أطلقت مدينة فى جنوب الصين مبادرات وشعارات جريئة لتشجيع الزواج وتعزيز معدلات المواليد، مما أثار جدلا واسع النطاق، ففى أكتوبر كشفت تشانغشا، عاصمة مقاطعة هونان، عن أول شارع ثقافى “يتعلق بالزواج” فى البلاد، ويعرض الشارع التاريخى مشاهد الزفاف الصينية والغربية، مما يوفر للزوار الكثير من فرص التقاط الصور.
ومع ذلك، فإن ما يلفت الانتباه حقا هو الشعارات الوردية المعروضة فى جميع أنحاء المنطقة، والتى تتضمن عبارات مثل “استمتع بإعداد وجبة الإفطار”، و”سأكون على استعداد لرعاية الطفل”، و”إنجاب 3 أطفال هو الأروع”، بحسب ما ذكر موقع scmp.
وقد أثارت هذه الشعارات انتقادات كبيرة عبر الإنترنت لتصويرها لأدوار المرأة فى الزواج، حيث علق أحد المستخدمين على موقع Xiaohongshu قائلا: “يتم تصوير الطبخ وتربية الأطفال على أنهما مسؤوليات أنثوية، مع التأكيد على اللون الوردى، وهو ما يبدو غير محترم وتمييزى تجاه المرأة”
فيما أعربت إحدى المعلقات عن غضبها: “هذا سخيف.. هل أنا لست رائعة إذا لم يكن لدى 3 أطفال؟ لا ينبغى ربط قيمتى الذاتية بالزواج والأمومة”، وتحدى أحد المراقبين الغاضبين، الحكومة: “لماذا لا ينجب القادة 8 أطفال أولا؟.. إن الترويج للزواج والأطفال يتجاهل القضايا الحقيقية التى يواجهها الشباب، مثل صراعات العمل والأجور المنخفضة، إنه ببساطة إهدار لأموال دافعى الضرائب”.
شارع الزواج
ويضم الشارع أيضًا “مدرسة زواج”، حيث يمكن للزوار استئجار ملابس الزفاف الصينية التقليدية والمشاركة فى دروس حول الحب والزواج، بدوره، شارك المؤثر فى مجال السفر، العم هوزى، تجربته فى مدرسة الزواج، حيث جرب جهاز محاكاة آلام المخاض.
يمكن للزوار أيضا ممارسة مهام الأبوة والأمومة، مثل تغيير الحفاضات وإعداد الحليب الصناعى، وسوف يحصل أولئك الذين يكملون جميع التحديات على “شهادة تصريح زواج”، ترمز إلى تخرجهم من هذه التجربة التعليمية الفريدة.
وأوضح مسؤولو تشانغشا أن الشارع يهدف إلى تعزيز ثقافة الزواج بشكل إبداعى بطريقة تتوافق مع الشباب، وتعزيز النمو السكانى عالى الجودة، ومع ذلك، أثارت الشعارات والأنشطة ردود فعل متباينة على وسائل التواصل الاجتماعى فى البلاد.
تجربة آلام المخاض
ووصفها أحد المؤيدين على موقع ويبو بأنها “تعليمية للغاية”، مؤكدا أن الزواج والإنجاب من المكونات الأساسية للمجتمع، وعلى العكس من ذلك، أعربت مواطنة من تشانغشا عن استيائها: “أشعر بالحرج من هذه الأنشطة. يجب أن يظل الزواج والأبوة خيارات شخصية”.
فى الصين، تم تسجيل 3.43 مليون زواج فى النصف الأول من هذا العام، وهو ما يمثل انخفاضا بنسبة 12% عن العام الماضى، وهو أدنى مستوى فى عقد من الزمان، وفى الوقت نفسه، انخفض معدل المواليد إلى أدنى مستوى قياسى بلغ 9.02 مليون ولادة العام الماضى، وفقا للمكتب الوطنى للإحصاء، إذ يحذر الخبراء من أن انخفاض معدلات الزواج والإنجاب قد يؤدى إلى تفاقم نقص العمالة فى الصين وتسريع أزمة الشيخوخة السكانية.
وفى الآونة الأخيرة، قدمت بعض الشركات فى الصين حوافز للموظفين للزواج وإنجاب المزيد من الأطفال. وفى يونيو، عرضت شركة تصنيع الآلات مكافأة قدرها 29 ألف دولار أميركى للموظفين الذين رحبوا بطفل ثالث.
نقلاً عن : اليوم السابع