في الحلقات الأولى من مسلسل “حكيم باشا”، الذي يُعرض ضمن باقة من الأعمال الدرامية الرمضانية على قنوات الشركة المتحدة، لفتت الأنظار مشاهد الاحتفال بسبوع الطفل نوح، حيث ظهر الفنان مصطفى شعبان وهو يرقص على الحصان وسط أجواء من البهجة. السبوع ليس مجرد احتفال عادي، بل هو تقليد مصري ضارب بجذوره في أعماق التاريخ، إذ يعود إلى عصر الفراعنة، الذين اعتقدوا أن الطفل يصبح أكثر قوة بعد مرور سبعة أيام على ولادته، فكانوا يحتفلون به بطقوس خاصة، لا تزال مستمرة حتى يومنا هذا.
ما سر الاحتفال بالسبوع؟
قديماً، كان معدل وفيات الأطفال حديثي الولادة مرتفعًا، وكان من ينجو حتى اليوم السابع يعتبر محظوظًا، مما دفع المصريين القدماء إلى إقامة احتفال بهذه المناسبة، أطلقوا عليه اسم “السبوع”، نسبة إلى مرور سبعة أيام على ولادة الطفل.
أدوات الاحتفال بالسبوع
خلال السنوات، وثّقت العديد من الأعمال الفنية والأدبية طقوس الاحتفال بالسبوع، حيث تقوم الأسرة بتزيين المكان، وإعداد مجموعة من الأدوات الأساسية مثل:
- الزينة والغربال
- الملح والهون
- الفول السوداني، الحمص، الحلوى، والشوكولاتة
- العملات الورقية الصغيرة
- الشموع الملونة
- مشروب المغات التقليدي
- القُلَّة (إذا كان المولود أنثى) أو الإبريق (إذا كان ذكراً)
طقوس الاحتفال بالسبوع
ليلة الاحتفال
تقوم الجدة بإعداد 7 أنواع من الحبوب (القمح، الفول، الحمص، العدس، الشعير، الأرز، الحلبة)، وتضعها بجانب رأس المولود طوال الليل، اعتقادًا بأن الرقم 7 يرمز إلى الخير والسلام والصحة.
يتم إضاءة 7 شمعات، كل واحدة تحمل اسمًا مقترحًا للمولود، ويختار الأهل اسم الطفل بناءً على الشمعة التي تظل مشتعلة لأطول وقت.
يوم الاحتفال
يبدأ الاحتفال بعد صلاة العصر، حيث تجتمع العائلة والجيران، وتجلس الجدة على الأرض ومعها الغربال، وتضع المولود بداخله، ثم تقوم برش الملح 7 مرات، وتهز الغربال برفق.
تُردد الأم أثناء الطقوس: “الأولى بسم الله، والثانية بسم الله، والثالثة رقية ابن عبد الله”، بينما يُدق الهون بجانب الطفل مع ترديد العبارة الشهيرة “اسمع كلام أمك”، في مشهد توارثته الأجيال.
يلتف الأطفال في حلقة وهم يحملون الشموع الصغيرة المضيئة، مرددين أغنية “حلقاتك برجلاتك”.
في نهاية الاحتفال، يتم توزيع أكياس السبوع المليئة بالفول السوداني والحمص والحلوى، إلى جانب تقديم مشروب المغات للحضور.
السبوع بين الشمال والجنوب.. اختلاف العادات ووحدة الفرحة
على الرغم من أن الاحتفال بالسبوع متجذر في جميع أنحاء مصر، إلا أن طريقة إقامته تختلف من منطقة إلى أخرى. في الصعيد، كما شاهدنا في “حكيم باشا”، يتميز الاحتفال بإيقاع المزمار الصعيدي والرقص بالحصان، بينما تميل بعض العائلات في المدن الكبرى إلى إقامة احتفال أكثر بساطة.
أبطال مسلسل “حكيم باشا”
“حكيم باشا” من بطولة مصطفى شعبان، دينا فؤاد، سهر الصايغ، رياض الخولي، سلوى خطاب، منذر رياحنة، أحمد فؤاد سليم، سلوى عثمان، فتوح أحمد، محمد نجاتي، ميدو عادل، أحمد صيام، محمد العمروسي، هاجر الشرنوبي، وهايدي رفعت. المسلسل من تأليف محمد الشواف، إخراج أحمد خالد أمين، وإنتاج شركة سينرجي. ويُعد هذا العمل أول تجربة لمصطفى شعبان في الدراما الصعيدية، حيث يتناول موضوعات شيقة مثل تجارة الآثار.