وقَّع أمس الأحد في العاصمة الكينية نيروبي 24 كياناً وحزباً سياسياً على الميثاق التأسيسي لتحالف السودان الجديد (تأسيس)، فضلاً عن الدستور الموقت للحكومة الموازية المزمع تشكيلها قريباً داخل مناطق سيطرة قوات “الدعم السريع” تحت اسم حكومة “السلام والوحدة”، لتكون موازية لسلطة بورتسودان التي يترأسها قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان.

وينص الميثاق على تأسيس وبناء دولة علمانية ديمقراطية غير مركزية في السودان قائمة على الحرية والمساواة والعدالة، وغير منحازة لأية هوية ثقافية أو عرقية أو دينية أو جهوية، وتعترف بالتنوع وتعبر عن جميع مكوناتها على قدم المساواة، إلى جانب حظر تأسيس أي حزب أو تنظيم سياسي على أساس ديني أو تنظيم دعاية سياسية على أساس ديني أو عنصري، إضافة إلى خضوع الجيش الجديد منذ تأسيسه للرقابة والسيطرة المدنيتين.

وأشار الميثاق إلى “هوية سودانوية” ترتكز على حقائق التنوع التاريخي والمعاصر ودولة قائمة على الحرية والعدل والمساواة، وورد أيضاً تشكيل حكومة السلام الانتقالية بهدف حماية المدنيين والمساعدات الإنسانية واسترداد المسار الديمقراطي، إلى جانب تجريم جميع صور التطرف والانقلابات العسكرية واستغلال الدين لأغراض سياسية.

وتطرق الميثاق إلى أهمية تشكيل حكومة تنهي الحرب وتحقق سلاماً شاملاً، وكذلك الالتزام بالعدالة والمحاسبة التاريخية وإنهاء الإفلات من العقاب.

وشهد حفل التوقيع حضور نائب قائد قوات “الدعم السريع” عبدالرحيم دقلو، و”حركة العدل والمساواة – جناح سليمان صندل”، و”تجمع قوى تحرير السودان” بقيادة الطاهر حجر، وقيادات “الجبهة الثورية”، وكذلك رئيس “حزب الأمة القومي” فضل الله برمة ناصر، ورئيس القطاع السياسي بـ”الحزب الاتحادي الأصل” إبراهيم الميرغني، ورئيس “الحركة الشعبية – شمال” عبدالعزيز الحلو، ورئيس حزب الأسود الحرة بشرق السودان مبروك مبارك سليم، ورئيس مؤتمر البجا المعارض أسامة سعيد، فضلاً عن فئات نوعية تشمل مثقفين وإدارات أهلية ودينية وطرقاً صوفية.

دولة جديدة

المتحدث باسم اللجنة التحضيرية لمؤتمر التحالف التأسيسي مبروك مبارك سليم قال إن “أهل السودان أجمع يشهدون اكتمال الميثاق الدستوري، لخلاص البلاد من ويلات الحرب التي شنها النظام البائد وأفرزت واقعاً مريراً تمثل في العنف والانتهاكات والتشريد، فضلاً عن القصف الجوي ودمار البنى التحتية ومنازل المواطنين، وكذلك زرع الفتن القبلية وتنامي خطاب الكراهية، إلى جانب إفشال المبادرات الإقليمية والدولية التي طرحت لوقف القتال حتى لا يصل إلى حرب أهلية شاملة”.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضاف سليم “نتيجة لهذه الأوضاع الكارثية في البلاد تنادت المكونات المشاركة في المؤتمر لحمل هم السودان والتوافق على ميثاق سياسي ومسودة دستور موقت، تعلن بموجبه حكومة يتوافق عليها الشركاء وبناء دولة جديدة مختلفة عن الدولة القديمة”.

وتابع المتحدث باسم اللجنة التحضيرية “سنختط طريقاً جديداً لتجاوز الماضي، ونعمل على نهاية الحروب في السودان وأن يجد كل سوداني حقه”.

تشكيل الحكومة

إلى ذلك، يبدأ شركاء تحالف السودان “تأسيس” مشاورات تشكيل حكومة “السلام والوحدة”، إضافة إلى ترتيبات الاتفاق على تفاصيل مستويات الحكم، وهي مجلس السيادة والوزراء والبرلمان.

وقال رئيس الجبهة الثورية الهادي إدريس إن “الحكومة ستُعلن خلال الأيام المقبلة من داخل السودان”.

في حين أكد رئيس اللجنة الفنية للمؤتمر إبراهيم الميرغني عزمهم على أن يكون الميثاق الذي وُقع طريقاً إلى تأسيس حكومة متوافق عليها من الشركاء، لتُعلن من داخل البلاد.

إيقاف الحرب

على الصعيد نفسه، أوضح رئيس حركة العدل والمساواة (المنسلخ عن جبريل إبراهيم) القيادي بتحالف السودان التأسيسي “تأسيس”، أن “المطلب الأساس اليوم لغالبية للسودانيين هو إيقاف الحرب بمعالجة أسبابها الجذرية لأن استمرارها يؤدي إلى تمزيق البلاد، والانزلاق في مرحلة اللا دولة”.

وشدد على أن “حكومة السلام الانتقالية ستقوم بصيانة وتوفير الحقوق الدستورية لجميع المواطنين من دون أي تمييز، وذلك بالعمل الدؤوب من أجل تمكينهم من التمتع بالحقوق الأساس في الصحة والتعليم والأمن واللجوء إلى القضاء، وكذلك الحصول على الأوراق الثبوتية”.

وبيَّن صندل أن “أهم مهام الحكومة الجديدة استرداد التحول المدني الديمقراطي واستعادة ثقة السودانيين في ثورتهم وإعادة السلطة للشعب ليختار من يمثله، فضلاً عن إنهاء ظاهرة تعدد الجيوش والعمل على تأسيس جيش وطني جديد ومهني واحد يعبر عن كل السودانيين ويحمي البلاد وسيادتها”.

وأعلن القيادي في تحالف السودان التأسيسي “التزامهم الكامل بالميثاق وعزمهم الراسخ على العمل بكل صدق وإخلاص لتحقيق مبادئه وأهدافه، لأنه عهد ملزم نجسد فيه إرادة الشعب السوداني في بناء سودان جديد قائم على العلمانية والوحدة الطوعية والعدل والمساواة الديمقراطية وسيادة حكم القانون”.

نقلاً عن : اندبندنت عربية