عندما يغادر الأطفال المنزل، قد يواجه بعض الآباء مشاعر الحزن، القلق، وفقدان الهدف، وهي ظاهرة تعرف بـ”متلازمة العش الفارغ”، كما ورد في تقرير نشره موقع “onlymyhealth”.
ما هي متلازمة العش الفارغ؟
مع تقدم الأطفال في السن، تبدأ بعض التغيرات في حياتهم، مثل الانتقال للجامعة أو بدء العمل أو الزواج، مما يؤدي إلى مغادرتهم المنزل. هذا التغيير يسبب للآباء صراعًا عاطفيًا كبيرًا، حيث يجدون أنفسهم في منزل أكثر هدوءًا. في حين أن هذا التغيير قد يكون مصدر فخر للآباء لرؤية استقلال أبنائهم، إلا أنه قد يثير مشاعر الحزن والضياع.
وأوضحت الدراسة أن هذه الظاهرة تؤثر بشكل خاص على الأمهات اللاتي كرست حياتهن لرعاية أبنائهن، حيث قد يشعرن بالفراغ والوحدة وفقدان الهوية بعد مغادرة الأطفال. كما قد يعاني الآباء أيضًا من مشاعر القلق حول رفاهية أبنائهم.
أسباب متلازمة العش الفارغ
تتعدد الأسباب التي تساهم في معاناة الآباء من هذه الحالة العاطفية:
- تحول الهوية: يعاني العديد من الآباء من فقدان جزء من هويتهم بعد مغادرة أطفالهم المنزل، حيث كانوا يستمدون جزءًا كبيرًا من قيمتهم من دورهم كآباء.
- ديناميكيات العلاقة: في حالات الزيجات غير المستقرة، قد يؤدي غياب الأطفال إلى تفاقم مشاعر الوحدة والحزن.
- التكيف مع التغيير: قد يواجه البعض صعوبة في التكيف مع هذا التغيير الكبير في حياتهم.
- ضغوطات الحياة: مثل التقاعد أو المشكلات الصحية التي يمكن أن تزيد من شعورهم بالخسارة.
أعراض متلازمة العش الفارغ
قد تظهر على الآباء أعراض مختلفة نتيجة لهذه المتلازمة، ومنها:
- الضيق العاطفي: مشاعر الحزن أو القلق بشكل مستمر مع التأقلم على الحياة الجديدة.
- فقدان الهدف: شعور بعدم الحاجة أو عدم التأكد من دورهم بعد استقلال أبنائهم.
- القلق على رفاهية الطفل: زيادة الاهتمام بمقدرة الطفل على التكيف مع الحياة بمفرده.
- العزلة الاجتماعية: قد يشعر بعض الآباء بالعزلة عن أصدقائهم أو عائلاتهم الذين لا يفهمون ما يمرون به.
استراتيجيات للتأقلم مع متلازمة العش الفارغ
هناك العديد من الطرق التي يمكن للآباء من خلالها التكيف مع هذا التغيير، مثل:
- تقبل مشاعرك: الاعتراف بالحزن والتعامل معه بشكل صحي.
- اتخاذ خطوات فعّالة: من المهم البقاء نشطًا وعدم الاستسلام لمشاعر الحزن العميق.
- تدوين أفكارك: الكتابة تساعد على توضيح الأفكار والمشاعر.
- البحث عن هدف جديد: العمل على تحقيق أهداف جديدة وشيء يحقق لك الرضا الشخصي.
- التطوع أو التوجيه: الانخراط في أنشطة جديدة تعزز شعورك بالقيمة.
- اتبع شغفك: إعادة اكتشاف هواياتك وأهدافك الشخصية.
- أعطِ الأولوية لنفسك: الاهتمام بنفسك سواء من خلال الرياضة أو التأمل.
- إعادة بناء العلاقات: التواصل مع زوجتك وأصدقائك وتقوية الروابط الاجتماعية.
- ابق على اتصال مع أبنائك: مع منحهم المساحة الكافية للتنقل في حياتهم الجديدة.