قال مفتي الجمهورية اللبنانية، الشيخ عبد اللطيف فايز دريان، إنه من الضروري توحيد الصف اللبناني لبناء دولة قوية تحتضن الجميع لمواجهة التحديات الكثيرة التي يعيشها اللبنانيون.
وشدد مفتي لبنان على أن لقاءه مع الرئيس جوزيف عون تناول التأكيد على ضرورة تنفيذ مضامين خطاب القسم الرئاسي، مضيفا أنه لامس من الرئيس الجديد إرادة قوية وعزما أكيد على تنفيذ مضامين هذا الخطاب.
وأردف: “أننا كمكون لبناني أساسي في هذا البلد لن نكون إلا تحت سقف الدولة اللبنانية دولة التوازن والتوافق”، معربا عن تمنياته للرئيس الجديد بأن يكون عهده مأمونا يطوي صفحة الآلام والأزمات التي عانى منها اللبنانيون خلال الفترة الماضية وأن يبدا الجميع بالتفكير بمنطق الدولة التي تحتضن الجميع دولة العدالة والقانون والمواطنة.
ولفت دريان إلى ضرورة التمسك بالدستور الذي يحفظ هيكل الدولة اللبنانية، والذي يحافظ بدوره على المؤسسات الدستورية والمؤسسات العامة للدولة، داعيا النواب اللبنانيين بالقيام بواجبهم الدستوري لتسمية من هو أصلح لتولي مسألة تشكيل الحكومة الجديدة.
ونوه بأن اللقاء مع الرئيس الجديد تناول تقديم كل التقدير والشكر لكل من ساهم في إنجاز الاستحقاق الرئاسي سواء كان بدعم من الدول العربية الشقيقة أو من الدول الصديقة، مؤكدا أن اللبنانيين لديهم فرصة كبيرة لالتقاط هذا الدعم العربي والدولي لتسخيره من أجل إعادة بناء الدولة.
الرئيس اللبناني: السعودية ستكون زيارتي الرسمية الأولى
كد الرئيس اللبناني المُنتخب حديثاً جوزيف عون على أن المملكة العربية السعودية ستكون وجهة زيارته الرسمية الأولى خارج البلاد.
وكان عون قد تم انتخابه رئيساً للجمهورية في لبنان يوم الخميس الماضي، وذلك بعد أن نال 99 صوتاً في الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية في البرلمان.
ونقلت وسائل إعلامية محلية في لبنان تلقي الرئيس عون اتصالاً من الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، تضمن تهنئته بتنصيبه رئيساً للجمهورية في لبنان.
وعبّر الأمير محمد بن سلمان عن تمنياته للرئيس الجديد التوفيق في مهمته النبيلة.
ومن جانبه، أشاد الرئيس اللبناني بالدور الذي تقوم به المملكة العربية السعودية في جهود دعم لبنان سياسياً واقتصادياً.
وأكد عون في بيانٍ رسمية للرئاسة اللبنانينة أن السعودية ستكون أول مقصد له في زياراته الخارجية تلبية لدعوة الأمير محمد بن سلمان.
وأشار إلى إيمانه بدور المملكة العربية السعودية التاريخي في مساندة لبنان والتعاضد معه، وتأكيداً لعمق لبنان العربي كأساس لعلاقات لبنان مع محيطه الإقليمي.
السعودية تمتلك تاريخًا طويلًا من الدعم المتواصل للبنان على مختلف الأصعدة، انطلاقًا من روابط الأخوة والعلاقات التاريخية بين البلدين. يأتي هذا الدعم في إطار حرص المملكة على استقرار لبنان وازدهاره، انطلاقًا من دورها كقوة إقليمية مسؤولة. على مر العقود، قدمت السعودية مساعدات مالية مباشرة لدعم الاقتصاد اللبناني، خاصة خلال الأزمات المالية والاقتصادية التي واجهها. كما ساهمت في إعادة إعمار لبنان بعد الحرب الأهلية (1975-1990) من خلال تمويل مشاريع البنية التحتية وإعادة بناء المؤسسات.
على الجانب الإنساني، لم تتوانَ المملكة عن تقديم الدعم في الأزمات والكوارث، مثل انفجار مرفأ بيروت عام 2020، حيث سارعت بتقديم مساعدات إغاثية عاجلة تضمنت مواد غذائية وطبية. كما تلعب السعودية دورًا محوريًا في دعم الجيش اللبناني وقوات الأمن لتعزيز الاستقرار الداخلي. عبر الصندوق السعودي للتنمية، قدمت المملكة قروضًا ومنحًا لتمويل مشاريع تنموية في لبنان، شملت قطاعات الصحة والتعليم والطاقة.
إلى جانب ذلك، تُظهر السعودية دعمها للبنان من خلال دورها الدبلوماسي في تقريب وجهات النظر بين الأطراف السياسية اللبنانية، بهدف تحقيق توافق يُعزز الاستقرار السياسي. يعكس هذا الدعم التزام المملكة بدعم سيادة لبنان واستقراره، بعيدًا عن أي تدخلات تؤثر على استقلال قراره الوطني.
نقلاً عن : الوفد