كشفت دراسة علمية حديثة عن وجود صلة مقلقة بين طبيعة عمل مضيفي الطيران وزيادة احتمالات الإصابة بمشكلات صحية خطيرة، من بينها السرطان واضطرابات الصحة الإنجابية، نتيجة التعرض المستمر لبيئة عمل مليئة بالضغوط والعوامل البيئية القاسية.

ووفقاً للدراسة، التي ركزت على تأثير الرحلات الجوية في آليات إصلاح الحمض النووي، فإن مضيفي الطيران يواجهون تغيرات جينية مقلقة، يُحتمل أن تؤدي إلى أضرار طويلة الأمد على صحتهم. وأوضح الباحثون أن بيئة العمل داخل الطائرات تتسم بخصوصية فريدة، إذ يتعرض الطاقم الجوي لمستويات مرتفعة من الإشعاع الكوني، إلى جانب استنشاق هواء المقصورة المشبع بجزيئات دقيقة ملوثة، فضلاً عن الإرهاق الناتج عن اضطراب الساعة البيولوجية والتعامل المستمر مع ضغوط الركاب.

وأظهرت الدراسة، التي أُجريت على مجموعة محدودة من المضيفين، وجود تغيرات دموية ملحوظة بعد تنفيذ رحلات جوية، كان أبرزها ضعف في آليات إصلاح الحمض النووي الناتج عن الأكسدة بفعل الجذور الحرة. كما لاحظ الفريق العلمي تفاوتاً كبيراً في التأثر بين الأفراد، ما يرجح وجود عوامل وراثية أو صحية تجعل بعض المضيفين أكثر عرضة من غيرهم.

ويحذر الباحثون من أن التعرض المتكرر لهذه الظروف قد يؤدي إلى تراكم أضرار صحية تظهر آثارها بعد سنوات، بما في ذلك الأورام الخبيثة أو ضعف الخصوبة. ومع ذلك، تؤكد الدراسة أن فهم هذه الآليات يتيح إمكانية تطوير تدابير وقائية فعالة، منها استخدام مضادات الأكسدة في النظام الغذائي، أو تعديل جداول الرحلات لتقليل التعرض المتكرر للمخاطر.