أكد إمام وخطيب المسجد الحرام، الشيخ الدكتور ياسر الدوسري، على أهمية تقوى الله تعالى، مشيرًا إلى أنها مفتاح القبول وسُبل النجاح، وبها تتحقق البركات وتزول الآفات وتُستجاب الدعوات.

وفي خطبة الجمعة التي ألقاها من المسجد الحرام، بيّن الشيخ الدوسري أن الدعاء يعد من أعظم أسباب التوفيق والنجاح، فهو ملجأ المهمومين، وأمان الخائفين، وملاذ المضطرين، وحبل التواصل بين الأرض والسماء، ونعم المغنم بلا عناء. واستشهد بقول النبي ﷺ: “أعجز الناس من عجز عن الدعاء”.

وأشار إلى أن الدعاء يجلب النعم ويصد النقم، ويمحو الكرب ويغفر الذنوب، مضيفًا: “كم من نعمة منحناها بالدعاء، وكم من بلية رفعت به، وكم من خطيئة غفرت”. وذكر مثال دعاء نبي الله نوح عليه السلام لقومه رغم استكبارهم وإعراضهم.

آداب الدعاء وموانع الاستجابة

وأوضح الشيخ أن للدعاء آدابًا يجب الالتزام بها، منها الإخلاص لله تعالى، لأن الدعاء عبادة لا تُوجه إلا لله. كما يجب اتباع سنة النبي ﷺ في الدعاء، حيث يبدأ بحمد الله والثناء عليه، ثم الصلاة والسلام عليه، ويستخدم جوامع الكلم.

وحذر من موانع استجابة الدعاء، مثل تناول الحرام، أو الغفلة أثناء الدعاء، أو الدعاء بما يخالف شرع الله مثل الدعاء بالإثم أو قطيعة الرحم، مستشهدًا بحديث النبي ﷺ: “لا يزال يُستجاب للعبد ما لم يدعُ بإثم أو قطيعة رحم” (رواه مسلم).

ودعا كل من أثقلت الهموم والديون أو أرغمته الأمراض، إلى التوجه إلى الله بالدعاء، مؤكدًا أن “لا يهلك مع الدعاء أحد، ولا يخيب من الله رجاء وقصد”.

الدعاء في مواسم الطاعات وأهمية الالتزام في الحج

واختتم خطبته بالتأكيد على فضل أيام الحج، باعتبارها من أعظم مواسم الطاعات وأرجى أوقات استجابة الدعوات، وحث المسلمين على اغتنام هذه الفرصة برفع الأكف وسكب الدموع طلبًا للقبول والمغفرة.

وشدد على أهمية أداء مناسك الحج وفق آداب الشريعة، والالتزام بالأنظمة والتعليمات، ومن بينها ضرورة الحصول على تصريح الحج، مبرزًا أن الشريعة الإسلامية جاءت للتيسير وجلب المصالح ودرء المفاسد، مستشهدًا بقول النبي ﷺ: “من أطاعني فقد أطاع الله، ومن يعصني فقد عصى الله، ومن يُطع الأمير فقد أطاعني، ومن يعص الأمير فقد عصاني” (رواه البخاري ومسلم).