في ليلة الإنجاز التاريخي لليفربول، كانت دراما الوقت بدل الضائع في لشبونة تعني أنه سيتعين عليهم الانتظار لفترة أطول قليلاً لتحقيق إنجاز آخر، إذ تفوقوا على الجهود الدفاعية لأي من فرقهم الفائزة بكأس أوروبا، وحجزوا مكاناً في دور الـ16 ببطولة دوري أبطال أوروبا في صورتها الجديدة.
لقد تطلب الأمر عودة غير متوقعة من برشلونة ضد بنفيكا ليصبح ليفربول في حاجة إلى نقطة إضافية ليضمن موقعه كأول فائز في تاريخ مرحلة المجموعة الموحدة المكونة من 36 فريقاً.
بالطبع لا توجد جائزة لذلك لكنها ستكون إنجازاً ملحوظاً، حتى لو شكك مديرهم الفني في أهميته النهائية.
وقال آرني سلوت “إذا كنت المصنف الأول في التنس، فمن الأفضل مواجهة المصنف الـ24 بدلاً من المصنف الثامن أو الـ12 لأن هذا تصنيف يتطلب أعواماً”.
“الآن نحن في صيغة جديدة، إذ تكون بعض الفرق في مرتبة عالية لأنها حصلت على قرعة أفضل وبعضها في مرتبة منخفضة لأنها واجهت قرعة صعبة للغاية، ما زلنا لا نعرف ما إذا كان هذا ميزة أم لا، قد تكون ميزة أو عيباً، وبالنسبة إليَّ فإن أهم شيء هو أننا تمكنا من تخطي جولة وهذا يستحق بالتأكيد”.
ومع ذلك، نظراً إلى أن مباريات ليفربول الست الأولى جاءت حصرياً ضد فرق من الدوري الإيطالي والدوري الإسباني والدوري الألماني، فقد واجهوا قرعة صعبة ومع ذلك لا يزالون يمتلكون السجل الوحيد الناجح بنسبة 100 في المئة.
قد لا يساعدهم ذلك في المستقبل، ولكن مهاجم ليل الفرنسي جوناثان ديفيد الذي أنهى سلسلة دفاعهم القياسية كان من حقه أن يقول “قد يكونون أفضل فريق في العالم حالياً”.
وصل ليل الذي هزم ريال مدريد أيضاً إلى ملعب “أنفيلد” من دون التعرض لأية هزيمة في 21 مباراة، لكنه هُزم من ليفربول بنتيجة (1 – 2)، لذلك يضمن ليفربول الآن إنهاء المرحلة في أول مركزين.
لقد ساعدت منظومة ليفربول الدفاعية في بلوغ ذلك الهدف وسجل هذا الفريق رقماً قياسياً للنادي، إذ لم يتعرض لأي هدف في البطولة الأوروبية لمدة 599 دقيقة منذ هدف لاعب ميلان كريستيان بوليسيتش بعد مرور ثلاث دقائق من بداية مشوار الفريق في بطولة هذا الموسم، وحتى هدف تعادل ليل الذي سجله ديفيد.
جاء الهدف الأول لليفربول من طريق محمد صلاح وهدف الفوز من هارفي إليوت، وهما هدفان قد يعنيان حصول الجناح الأيمن على ليلة راحة عندما يزور ليفربول فريق آيندهوفن الهولندي الأسبوع المقبل، بينما قد يشارك لاعب الوسط كأساسي في حدث نادر، ويعلم ليفربول الآن أن مباراة ديربي “ميرسيسايد” المعاد جدولة موعدها، والتي ستتعارض مع مباريات الملحق في الـ12 من فبراير (شباط) المقبل يمكن أن تُقام، ولن يكون حينها هناك أية التزامات قارية أمام “الريدز”.
لقد كان هناك شعور في اختيارات سلوت بأن المهمة انتهت تقريباً، وقال “كنا سنواجه حظاً عاثراً حقاً إذا خسرنا مرتين وخرجنا من ترتيب الأندية الثمانية الأولى”.
لقد أجرى المدرب الهولندي ثلاثة تغييرات في خط دفاعه، وأشرك إليوت في الشوط الأول عندما اضطر كورتيس جونز للخروج، ومنح البدلاء فيديريكو كييزا وواتارو إندو أطول فترة مشاركة لهما في هذه المسابقة كلاعبين لليفربول، وفي ظل أن المباريات المقبلة ضد إبسويتش تاون وآيندهوفن فقد يتطلعان إلى فرص أخرى للمشاركة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وعلى رغم أنهما كانا لاعبين ثانويين فإن هذا كان جهداً جماعياً، فقد جاء الإغلاق الدفاعي الشديد لليفربول لمدة 599 دقيقة بفضل حارسي مرمى، وثنائي في مركز الظهير الأيمن وثنائي آخر على الجهة اليسرى وأربعة قلوب دفاع، وجاء أفضل ما لديهم سابقاً (572 من دون تلقي أهداف) مع المدرب رافائيل بينيتيز، بفضل خط دفاع كان أهم عنصرين فيه هما سامي هيبيا وجيمي كاراغر، بعد مجد دوري أبطال أوروبا عام 2005.
وسلط سلوت الضوء على تصديات أليسون ضد جيرونا لكنه جادل بأن التفوق الدفاعي لا يأتي من عمل الخط الخلفي، وقال “الشيء الجميل بالنسبة إلي أننا نحافظ على نظافة الشباك ليس بالدفاع كثيراً، لكن نحافظ على نظافة الشباك كثيراً بالهجوم”.
ويمتلك الفريق مهاجماً من الطراز العالمي، إذ لم يسجل صلاح في مبارياته الثلاث السابقة لكنه كان هادئاً في أول نصف ساعة، باستثناء تسديدة واحدة سددها، ومع ذلك كان لديه القدرة على الانطلاق عندما يستكشف وجود ثغرة، وقد استُقبل هدفه الأوروبي الـ50 مع النادي بصورة رائعة، إذ قال سلوت “أعتقد أن الكلمة التي تصف أداء محمد في هذا النادي أنه ’استثنائي‘، لقد كان رائعاً لأعوام عديدة وما زال، يخبرك هذا الهدف بكثير، ومعدل عمل اللاعبين الذين استعادوا الكرة”.
لقد قطع كوستاس تسيميكاس الكرة من ديفيد، ولعب جونز تمريرة اخترقت الدفاع من داخل نصف ملعبه، ومع اندفاع لوكاس شيفالييه خارج منطقة الجزاء، سدد صلاح كرة ملتفة من لمسة واحدة بجوار حارس المرمى.
كان من الممكن أن يكون هناك هدف ثان من هجمة مرتدة مدمرة مماثلة، فمن حافة منطقة جزاء ليفربول مرر لويس دياز تمريرة فوق دفاع ليل الرباعي، وكانت لمسة صلاح الأولى لا تشوبها شائبة ليسيطر على الكرة لكن تسديدته الأخيرة كانت غير دقيقة، إذ سدد الكرة على الجانب الخطأ من القائم، ثم تحول صلاح من الصمت إلى الهياج، وسدد تسديدة أخرى مرت بجوار القائم.
قدم ليل دليلاً مبكراً على شجاعته،= مدعوماً بثقة الفريق الذي لم يخسر منذ أربعة أشهر، إذ أطلق غابرييل غودموندسون تسديدة مرت بجوار القائم بعد 30 ثانية فحسب، ومع ذلك عاد الفريق إلى المباراة بطريقة غير منطقية، وحصل عيسى ماندي على البطاقة الصفراء الثانية بسبب شد دياز، وربما فقد ليفربول تركيزه أو استسلم موقتاً للرضا عن الذات، لكن ليل رد.
وانتهت سلسلة تحطيم ليفربول للأرقام القياسية قبل دقيقة واحدة من مرور 10 ساعات لعب كاملة من دون تلقي أهداف، إذ سجل ديفيد بعد أن تصدى الحارس لتسديدة هاكون أمار هارالدسون، لكن الكندي صاحب هدف الفوز أمام مدريد وضع الكرة المرتدة في الشباك، وقال سلوت “كانت فرصة واحدة فقط للفريق الآخر”.
وتمكن ليفربول من العودة بصورة مناسبة، وشكلت الكرات الثابتة التي نفذها تسيميكاس مشكلة لفريق ليل، وبعد أن أبعد إليوت الكرة عن المرمى سدد تسديدة رائعة، لكن الكرة ارتدت من نغالايل موكاو مما يعني أن شيفالييه لم يكن لديه أية فرصة، واعترف هداف المباراة “لم أكن متأكداً مما إذا كان الهدف لي”.
وألغى الحكم هدف داروين نونيز الذي سجل هدفين شرعيين في الوقت بدل الضائع أمام برينتفورد، بداعي التسلل وهذه المرة لم يتمكن ليل من الرد.
وجاءت المباراة الحاسمة الدرامية في لشبونة لكن هذا قد لا يكون كافياً لمنع ليفربول من إنهاء الموسم متقدماً على الفرق الـ35 الأخرى.
نقلاً عن : اندبندنت عربية