مع بداية العام الجديد برزت تقارير متزايدة حول انتشار مرض تنفسي جديد في شمال الصين، يسبب أعراضاً مشابهة للإنفلونزا ونزلات البرد. وتركزت الإصابات بين الأطفال دون سن الرابعة، مع تصاعد ملحوظ خلال فصل الشتاء. هذا الانتشار أعاد إلى الأذهان ذكريات بداية عام 2020، عندما تصدرت أخبار تفشي فيروس مميت في الصين عناوين الصحف، وتحولت لاحقاً إلى أزمة صحية عالمية عرفت باسم “كوفيد-19”. آنذاك ظهرت صور مقلقة لمستشفيات مكتظة ومرافق طبية طارئة، مما أثار تساؤلات حول إمكانية السيطرة على الفيروس الجديد قبل تحوله إلى أزمة مشابهة.

في هذا السياق يوضح استشاري الطب الوقائي الدكتور عبدالمحسن عداوي في رسالة صوتية إلى “اندبندنت عربية”، أن هذا الفيروس يعرف باسم “الميتانيمو البشري”، وهو من الفيروسات التنفسية الشائعة التي تسبب أعراضاً مشابهة لنزلات البرد، مثل السعال والحمى وسيلان الأنف والتهاب الحلق.

مضيفاً أن “معظم الحالات تكون خفيفة، لكنه قد يسبب مرضاً شديداً لدى كبار السن والأطفال الصغار والأشخاص الذين يعانون ضعف المناعة”، وأشار إلى أن الفيروس ينتقل عبر السعال أو العطس، وكذلك من خلال ملامسة الأسطح الملوثة.

ويؤكد أن الفيروس ليس جديداً، إذ اكتُشف للمرة الأولى عام 2001، ويعتقد أنه موجود منذ عقود من دون أن يشخص بدقة. وأضاف أنه يشبه فيروس كورونا كونهما من الفيروسات التنفسية التي تؤثر في الجهاز التنفسي، وينتقلان عبر الرذاذ التنفسي أو ملامسة الأسطح الملوثة، كذلك يصيبان الفئات الأكثر عرضة مثل كبار السن وذوي المناعة الضعيفة.

يشير إلى أن هناك اختلافات جوهرية بين الفيروسين، فـ”الميتانيمو البشري” ينتمي إلى عائلة فيروسية مختلفة، ولم يتسبب في أي جائحة عالمية، على عكس “كوفيد-19” الذي أدى إلى ضغط هائل على الأنظمة الصحية العالمية وأزمات في السعة السريرية والإمدادات الطبية، بينما يسبب “الميتانيمو البشري” ضغطاً أقل على المستشفيات، حيث ينتشر بصورة موسمية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويضيف أن احتمالية انتشاره عالمياً محدودة جداً، لأنه ينتقل بصورة رئيسة خلال فترات موسمية، ولا يمتلك القدرة ذاتها على الانتشار السريع، كذلك فإن التدابير الوقائية المعتمدة للحد من انتشار الفيروسات التنفسية، مثل فحص الركاب والتزام الإجراءات الوقائية، تحد من انتشاره.

وختم المتخصص حديثه بأن العالم أصبح اليوم أكثر استعداداً للتعامل مع الأزمات الصحية مقارنة ببداية جائحة كورونا. ويعزى ذلك إلى تطور أنظمة المراقبة الوبائية للكشف المبكر عن الأمراض، وتعزيز التعاون الدولي وتبادل المعلومات الصحية بسرعة، إضافة إلى زيادة الوعي العام بأهمية التدابير الوقائية، ومع ذلك يشير إلى أن الدول المنخفضة الموارد ما زالت تواجه تحديات كبيرة في تحسين قدراتها على مواجهة الأوبئة.

Listen to “مرض رئوي غامض في الصين” on Spreaker.

نقلاً عن : اندبندنت عربية