لِمَ أُوثِرَ التَّعبيرُ بـ ﴿ ﯰ﴾ دُونَ (الإسْلَامِ والإيمَانِ)؟  
للإحسانِ مَنْزِلَةٌ فى الدِّين فَوْقَ الإسْلامِ والإيمانِ، وقد أُوثِرَ التَّعبيرُ بها دُونَ المَنْزِلَتَيْنِ الأُخْرَيَيْنِ؛ لِمَا يأتي: 
• الإسلامُ هو الانْقِيادُ والاسْتِسْلامُ، وهو على ضَرْبَيْنِ؛ أَحَدُهُما دُونَ الإيمانِ، وهو الاعْتِرافُ باللِّسانِ، والثّانِى فَوْقَ الإيمانِ، وهو أنْ يكونَ مع الاعْتِرافِ باللِّسانِ اعتقادٌ بالقَلْبِ ووَفاءٌ بالفِعْلِ واستسلامٌ لله فى جميعِ ما قَضَى وقدَّرَ. 
• والإيمانُ هو التَّصديقُ، لقوله عز وجل: ﴿ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ﴾ [يوسف: ١٧]؛ أيْ: بمُصَدِّق، وقد يأتى الإيمانُ بمعنى الشَّريعَةِ التى جاءَ بها النَّبِيُّ . 
• والإحسانُ على وَجْهَيْنِ: أَحَدُهُما: الإنعامُ على الغَيْرِ، يُقالُ: أَحْسَنَ إلى فُلانٍ، والثّانِي: إحسانٌ فى فِعْلِه، وذلك إذا عَلِمَ عِلْمًا حَسَنًا، أو عَمِلَ عَمَلًا حَسَنًا. 
• والإحسانُ أَعْلَى درجةً من الإسلامِ والإيمانِ، لِذا اخْتارَهُ التَّعبيرُ القُرْآنِيُّ دُونَهُما فى وَصْفِ خَيْرِ النّاسِ بَعْدَ الأنبياءِ، وبَيانِ حالِهم فى مَوْقِفٍ من أشْرَفِ المَواقِفِ وأَنْبَلِها، وأَكْثَرِها دَلالَةً على الوُصولِ إلى تلك المَنْزِلَةِ. 
•  ما الحكمةُ من تَقديمِ الفعل ﴿ﯰ﴾ على ﴿ﯲ﴾ فى قوله: ﴿ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ﴾؟ 
• التَّقوَى حَقِيقَتُها الخَوْف والخَشْيَة، وأَكْثَر ما تُستَعمَل فى المَنْهِيّات، والإحْسانُ فِعْلُ المَأمورِ واجتنابُ المَنْهِيّ، وقد قدَّم الإحسانَ على التَّقوَى؛ لأنَّه أَعْلَى رُتْبَةً منها. 
• والمعنى أنَّهم أَحْسَنوا: فِيما أَتَوا بِه من طاعَةِ الرَّسُولِ ، واتَّقَوا ارْتِكابَ شَيءٍ من المَنْهِيَّاتِ بَعْدَ ذلك. 
• لماذا حُذف مفعول ﴿ﯰ﴾؟
• لإفادة العموم والشمول، ليشمل الإحسان جميع الأقوال والأفعال والنيات، ليصبح الإحسان منهج حياة للمؤمن الصادق.
وسبحان من هذا كلامه

[email protected]

نقلاً عن : الوفد