احتفالًا بالذكرى الـ43 لعيد تحرير سيناء، التي توافق 25 أبريل، تحتفل مصر بعودة أغلى قطعة من أراضيها، حيث يرفرف العلم المصري على أرض الفيروز، ويصدح صوت الأغنية الشهيرة «وصباح الخير يا سينا» بصوت العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ وكلمات الشاعر الراحل عبد الرحمن الأبنودي. هذه الذكرى ليست مجرد استعادة للأرض، بل هي تأكيد على قوة وعزم الشعب المصري في مواجهة التحديات.

لم تكن معركة استعادة سيناء هي الأخيرة على أرض الفيروز، بل تلتها حرب شرسة ضد قوى الظلام والتطرف. وقد تجسدت روح التحدي والعمل المشترك في شعار “يد تبني وأخرى تحمل السلاح”، وهو ما تحقق بالفعل من خلال جهود الدولة المتواصلة لتطوير سيناء في جميع المجالات، من بنية تحتية إلى خدمات صحية وتعليمية، مع مكافحة الإرهاب.

استثمارات تنمية سيناء

منذ عام 2014، ضخّت الدولة استثمارات ضخمة في تنمية سيناء، حيث تقدر التكاليف بنحو تريليون جنيه، فيما تضاعف حجم الاستثمارات العامة الموجهة لتنمية سيناء بنسبة 470%، من 2 مليار جنيه في 2014 إلى 11.4 مليار جنيه في 2024. وفقًا لتقرير وزارة التخطيط، بلغ حجم الاستثمارات العامة التي تم إنفاقها بين 2019 و2025 نحو 75.4 مليار جنيه لتنفيذ أكثر من 2000 مشروع.

مشروعات تنمية شمال سيناء

في إطار خطة الاستثمار الحالية 2024/2025، تمت تخصيص 6.8 مليار جنيه لتنفيذ 246 مشروعًا تنمويًا في محافظة شمال سيناء، تتضمن مشروعات الإسكان، النقل، الري، والتعليم والصحة. من أبرز المشروعات في الإسكان تطوير محطات معالجة الصرف الصحي، وتوصيل مرافق مياه الشرب لمطار العريش الدولي. وفي مجال النقل، يتم استكمال تطوير ميناء العريش البحري، بينما يتم تخصيص مبلغ 1.3 مليار جنيه لتطوير خدمات الري.

مشروعات تنمية جنوب سيناء

أما في محافظة جنوب سيناء، فقد تم تخصيص 4.6 مليار جنيه لتنفيذ 179 مشروعًا تنمويًا، تشمل مشروعات الإسكان والصحة والنقل والتعليم والتنمية المحلية. أبرز المشروعات تتضمن إنشاء محطة تحلية مياه البحر في شرم الشيخ، تطوير مستشفيات طبية في الطور ودهب، وتوسيع وتطوير الطرق المختلفة في المدينة.

في الختام، تتواصل جهود الدولة لتطوير سيناء، من خلال مشاريع تنموية ضخمة تسهم في تحسين جودة الحياة وتوفير فرص العمل، كما تعكس التزام الدولة بالأمن والاستقرار في هذه المنطقة الحيوية.