تعد المدرسة هي البيئة الأولى التي يلتقي فيها الطفل مع شخصيات مختلفة من أقرانه، حيث يتعرض لأنماط متعددة من السلوكيات التي قد تؤثر عليه بشكل إيجابي أو سلبي. وفي بعض الحالات، قد يتعرض الطفل لمواقف تؤدي إلى معاناته وتشكيل شخصيته بشكل غير صحي.
قد يتعرض بعض الأطفال إلى سلوكيات سيئة من أقرانهم، سواء كانت عن قصد نتيجة لتربية غير سليمة أو عن غير قصد بسبب قلة الخبرة. ويعد “الضرب” من أشهر تلك السلوكيات التي يتعرض لها الأطفال، خاصة إذا كان الطفل الذي يتعرض لها غير قادر على الدفاع عن نفسه.
كيفية التصرف عند تعرض الطفل للضرب في المدرسة
توضح الدكتورة أمنية رأفت، أستاذ الطب النفسي للأطفال بجامعة القاهرة، أنه عند تعرض الطفل للضرب يجب اتخاذ عدة خطوات لمساعدته في الدفاع عن نفسه واسترداد حقه:
- تقديم الشكوى لشخص بالغ:
يجب على الطفل تقديم شكوى لأحد المسئولين في المدرسة، مثل المعلم أو الإدارة، حتى يتم اتخاذ إجراءات ضد الطفل المعتدي ومنع تكرار هذا التصرف. - مواجهة الطفل المعتدي:
في حال تكرار الاعتداء، ينبغي للطفل أن يواجه المعتدي بشكل حاسم ويطلب منه التوقف عن هذا السلوك، مشيرًا إلى أنه سلوك غير مقبول. - رد العدوان:
إذا لم تنجح الخطوات السابقة، قد يكون من الضروري أن يرد الطفل على المعتدي بالضرب، ولكن يجب أن يكون ذلك فقط في حالة عدم جدوى الإجراءات الأخرى. وهذا يساعد الطفل على تعلم كيفية استرداد حقوقه وعدم قبول الظلم.
الأضرار النفسية لتعرض الطفل للضرب
تعرض الطفل المتكرر للضرب له تأثيرات سلبية على شخصيته، حيث يؤدي إلى نشوء شخصية ضعيفة ومهزوزة، فاقدة للثقة بالنفس، وتشعر بعدم وجود العدالة.
تدخل الأهل في الأمر
في بعض الأحيان، قد يتدخل أحد والدي الطفل المعتدى عليه ويقوم بالاعتداء على الطفل المعتدي كوسيلة للانتقام. ولكن الدكتورة أمنية رأفت ترفض هذا التصرف، وتصفه بـ”البلطجة”، مؤكدة أن الطريقة الصحيحة لتدخل الأهل هي تقديم شكوى للإدارة المدرسية والتواصل مع أهل الطفل المعتدي لإخبارهم بضرورة توقف طفلهم عن هذه التصرفات. كما يجب تعليم الطفل كيفية الدفاع عن نفسه.
دور الرياضة في تعلم الدفاع عن النفس
ممارسة الرياضة، وخاصة رياضات الدفاع عن النفس مثل الكاراتيه والتايكوندو، تساعد الطفل على تعلم كيفية الدفاع عن نفسه. ومع ذلك، يجب التأكيد على أن هذه الرياضات تستخدم فقط للدفاع عن النفس في حالات العنف، وليس للاعتداء على الآخرين.