بينما كان روبن أموريم يتحدث بهدوء عن البقاء في الفريق، كان لوك شو يبدو على وشك الانهيار، حيث ظهر على وجهه الحزن العميق بعد الهدف العكسي الذي تسبب به في نهائي الدوري الأوروبي. كما بدت ملامح الأسى واضحة على وجه السير جيم راتكليف، وسط شعور عام بـ”الخدر” داخل أروقة مانشستر يونايتد.

رغم الحديث المكثف عن الأهمية المالية للدوري الأوروبي للنادي، ظهرت الكلفة العاطفية بوضوح، إذ شعر مسؤولو النادي بالإهانة، وهم يدركون أن التداعيات ستتجاوز حدود كرة القدم. أما أموريم، فلم يرغب في التبرير أو إعطاء وعود كاذبة للجماهير، معترفًا بوجود نقص في الإيمان في الوقت الحالي.

وقال المدرب: “هذه ليست طريقتي، لا أستطيع أن أخدع أحدًا، في هذه اللحظة هناك قليل من الإيمان”.

وبينما تتصارع المشاعر، قد تكون القرارات القادمة مبنية على الجانب المالي أو على الأرقام فقط. وأيد لوك شو مدربه بقوة، مؤكداً أنه “الشخص المناسب بنسبة 100%”، وأنه يعلم ما يجب تغييره.

في الظروف العادية، كان من الحكمة السماح لأموريم بالعمل بحرية كاملة ومنحه الوقت والمساحة، فهو مدرب واعد بلا شك وقادر على النجاح في الظروف المناسبة. لكن الواقع الحالي مختلف، فقد انهار الموسم بشكل مأساوي، وبلغت الهزيمة في النهائي ذروتها، مما ألحق ضرراً بالغاً بمستقبل النادي، خاصة مع غياب المشاركة الأوروبية الذي يضر بالوضع المالي للنادي ويستلزم إعادة النظر في استراتيجيته.

المطلعون يرون أن “العجز لا ينكمش”، وأموريم تحدث عن خطتين لسوق الانتقالات، لكن هناك شكوك حول جدوى صفقة مثل صفقة ماتيوس كونيا التي تتجاوز 60 مليون جنيه إسترليني، مما يجعلها مخاطرة كبيرة في ظل الوضع الراهن.

الأزمة ليست مؤقتة، بل هي معادلة معقدة تواجه الإدارة، وحتماً يحتاج الفريق إلى إعادة هيكلة شاملة. شو نفسه طرح السؤال: “هل نحن جيدون بما يكفي لنكون هنا؟”، وهو سؤال صعب الإجابة في ظل الظروف الحالية.

ويثير الأمر تساؤلات عن سبب تعيين أموريم بدلاً من مدرب أكثر خبرة مثل الذي يعمل في ليفربول، حيث فضّل ليفربول مدرباً يحتاج إلى استثمارات ضخمة لتشكيل فريق مناسب. أما مانشستر يونايتد فيعاني من ضغوط بيع لاعبين قبل أي عملية شراء، ما يزيد من صعوبة البناء.

الوقت ضيق، والأمور قد تزداد سوءاً، حتى وإن بدا الفريق أفضل من توتنهام في النهائي، إلا أن النظام الحالي واضح عدم كفاءته، والفريق أقل من مجموع أفراده.

أموريم يحتاج إلى مرونة أكبر، خاصة بعد أن استغرق وقتًا طويلاً للرد على مجريات المباراة في النهائي. هناك مخاوف عميقة من داخل النادي حول أسلوبه التدريبي الذي يركز على الاستعداد المكثف قبل المباريات، وهو نهج لم يثبت فعاليته في ظل ضغط المباريات في الدوري الإنجليزي.

هذا الأسلوب، ناجح في الدوري البرتغالي الذي يختلف تماماً عن الدوري الإنجليزي، أثار استغراب اللاعبين وحتى الخبراء، خصوصاً مع تصريح برونو فيرنانديز عن صدمة أموريم من شدة ضغط المنافسين في أول مباراة له.

يعتقد بعض الخبراء أن أموريم يمكن أن ينجح، لكن ذلك يتطلب إعادة هيكلة كاملة، وتغيير ثقافة النادي وأسلوب التعاقدات، وهي مهمة طويلة وصعبة.

زيادة تعقيد الأزمة جاءت بعد تصريحات علنية لدعم جيم راتكليف لمدربه، وهو أمر غير معتاد في أندية كبيرة تواجه أزمات، حيث يُفضل بعض المنافسين مثل توتنهام عدم الإعلان عن مواقف المدربين بشكل صريح.

الإدارة تضم أسماء ذات خبرات، لكنها لم تنجح في التعامل مع أزمة بهذا الحجم، ويبدو أن النادي بحاجة إلى إعادة بناء شاملة من الأساس.

بعض الأصوات داخل النادي ترى أن الحل الأمثل هو التريث وبناء الفريق تدريجياً، عبر الاعتماد على الشباب من الأكاديمية مثل هاري أماس، بدلًا من الاستثمارات الكبيرة في لاعبين مكلفين مثل ماتيوس كونيا.

في الوقت الحالي، الأولوية يجب أن تكون للاعبين يمتلكون قيادة داخل الملعب، لا فقط المواهب النخبوية باهظة الثمن. مانشستر يونايتد بحاجة إلى حلول جذرية، لكنه يواجه معادلة صعبة تحكم مستقبله.