يجتمع عدد من وزراء الخارجية وكبار الدبلوماسيين من دول غربية ومن دول بالشرق الأوسط للقاء وزير الخارجية السوري الجديد في العاصمة السعودية الرياض اليوم الأحد في أول اجتماع من نوعه في شأن سوريا منذ إطاحة الرئيس بشار الأسد الشهر الماضي.
ووصلت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إلى الرياض اليوم قبل الاجتماع مع وزير الخارجية السوري في الإدارة الجديدة أسعد حسن الشيباني.
ومن المتوقع أيضاً وفقاً لبيان صدر عن وزارة الخارجية البريطانية أن ينضم الوزير ديفيد لامي للمحادثات.
وكان وزراء خارجية السعودية ومصر والإمارات وقطر والبحرين والعراق والأردن ولبنان وتركيا في الرياض قبل اجتماع اليوم، إضافة إلى مبعوثين من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. ومن المتوقع أن يحضر مسؤولون عرب وغربيون كبار آخرون.
وأطاح تقدم مباغت نفذته جماعات من المعارضة السورية المسلحة بقيادة “هيئة تحرير الشام” بالأسد في الثامن من ديسمبر (كانون الأول) 2024. وشكلت الهيئة إدارة انتقالية وعينت الشيباني وزيراً للخارجية فيها.
وذكر البيان البريطاني “المناقشات في الرياض ستقودها الأطراف العربية وستركز على الخطوات المقبلة التي يمكن للمجتمع الدولي اتخاذها لدعم السلطات الانتقالية السورية بما يشمل آليات لمحاسبة نظام الأسد على ارتكاب جرائم حرب ضد الشعب السوري”.
وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كايا كالاس الجمعة إن الاتحاد المكون من 27 دولة قد يبدأ في رفع العقوبات إذا اتخذ حكام سوريا الجدد خطوات لتشكيل حكومة شاملة تحمي الأقليات.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ومن المقرر أن يجتمع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في 27 يناير (كانون الثاني) لمناقشة هذه القضية.
وقالت كالاس للصحافيين في الرياض الأحد إن الأولويات المحتملة لتخفيف العقوبات تشمل “العقوبات التي تعوق بناء الدولة، والوصول إلى الخدمات المصرفية وكل هذه الأشياء”.
وأضافت “إذا رأينا أن التطورات تسير في الاتجاه الصحيح فنحن مستعدون لاتخاذ الخطوات التالية”، مضيفة أنه يجب أن يكون هناك “خيار بديل”.
وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك الأحد إن العقوبات المفروضة على حلفاء بشار الأسد الذين “ارتكبوا جرائم خطرة” خلال الحرب الأهلية السورية يجب أن تظل قائمة.
وأضافت بيربوك أن برلين اقترحت “نهجاً ذكياً” للعقوبات حتى يتسنى للشعب السوري الشعور بانفراجة بعض الشيء. وتابعت، “يحتاج السوريون الآن إلى جني سريع للثمار من انتقال السلطة، ونواصل مساعدة أولئك الذين ليس لديهم شيء في سوريا، كما فعلنا طوال سنوات الحرب الأهلية، وسنقدم 50 مليون يورو أخرى للمواد الغذائية والملاجئ الطارئة والرعاية الطبية”.
والاجتماع هو الأول الذي يضم حكام سوريا الجدد مع مسؤولين غربيين كبار وستقوده السعودية.
ويأتي بعد اجتماع عقده كبار الدبلوماسيين من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي في شأن سوريا في روما الخميس. كما يأتي بعد اجتماع مهم استضافه الأردن في ديسمبر 2024 طرحت خلاله أطراف في المنطقة مخاوفها في شأن الجذور الإسلامية المتشددة لحكام سوريا الجدد وما يحتاجون إلى فعله للحصول على اعتراف دولي.
ويأتي مؤتمر اليوم الأحد في وقت تحث فيه الإدارة الجديدة في سوريا على رفع العقوبات الغربية للمساعدة في تحقيق التعافي للبلاد بتدفق التمويل الدولي على دمشق.
ودفعت ألمانيا وإيطاليا وفرنسا في الأيام القليلة الماضية من أجل تخفيف العقوبات المفروضة من الاتحاد الأوروبي على سوريا، لكن القرار النهائي لن يأتي إلا من التكتل بأكمله.
وأصدرت الولايات المتحدة الإثنين الماضي إعفاء من العقوبات على التحويلات المالية مع المؤسسات الحاكمة في سوريا لستة أشهر بعد انتهاء حكم الأسد في محاولة لتسهيل تدفق المساعدات الإنسانية على سوريا.
نقلاً عن : اندبندنت عربية