وقعت مكتبة الملك عبد العزيز العامة وهيئة التراث اليوم مذكرة تفاهم بهدف تعزيز التعاون بين الجانبين في مجالات التراث الثقافي الوطني. جرت مراسم التوقيع في فرع المكتبة (الخدمات وقاعات الاطلاع بطريق خريص بالرياض) بحضور معالي المشرف العام على مكتبة الملك عبد العزيز العامة، الأستاذ فيصل بن عبد الرحمن بن معمّر، حيث مثّل المكتبة في التوقيع الدكتور بندر بن عبد الله المبارك، مدير عام المكتبة. ومن جانب الهيئة، مثّل التوقيع الرئيس التنفيذي الدكتور جاسر بن سليمان الحربش.
تهدف مذكرة التفاهم إلى تعزيز التعاون بين الطرفين في عدة مجالات، أبرزها توثيق مواقع التراث الثقافي في المملكة، وتبادل المعلومات، وتنفيذ مشاريع وبرامج مشتركة، مثل دراسة مواقع التراث الثقافي، إعداد الأطالس، وتطوير قواعد البيانات. كما تشمل المذكرة توظيف خبرات الجانبين في مجال نظم المعلومات الجغرافية وتفعيلها، بالإضافة إلى تبادل المؤلفات والكتب المتعلقة بالتراث الثقافي السعودي، إلى جانب تبادل الوثائق، المعلومات، الصور، والخرائط ذات الصلة.
وتمتد مجالات التعاون إلى الحرف والصناعات اليدوية، حيث سيعمل الطرفان على إعداد الدراسات والأبحاث ودعم جهود تسويق الحرف التقليدية، مع إمكانية إقامة برامج تدريبية وفعاليات ثقافية عبر مرافق مكتبة الملك عبد العزيز العامة. كما تشمل المذكرة تبادل المعلومات لدعم جهود حصر التراث الثقافي وتوثيقه في جميع مناطق المملكة.
وفيما يتعلق بالتعاون الإعلامي، تشمل المذكرة التسويق والترويج للمطبوعات المشتركة، تبادل المطبوعات والتقارير العلمية، وإنتاج ونشر مواد مرئية عن التراث الثقافي. كما سيعمل الطرفان على إصدار كتب مصورة متخصصة، وتنظيم محاضرات وندوات ومعارض محلية ودولية متعلقة بالتراث الثقافي، بالإضافة إلى تنظيم حملات إعلامية مشتركة.
كما نصت المذكرة على التعاون في مجال التراث غير المادي، عبر إعداد محتوى علمي يبرز التراث غير المادي في المملكة. وستوفر المكتبة مصادرها النادرة مثل المخطوطات والكتب والوثائق التاريخية لدعم مشاريع التوثيق والبحوث، إلى جانب إقامة ورش عمل لتعريف هذا النوع من التراث في مرافق المكتبة.
تأتي هذه الشراكة في إطار تعزيز التعاون المؤسسي بين مكتبة الملك عبد العزيز العامة وهيئة التراث، بما يعكس الجهود المشتركة لحماية وتطوير التراث الثقافي للمملكة العربية السعودية.
تأسست مكتبة الملك عبد العزيز العامة منذ أربعين عامًا بهدف حفظ التراث الوطني والعربي والإسلامي بمختلف مكوناته من كتب ومخطوطات نادرة، وصور ووثائق وخرائط. وتحرص المكتبة على تحفيز التراث الثقافي من خلال المعارض المتخصصة، سواء التي تقيمها أو تشارك فيها داخل المملكة وخارجها، كما توفر المكتبة المجال للباحثين والمهتمين لدراسة التراث وتوثيقه وطبعه وتحقيقه عبر فروعها المتعددة.