أصدر الرئيس الأميركي دونالد ترمب سلسلة من الأوامر التنفيذية والتوجيهات في سعيه إلى وضع بصمته على إدارته الجديدة في أمور تراوح ما بين الطاقة والعفو الجنائي والهجرة.
وفي ما يلي بعض الأوامر التنفيذية الرئيسة التي وقعها ترمب في اليوم الأول من عودته للمنصب:
العفو
أصدر ترمب عفواً عن نحو 1500 شخص اقتحموا مبنى الكونغرس “الكابيتول” الأميركي في السادس من يناير (كانون الثاني) 2021، في لفتة إلى دعم الأشخاص الذين اعتدوا على الشرطة في أثناء محاولتهم منع المشرعين من التصديق على هزيمته في انتخابات 2020. وقال، “نأمل في أن يخرجوا الليلة، بصراحة. نتوقع ذلك”.
ويخفف الإجراء أحكام 14 عضواً من منظمتي “براود بويز” و”أوث كيبرز” اليمينيتين المتطرفتين، ومنهم بعض الذين دينوا بالتآمر للتحريض على العنف. ويوجه الأمر وزير العدل الأميركي إلى إسقاط القضايا المعلقة المتعلقة بالشغب.
الهجرة
وقع الرئيس الأميركي على أوامر تعلن الهجرة غير الشرعية على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك حال طوارئ وطنية، وتصنف العصابات الإجرامية منظمات إرهابية، وتستهدف الجنسية التلقائية للأطفال المولودين في الولايات المتحدة لمهاجرين غير شرعيين. وسيعلق أمر ترمب الذي يتعامل مع إعادة توطين اللاجئين في الولايات المتحدة البرنامج لمدة أربعة أشهر في الأقل، وسيأمر بمراجعة الأمن لمعرفة ما إذا كان المسافرون من دول معينة يجب أن يخضعوا لحظر السفر. وجاء في الأمر، “الولايات المتحدة تفتقر إلى القدرة على استيعاب أعداد كبيرة من المهاجرين”.
إلغاء إجراءات بايدن
في تجمع حاشد بساحة رياضية ألغى ترمب 78 إجراءً تنفيذياً للإدارة السابقة. وقال، “سألغي ما يقارب 80 إجراءً تنفيذياً مدمراً للإدارة السابقة”. وأضاف أنه سيوقع أمراً يوجه كل الوكالات بالحفاظ على جميع السجلات المتعلقة “بالاضطهاد السياسي” في ظل إدارة الرئيس السابق جو بايدن. وينطبق الإلغاء على الأوامر التنفيذية التي تمتد من اليوم الأول لبايدن في منصبه في 2021 إلى الأسبوع الماضي، وتغطي موضوعات من الإغاثة من “كوفيد” إلى تعزيز صناعات الطاقة النظيفة.
التنوع
ألغى ترمب أيضاً الأوامر التنفيذية التي عززت التنوع والمساواة والإدماج وحقوق مجتمع “الميم” والأقليات العرقية، وفاءً بالوعود بتقليص الحماية لأكثر الأميركيين تهميشاً. ومن بين 78 أمراً تنفيذياً ملغياً من التي وقعها بايدن، هناك ما لا يقل عن 12 تدعم المساواة العرقية ومكافحة التمييز ضد مجتمع “الميم”.
حظر “تيك توك”
وقع الرئيس الأميركي أمراً بتأخير حظر لمدة 75 يوماً لتطبيق المقاطع المصورة القصيرة “تيك توك” الذي كان من المقرر إغلاقه في الـ19 من يناير. ويوجه الأمر وزير العدل بعدم فرض القانون “للسماح لإدارتي بفرصة تحديد مسار العمل المناسب في ما يتعلق بـ(تيك توك)”.
تجميد الإجراءات التنظيمية والتوظيف
وقع ترمب على أوامر بتجميد التوظيف الحكومي واللوائح الاتحادية الجديدة، إضافة إلى أمر يلزم العاملين الاتحاديين بالعودة التامة إلى العمل بنظام الحضور الشخصي. وقال، “سأنفذ تجميداً فورياً للإجراءات التنظيمية الجديدة، مما سيمنع بيروقراطيي بايدن من الاستمرار في إصدار اللوائح”، مضيفاً أنه سيصدر أيضاً “تجميداً موقتاً للتوظيف لضمان توظيفنا فقط للأشخاص الأكفاء المخلصين للجمهور الأميركي”، وستجبر هذه الخطوة أعداداً كبيرة من موظفي الحكومة على التخلي عن ترتيبات العمل من بعد، في عدول عن اتجاه بدأ في المراحل المبكرة من جائحة “كوفيد-19”.
وقال بعض حلفاء ترمب إن تفويض العودة إلى العمل يهدف إلى المساعدة في تقليص الخدمة المدنية، مما يسهل على ترمب استبدال العاملين الحكوميين الذين خدموا لفترة طويلة بموالين له.
التضخم
أمر الرئيس الأميركي جميع الإدارات والوكالات التنفيذية بتقديم إغاثة طارئة للشعب الأميركي في ظل ارتفاع الأسعار وبزيادة رخاء العامل الأميركي. وتشمل التدابير خفض اللوائح والسياسات المناخية التي ترفع الكلف، والإجراءات اللازمة لخفض كلفة الإسكان وتوسيع المعروض من المساكن. وجاء في الأمر، “على مدى السنوات الأربع الماضية، ألحقت سياسات إدارة بايدن المدمرة أزمة تضخم تاريخية بالشعب الأميركي”.
المناخ
ووقع الرئيس الأميركي على الانسحاب من معاهدة باريس للمناخ، بما في ذلك رسالة إلى الأمم المتحدة تشرح أسباب الانسحاب. ويهدد الإعلان، الذي كان متوقعاً على نطاق واسع منذ فوز ترمب بالانتخابات الرئاسية في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، الهدف الرئيس للاتفاقية بتجنب ارتفاع درجات الحرارة العالمية 1.5 درجة مئوية عن مستويات ما قبل الصناعة. ويقول الأمر، “سياسة إدارتي هي وضع مصالح الولايات المتحدة والشعب الأميركي في المقام الأول”. وألغى مذكرة من عام 2023 أصدرها بايدن تحظر التنقيب عن النفط في القطب الشمالي، قائلاً إن الحكومة يجب أن تشجع استكشاف الطاقة وإنتاجها على الأراضي والمياه الاتحادية، وألغى تفويضاً بخصوص المركبات الكهربائية.
الصحة
أمر آخر أصدره الرئيس الأميركي بسحب الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية، قائلاً إن المنظمة أساءت التعامل مع جائحة “كوفيد-19” والأزمات الصحية الدولية الأخرى. وتمثل الخطة، التي تتماشى مع انتقادات ترمب الطويلة الأمد للمنظمة التابعة للأمم المتحدة، تحولاً كبيراً في سياسة الصحة العالمية الأميركية وتعزل واشنطن بصورة أكبر عن الجهود الدولية لمكافحة الأوبئة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
كفاءة الحكومة
وقع ترمب على إجراء تنفيذي لإنشاء مجموعة استشارية تسمى وزارة كفاءة الحكومة تهدف إلى تقليص الحكومة الأميركية. ويدير المجموعة إيلون ماسك الرئيس التنفيذي لشركة “تيسلا” ولديها أهداف كبرى تتمثل في إلغاء وكالات اتحادية بأكملها وخفض ثلاثة أرباع وظائف الحكومة الاتحادية.
استهداف “الدولة العميقة”
وقع الرئيس على وثيقة “إنهاء تسليح” الحكومة ضد المعارضين السياسيين. ويوجه الأمر وزير العدل بالتحقيق في أنشطة الحكومة الاتحادية على مدى السنوات الأربع الماضية، بما في ذلك في وزارة العدل ولجنة الأوراق المالية والبورصات ولجنة التجارة الاتحادية خلال الإدارة السابقة.
ويوجه الأمر الحكومة بأن “تحدد وتتخذ الإجراء المناسب لتصحيح التصرفات الخاطئة التي أقدمت عليها الحكومة الاتحادية في ما يتعلق بتسليح مسؤولي إنفاذ القانون وتسليح مجتمع الاستخبارات”.
حرية التعبير
وقع ترمب على أمر تنفيذي قال إنه يهدف إلى “استعادة حرية التعبير وإنهاء الرقابة الاتحادية”. وقال البيت الأبيض، “تحت ستار مكافحة “التضليل” و”التضليل الإعلامي” و”المعلومات الخاطئة”، انتهكت الحكومة الاتحادية حقوق التعبير المحمية دستورياً للمواطنين الأميركيين”. واتهم ترمب وحلفاؤه الجمهوريون إدارة الرئيس الديمقراطي السابق بايدن بتشجيع قمع حرية التعبير على المنصات الإلكترونية.
الطاقة
أعلن ترمب حال طوارئ وطنية للطاقة، ووعد بملء الاحتياطات الاستراتيجية من النفط وتصدير الطاقة الأميركية في جميع أنحاء العالم. ووضع خطة شاملة لتعظيم إنتاج النفط والغاز في الولايات المتحدة، بما في ذلك إعلان حال طوارئ وطنية للطاقة وإزالة اللوائح التنظيمية الزائدة، وانسحاب الولايات المتحدة من ميثاق دولي لمكافحة تغير المناخ. وقال إنه يتوقع أن تساعد الأوامر في خفض التضخم وحماية الأمن القومي الأميركي. ووقع على أوامر تهدف إلى تعزيز تطوير النفط والغاز في ألاسكا، وألغى جهود بايدن لحماية أراضي القطب الشمالي ومياهه من التنقيب.
وقال موقع البيت الأبيض إن الولايات المتحدة ستنهي تأجير مزارع الرياح للأراضي. وتشير هذه التحركات إلى تحول كبير في سياسة الطاقة في واشنطن بعدما سعى بايدن إلى تشجيع التحول بعيداً من الوقود الأحفوري وترسيخ ريادة الولايات المتحدة في مكافحة الاحتباس الحراري.
نقلاً عن : اندبندنت عربية