يعتزم مبعوث الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب التوجه إلى أوكرانيا إلى كييف وعدد من العواصم الأوروبية الأخرى في أوائل يناير (كانون الثاني) في الوقت الذي تحاول فيه الإدارة القادمة إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا سريعاً.
وقال مصدران مطلعان طلبا عدم الكشف عن هويتهما إن اللفتنانت جنرال المتقاعد كيث كيلوغ الذي سيشغل منصب المبعوث الخاص لترمب إلى أوكرانيا وروسيا، لا يعتزم زيارة موسكو في هذه الرحلة، وفق “رويترز”.
وأضاف المصدران أن المبعوث سيزور كبار القادة في كييف، وسيعمل فريقه على ترتيب اجتماعات مع زعماء في عواصم أوروبية أخرى، مثل روما وباريس. وحذر أحد المصدرين من أن التخطيط للرحلة الرحلة لم يكتمل بعد وقد يتغير مسارها.
وقال المصدران إنه من المتوقع أن تركز الاجتماعات على “تقصي الحقائق” لصالح إدارة ترمب المقبلة، وليس على مفاوضات نشطة. وتوضح الرحلة المزمعة مدى أولوية إنهاء الحرب في أوكرانيا لدى الرئيس الأميركي المنتخب.
ووعد ترمب بإنهاء الحرب في غضون 24 ساعة من توليه منصبه، إن لم يكن قبل ذلك. وعبر مسؤولون سابقون في المخابرات والأمن القومي عن شكوكهم في إمكانية تحقيق هذا، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد لا يكون لديه سبب وجيه للجلوس إلى طاولة المفاوضات، على الأقل بشروط مقبولة لدى كييف.
ولم يرد بعد ممثل فريق ترمب الانتقالي على طلب التعليق على تلك الزيارة، كما لم يرد ممثلو السفارتين الأوكرانية والإيطالية في واشنطن ولم يتسن بعد الوصول إلى ممثل للسفارة الفرنسية في واشنطن.
نشر قوات حفظ سلام أجنبية
من جانبه، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الثلاثاء إن فكرة نشر قوات حفظ سلام أجنبية في أوكرانيا قد تطرح في اجتماع لزعماء أوروبيين في بروكسل اليوم الأربعاء.
وقالت مصادر إن الاجتماع الذي سيناقش الدعم لأوكرانيا، بعد مرور ما يقرب من ثلاث سنوات على الهجوم الروسي الشامل، سيضم زعماء ألمانيا وفرنسا وبولندا وحلف شمال الأطلسي إلى جانب دول أخرى.
وطرح الرئيس الأوكراني علناً في اجتماع مع سياسي ألماني في التاسع من ديسمبر (كانون الأول) فكرة نشر قوات أجنبية إلى أن تتمكن أوكرانيا من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.
وأثار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هذه الفكرة لأول مرة في فبراير (شباط) الماضي، لكن لم يتم التوصل إلى إجماع بين الزعماء الأوروبيين في هذه المسألة.
وفي رده على أسئلة الصحافيين عن احتمال مناقشة الفكرة في بروكسل، قال زيلينسكي “كل من سيحضر الاجتماع له الحق في إثارة هذه القضية أو تلك”.
وقال في مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك في لفيف “لن تكون هناك أسئلة عن القوات (الأجنبية) فحسب، بل أيضاً أسئلة ستطرحها أوكرانيا”.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضاف زيلينسكي أن التعزيز العاجل لقوة أوكرانيا سيكون الموضوع الرئيسي للنقاش. ونوه إلى قدرات الدفاع بعيدة المدى، واستثمارات الحلفاء في إنتاج الأسلحة الأوكرانية وضمانات الأمن من بين قضايا أخرى.
ويأتي الاجتماع في وقت حاسم حيث تحث أوكرانيا حلفاءها على دعمها في ساحة المعركة ودبلوماسياً قبل أي محادثات محتملة مع روسيا.
وأكد توسك أن بولندا لا تفكر في إرسال قوات لكنه قال إن بلاده، وهي واحدة من أقوى المؤيدين لأوكرانيا، ستبذل كل ما في وسعها لجعل عضوية كييف في حلف شمال الأطلسي احتمالاً حقيقياً. وقال “يتعين علينا جميعاً التركيز على ضمان عدم إجراء أي محادثات لوقف إطلاق النار من موقف قوة في الجانب الروسي، مما يعني أن أوكرانيا يمكن أن تكون واثقة من الدعم الكامل من كل البلدان المشاركة في مساعدتها”.
“مئات” القتلى في صفوف القوات الكورية الشمالية
وأعلن مسؤول عسكري أميركي كبير الثلاثاء أن القوات الكورية الشمالية تكبدت “مئات” الضحايا بين قتيل وجريح في القتال ضد قوات كييف في منطقة كورسك الروسية الحدودية مع أوكرانيا.
ولتعزيز المجهود الحربي الروسي أرسلت بيونغ يانغ آلاف الجنود إلى روسيا، بما في ذلك إلى منطقة كورسك الحدودية مع أوكرانيا والتي سيطرت القوات الأوكرانية على قسم منها في وقت سابق من هذا العام.
وقال المسؤول الأميركي مشترطاً عدم نشر اسمه إن “تقديرنا الأخير للضحايا الذين تكبدتهم كوريا الشمالية هو مئات عدة”. وأضاف أن هذا العدد “يشمل كل شيء من… المصابين بجروح طفيفة إلى القتلى في الميدان”، ويشمل عسكريين من “كل الرتب”.
وأرجع المسؤول العسكري الأميركي سبب هذه الخسائر الكبيرة إلى افتقار القوات الكورية الشمالية إلى خبرات قتالية بالدرجة الأولى. وقال “هؤلاء ليسوا جنودا متمرسين في المعارك. لم يسبق لهم أن شاركوا في القتال”، مشيراً إلى أن هذا الأمر ساهم على الأرجح في “سبب تكبدهم الخسائر التي لحقت بهم على أيدي الأوكرانيين”.
وأتى تصريح المسؤول العسكري الأميركي بعد أن قال رئيس الأركان الأوكراني أوليكساندر سيرسكي إن روسيا زجت بوحدات كورية شمالية في قلب “هجوم مكثف” في كورسك على مدى أيام عدة.
وعززت بيونغ يانغ وموسكو علاقاتهما العسكرية في أعقاب الهجوم الروسي على أوكرانيا. ودخلت اتفاقية دفاعية تاريخية بين بيونغ يانغ وموسكو حيز التنفيذ في وقت سابق من هذا الشهر. ويقول خبراء إن زعيم كوريا الشمالية، الدولة المسلحة نووياً، كيم جونغ-أون، يسعى بكل ما أوتي من قوة للحصول من روسيا على تكنولوجيا متطورة وخبرة قتالية لقواته.
تنسيق المساعدات العسكرية
وأشار مصدر أمس الثلاثاء إلى أن حلف شمال الأطلسي تولى مهمة تنسيق المساعدات العسكرية الغربية لأوكرانيا بدلاً من الولايات المتحدة مثلما كان مقرراً في خطوة اعتبرت على نطاق واسع أنها تستهدف حماية آلية الدعم في مواجهة ترمب الذي يهاجم الحلف.
وتمنح هذه الخطوة التي تأخرت بضعة أشهر حلف الأطلسي دوراً أكثر مباشرة في المساعي المناهضة للهجوم الروسي لكنها لا تصل إلى حد إرسال قواته الخاصة.
لكن دبلوماسيين يعترفون بأن تسليم المهمة للحلف قد يكون محدود التأثير نظراً لأن الولايات المتحدة في عهد ترمب ما زالت قادرة على إلحاق ضرر كبير بأوكرانيا من خلال خفض كبير في دعمها لأنها القوة المهيمنة في الحلف وتوفر غالبية الأسلحة لكييف.
ويقع مقر المهمة الجديدة لحلف الأطلسي لأوكرانيا في قاعدة أميركية في مدينة فيسبادن الألمانية.
نقلاً عن : اندبندنت عربية