بعد القرار الذى أصدره رئيس هيئة تحرير الشام محمد الجولانى بوقف التجنيد الإجبارى فى الجيش السورى وحل الميليشيات المسلحة فإن الرجل يبدأ مرحلة التمكين للإخوان المسلمين فى سوريا وتحويل الجيش السورى إلى ميليشيا واحدة حتى لو لم تكن باسم جبهة تحرير الشام.

الجولانى يعود لسيرته فى إدارة إدلب قبل إسقاط نظام الأسد وحتى رئيس الوزراء الإخوانى الذى استعان به فى إدلب عينه رئيسا لوزراء سوريا بالكامل ما أبعاد هذا القرار؟ وكيف يعمل عقل الجولانى والى أين تتجه سوريا؟

القرار يحمل دلالات استراتيجية عميقة تعكس طبيعة أهدافه وتكتيكاته. الخطوة تعنى عدة أمور فى السياق السورى والجيوسياسى، ومحاولة السيطرة على مرحلة ما بعد النظام الجولانى يدرك أن الفوضى قد تنتشر، وأن وجود ميليشيات مسلحة متعددة سيجعل من الصعب عليه الحفاظ على السيطرة.

بإعلانه حل الميليشيات أو وقف التجنيد الإجباري، قد يسعى لتوحيد السلطة تحت قيادته ككيان مركزى أو تقديم نفسه كقائد سياسى أكثر منه زعيم ميليشيا.

الخطوة قد تكون محاولة لإعادة تعريف هيئة تحرير الشام كجهة شرعية قادرة على إدارة الحكم، بدلًا من اعتبارها مجرد تنظيم عسكرى.

هذا التحول قد يساعد فى الحصول على اعتراف محلى ودولي، خصوصًا إذا تم تصويره كخطوة نحو «الاستقرار» وإعادة بناء الدولة.

إسقاط نظام الأسد سيخلق فراغًا فى السلطة، والجولانى يدرك أن المرحلة الجديدة تتطلب نهجًا سياسيًا مختلفًا.

وقف التجنيد وحل الميليشيات قد يكون إشارة إلى استعداده للتفاوض أو المشاركة فى العملية السياسية مع القوى بحل الميليشيات ايضا، قد يجبر الفصائل الأخرى على تسليم أسلحتها أو دمجها فى إطار قيادة موحدة تحت سيطرته.

وهذا يمنحه فرصة للهيمنة الكاملة على سوريا والتخلص من المنافسين العسكريين، وهذه الخطوة قد تكون محاولة لكسب دعم شعبى فى المناطق السورية من خلال تقديم نفسه كمدافع عن الاستقرار.

كما قد يحاول جذب دعم دولى أو إقليمى من خلال إظهار استعداده للابتعاد عن العسكرة والاتجاه نحو العمل المدنى، ولكن ما مدى المصداقية: هل ستُطبق هذه القرارات فعليًا أم أنها مجرد إعلان لتحسين الصورة؟

ردود الفعل الشعبية والعسكرية: قد تواجه هذه الخطوة مقاومة من الميليشيات التى لا ترغب فى التخلى عن أسلحتها.

النظام الإقليمى والدولي: القوى الإقليمية (مثل تركيا وروسيا وإيران) والقوى الدولية (مثل الولايات المتحدة) قد تنظر إلى الخطوة بتحفظ، خاصة إذا كانت ترى فيها مناورة أكثر من كونها تحولًا حقيقيًا.

مثل هذه الخطوة تشير إلى أن الجولانى واعٍ للتغيرات فى ميزان القوى، ويحاول دائمًا التكيف مع الظروف لتحقيق أهدافه. إذا تكرر نفس السيناريو، فقد يعنى ذلك أن استراتيجيته تتمثل فى استغلال اللحظات المفصلية لإعادة التموضع كقائد شرعي، سواء لتحقيق السيطرة أو لضمان البقاء فى المشهد السورى.

[email protected]

 

نقلاً عن : الوفد