تبدو الإدارة الأميركية الجديدة أكثر ميلاً للوقود الأحفوري من الحماسة التي أبدتها الإدارة السابقة للطاقة المتجددة، وهو ما من شأنه أن يبطئ من مسار التحول صوب الطاقة المتجددة، وإعطاء الأولوية لشركات الطاقة العاملة في مجال إنتاج النفط الخام والغاز، بحسب مراقبين، من بينهم المتخصص في شؤون النفط والطاقة على الريامي.

في المقابل يرى الريامي أن الطلب على المنتجات النفطية سيتواصل في المستقبل، ومن بين شواهد هذا الطلب التوسع الحالي في بناء مصافي التكرير لدى عدد من الدول، بخاصة في منطقة الخليج، وإن ظل هذا النمو محدوداً في ظل تزاحم تلك المشتقات الطاقوية مع البدائل الأخرى من الطاقة المتجددة.  

في حديث لـ”اندبندنت عربية”، يرى الريامي أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب من مؤيدي الوقود الأحفوري، ومعروف بقربه من الشركات الأميركية المنتجة للنفط والغاز، لذا يتوقع أن تدفع الإدارة الجديدة نحو زيادة إنتاج الولايات المتحدة من النفط والغاز، في ضوء اعتبارات أخرى مثل السعر ودراسات الجدوى الاقتصادية.

الاستثمار في مجال الطاقة المتجددة

لكن ذلك لا يمنع من مواصلة الاستثمار في مجال الطاقة المتجددة، كما يقول الريامي، لكن على مسار أبطأ مما كان في عهد الإدارة الديمقراطية السابقة، بينما في خارج الولايات المتحدة، ستواصل الطاقة المتجددة نموها في أوروبا وبعض الدول الآسيوية، ومن بينها دول منطقة الخليج العربي، نظراً إلى ضخامة الاستثمارات التي دخلت هذا المجال.

 ويشير المتخصص في شؤون النفط والطاقة، إلى أن العالم لن يتخلى عن الطاقة المتجددة، لكن هذا النوع من الطاقة لن يمضي بالسرعة ذاتها التي كان يتوقع له التوسع بها، فيما المساعي الجادة اليوم إلى التحول نحو هذا النوع النظيف من الطاقة موجود في أوروبا والخليج، وهذا أمر حسم منذ فترة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويعتقد المتحدث أن الطاقة الشمسية وطاقة الرياح أصبحت تلعب دوراً كبيراً في إنتاج الكهرباء لدى أوروبا، بالتالي الاستمرار في هذا المنحنى لسنوات مقبلة، لكن الخوف يكمن في الأنواع الأخرى من الطاقة المتجددة مثل الهيدروجين الأخضر وغيرها من أنواع الطاقة التي ستواجه بعض الإشكالات في الاستثمار والبحث وإيجاد حلول لتحديات الشحن ونقل هذه الطاقة الهيدروجينية، بطريقة اقتصادية وسهلة، متوقعاً أن يتأخر ذلك النوع من الوقود قليلاً عن غيره.

ويوضح الريامي، أن العالم قطع أشواطاً مهمة على طريق إنتاج الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، ولا يوجد أمل في التوقف عن الاستمرار في إنتاج بدائل أخرى أرخص في المستقبل.

سياسات الإدارة الأميركية الجديدة

ويعاود الريامي الإشارة إلى موقف دونالد ترمب الطاقة المتجددة، إذ يقول إن سياسات الإدارة الأميركية الجديدة داعمة ومحفزة لإنتاج النفط والغاز، وهو ما من شأنه تأخير الاستثمارات في قطاع الطاقة المتجددة، وإبطاء البحث العالمي في هذا المجال، وهو ما بدا واضحاً في تصريحات ترمب حول هذه القضية على وجه الخصوص.

ويتوقع علي الريامي، مواصلة نمو الطلب العالمي على المشتقات النفطية، وإن كانت زيادة محدودة للغاية، نتيجة للأدوار التي تمارسها دول أخرى داعمة لقطاع الطاقة الجديدة والمتجددة، وإنتاجها بأسعار مقبولة إذا ما قورنت بالوقود الأحفوري، مشيراً إلى أن الجدوى الاقتصادية لإنتاج الطاقة المتجددة محفزة للتوسع في هذا المجال، ومن ذلك تنامي إنتاج السيارات الكهربائية.

لكن ستظل المشتقات النفطية مطلوبة بصورة مكثفة في الدول التي لا تزال تستخدم الأساليب المتأخرة قليلاً في إنتاج الطاقة، علاوة على أن كثير من الدول لا تزال تخطط في الوقت الراهن لبناء المصافي بصورة أكثر كثافة، وخصوصاً في منطقة الخليج التي تشهد نمواً في بناء المصافي الجديدة، وكذلك في آسيا التي لا تزال بحاجة إلى المشتقات النفطية، على رغم تباطؤ نشاط بناء المصافي في الصين.

Listen to “مسار متباطئ للطاقة المتجددة” on Spreaker.

نقلاً عن : اندبندنت عربية