التقى د. بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة، يوم، “أوليفييه أندوهونجيريهي” وزير الخارجية والتعاون الدولي لجمهورية رواندا.
أشاد الوزير عبد العاطي بالتطور الملحوظ في مستوى التعاون بين البلدين خلال السنوات الأخيرة، معربا عن حرص مصر على دفع مسار التعاون الاقتصادي والاستثماري مع رواندا، وتعزيز الشراكة في مختلف المجالات، لا سيما في قطاعات البنية التحتية، والممرات اللوجستية، والطاقة، والصحة، والزراعة، وبناء القدرات، مستعرضًا الدور الذي تقوم به الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية في توفير برامج تدريبية للكوادر الرواندية في مجالات متعددة.
وفي هذا السياق، تطرق الوزير عبد العاطي إلى مشروع “مركز مجدي يعقوب رواندا – مصر للقلب”، باعتباره رمزًا للتعاون الطبي المصري الرواندي، مشيرًا إلى أهمية استكمال هذا المشروع الحيوي الذي سيصبح مركزًا إقليميًا للخدمات العلاجية، وسيسهم في تعزيز جهود تحسين الرعاية الصحية في المنطقة.
كما أكد الجانبان على أهمية تبادل الدعم بين البلدين في الترشيحات داخل المنظمات الإقليمية والدولية، بما يعزز المصالح المشتركة ويسهم في تعزيز العمل الإفريقي المشترك.
وشهد اللقاء تبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، حيث ناقش الوزيران الأوضاع في منطقة شرق الكونجو الديمقراطية، وأكد الوزير عبد العاطي على أهمية وقف التصعيد الذي تشهده المنطقة، والتوصل إلى تسوية سياسية شاملة من شأنها إزالة التوترات القائمة عبر الانخراط في عمليتي لواندا ونيروبي، بالإضافة إلى ضرورة اتخاذ خطوات عملية لرفع المعاناة الإنسانية المتفاقمة عن سكان المنطقة.
وفي وقت سابق، التقى د. بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة، اليوم الأربعاء مع السيدة “ماري كروز إيفونا أنديمي”، وزيرة الدولة للمنظمات الدولية في جمهورية غينيا الاستوائية، وذلك على هامش اجتماعات الدورة العادية السادسة والأربعين للمجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي المنعقدة في أديس أبابا.
وأشاد د. عبد العاطي بالعلاقات بين مصر وغينيا الاستوائية، معربًا عن تطلع مصر إلى دفع التعاون الاقتصادي والاستثماري، لا سيما عبر دعم تواجد الشركات المصرية في السوق الغيني الاستوائي، والاستفادة من خبرات مصر في تنفيذ المشروعات التنموية الكبرى.
وشهد اللقاء تبادل وجهات النظر حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث أكد الوزير عبد العاطي حرص مصر على تعزيز التعاون المشترك مع غينيا الاستوائية في مختلف المجالات، خاصة في قطاعات البنية التحتية، والطاقة، والصحة، والتعليم، والتجارة والاستثمار، وذلك في إطار دعم مصر لمسيرة التنمية في الدول الإفريقية. كما ناقش الوزيران سبل تعزيز التنسيق داخل الاتحاد الإفريقي، حيث أكدا على أهمية التعاون المشترك لتعزيز العمل الإفريقي الجماعي، بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة والأمن والاستقرار في القارة.
وأشادت الوزيرة الإكواتورية بالدور المصري الفاعل في دعم الجهود القارية لتعزيز السلم والأمن، وتطوير آليات الاتحاد الإفريقي لمواجهة التحديات الراهنة.
وأدار الندوة الكاتبة سلوى بكر، رئيسة تحرير “سلسلة التراث الحضاري”؛ حيث قالت :”إن التقدم العلمي الهائل الذي يعيشه عالمنا المعاصر، قد وُضعت لبناته منذ فجر الحضارات الأولي في وادي النيل؛ وسهول العراق؛ وبلاد اليونان؛ والصين؛ والهند، وأن كتاب “كتب الحيل الهندسية والتقنيات”؛ لأبي العز بن إسماعيل الجزري؛ يعد أحد الشواهد على إسهامات الحضارة العربية الإسلامية في مجال الهندسة والتكنولوجيا، فقد وُضع الكتاب لأغراض علمية بحتة، وقدم إنجازات هائلة تتناول آلات وأدوات تُستخدم في الحياة اليومية””؛ وأشارت الى أن «كتب الحيل الهندسية والتقنيات»، للجزري؛ يقدم دراسه مخطوطه في 16 يناير 1206م؛ موثّقًا بذلك أهم كتاب قدّمه المسلمون فى الهندسة الميكانيكية فى كل من المجالين “النظري والعملي” اتساقاً مع فلسفته التى صاغها فى جملته المهمة” كل علم صناعى لايتحقق بالعمل فهو متردد بين الصحة والخلل؛ وأوضحت “بكر”: أن تعدد العثور على مخطوط الجزري؛ يؤكد مدى أهمية الكتاب؛ والحرص على تداوله، حيث ظل متداولًا على مدى قرون؛ بسبب طابعة التطبيقي، وما به من رسوم توضيحية، وربما يكون قد وصل أوروبا خلال القرون الوسطى ضمن أعمال فكرية وعلمية عربية، فالعلاقة بين أوروبا والعالم الإسلامي لم تنقطع بسبب التجارة والمبادلات الاقتصادية.
ومن جانبه أكد الدكتور حافظ شمس الدين، أن «كتب الحيل الهندسية والتقنيات» مرجع مهم يوثق لمفهوم “التقنية” بوصفه لغة محدثة في اللغة العربية، جاءت بصيغة المصدر الصناعي لإفادة المعنى الذي يستفاد من المقابل الأجنبي تكنولوجيا”، وهما يلتقيان في الدلالة على “العلم التطبيقي”؛ ووسائله الفنية المستخدمة لتوفير كل ما هو ضروري لمعيشة الناس ورفاهيتهم وتطوير ظروف حياتهم؛ و أن البعض يعتقد خطأ أن “التقنية” هي المخترعات الحديثة الراقية التي غيرت معالم البشرية منذ العصر الحديث، لكن واقع الأمر يقضي بأن شيوع اللفظ ذاته هو الحديث، أما الظاهرة نفسها، ظاهرة استحداث المخترعات المناسبة وتطويرها، فهي قديمة منذ بدأ الإنسان يستعين بأدوات تساعده في عمله اليومي، وهي أدوات تستحق اسم “التقنية؛ وأوضح أن الكتاب يعمل من خلال ذلك على تهذيب قطعة من الحجر أو المعدن، وربطها بقطعة خشبية من جذع شجرة، واستخدامها فأسا لقطع الأشجار، أو لتقليب الأرض، هو نوع من التقنية واختراع العجلة لتيسير عملية نقل البضائع أو انتقال الأشخاص، كان في حينه ثورة تقنية لا تقل أهمية عن اختراع الطائرات في القرن العشرين، كل ما في الأمر هو أن التقنية ظهرت في حياة الإنسان ليستعين بها في تكملة ما ينقصه من القوى والقدرات، أو لتعزيز ما لديه من إمكانات.
وأكد الدكتور وليد محمود، أن الكتاب مهم ويناقش وثائق مهمة للباحثين؛ وخاصة إذا كانت أجيال التقنيات الحديثة والمعاصرة قد أحدثت أثرًا قويًا في بنية المجتمع البشري بأسره، فإن أجيال التقنيات القديمة قد أحدثت هي الأخرى في حينها ثورة هائلة وتغييرًا جوهريًا في مظاهر الحياة البشرية المختلفة.
وأوضح الدكتور مصطفى الخراط، إذا كانت الثقافة الغربية تروج لمقولة أن التقنية لا يمكن إلا أن تكون إبداعا غربيًا، فإن فقه مصطلح التقنية” يقتضي التأصيل لها بإظهار إسهامات علماء الحضارة الإسلامية في تطوير وإحداث تقنيات عديدة، شملت الآلات والتجهيزات الميكانيكية التي تعتمد على حركة الهواء، أو حركة السوائل واتزانها، والصمامات الآلية ذات التشغيل المتباطئ، والأنظمة التي تعمل عن بعد بطريقة التحكم الآلي، والأجهزة والأدوات العلمية، والجسور والقناطر المائية، والهندسات والزخارف المعمارية، وغيرها؛ وأشار إلى أنه الحق فيما نرى أن العلوم التقنية في العصر الزاهر للحضارة العربية الإسلامية لم تكن أقل تقدمًا من علوم الفلك والطب التي حظيت بالاهتمام الأكبر من جانب المؤرخين والمستشرقين، ولكنها تحتاج إلى من يتناولها بالتحليل الدقيق، والدراسة المتأنية للتعريف بها، وكشف أصولها في التراث الإسلامي على ضوء معطيات العلوم الحديثة والمعاصرة؛ وأوضح أن “الجزري”؛ استطاع أن يجمع بين العلم والعمل، وظهر هذا واضحًا في وصفه للآلات، حيث بدا مهندسًا مخترعًا عالمًا بالعلوم النظرية والعلمية.
ومن جانبه أكد المهندس أحمد قشطة، أهمية الكتاب تكمن فى تناوله تطورات هندسية مهمة؛ مثل: المضخة ذات الاسطوانتين المتقابلتين، وهي تقابل حاليًا المضخات الماصة والكابسة، نواعير المياه أو “دواليب المياه” التي تقوم برفع الماء عن طريق الاستفادة من الطاقة المتوفرة في التيار الجاري في الأنهار، وهناك مضخة “الزنجير والدلاء”، وهي نوع من آلات السقوط، وهذه الآلات تعطي مردودًا حركيًا بفضل سقوط الماء على المغارف، وهذه الفكرة تحتاج عادة لرفع منسوب الماء عن طريق سدود أو مصادر مائية أخرى، وصناعة آلات ذاتية الحركة عاملة بالماء وساعات مائية وآلات هيدروليكية ابتكرها علماء مسلمون؛ وطورها “الجزري”.
نقلاً عن : الوفد