الذي كان منافسه الرئيس، إن العداء بين هذين الناديين ليس قوياً مثل العداء بين مانشستر سيتي وأرسنال، لكنه لا يزال قوياً.
سيكون مانشستر سيتي حريصاً على إصدار بيان قوي بعد هزيمة أول من أمس، وكل هذا يمكن أن يتغير مع استمرار المباراة، ولكن الأخطار ستكون واضحة في بدايتها، وهذا هو ما يمكن أن يبدأ به سباق اللقب، وهكذا سيسيطر التوتر.
مع هذه المباراة، هناك أيضاً شعور بما قد تعنيه للأسبوع المقبل، وما قد يعنيه ذلك للموسم، ولهذا السبب من المهم للغاية التركيز على المباراة التي في متناول اليد، ويمكن أن يؤدي هذا النهج الممل إلى مباريات مبهجة.
نقلاً عن : اندبندنت عربية