كشفت المبلغة عن المخالفات سارة وين ويليامز عن تفاصيل جديدة حول جهود فيسبوك السابقة لدخول السوق الصينية، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست. 

ووفقًا للشكوى التي قدمتها في أبريل الماضي إلى لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية، فقد عملت الشركة على بناء نظام رقابة متكامل كان من المفترض أن يسمح لها بالعمل داخل الصين.  

فيسبوك كان مستعدًا لمشاركة بيانات المستخدمين مع الحكومة الصينية  

بحسب التقرير، فإن فيسبوك فكر في السماح للحكومة الصينية بالوصول إلى بيانات المستخدمين داخل البلاد، وذلك كجزء من المفاوضات مع المسؤولين الصينيين، وتمت مناقشة إمكانية أن تقوم شركة صينية خاصة بمراجعة المحتوى المنشور من قِبل المستخدمين، إلى جانب تعيين مئات المشرفين لمراقبة المحتوى والحد من انتشار المواد التي تتعارض مع اللوائح الصينية.  

لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها الكشف عن محاولات فيسبوك لدخول السوق الصينية، ففي عام 2016، نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريرًا يشير إلى أن الشركة طورت أداة تسمح بقمع المحتوى بما يتماشى مع الرقابة الصينية، ورغم أن فيسبوك ظل محظورًا في الصين منذ عام 2009، إلا أن الشركة استمرت في البحث عن طرق للعودة إلى هذا السوق العملاق.  

 “مشروع ألدرين”.. محاولة سرية لتكييف فيسبوك مع القوانين الصينية  

بحسب الشكوى، التي جاءت في 78 صفحة، بدأ فيسبوك العمل على مشروع سري تحت الاسم الرمزي “مشروع ألدرين” في عام 2014، بهدف إنشاء نسخة من المنصة تتوافق مع القوانين والقيود الصينية، وكانت هذه الجهود جزءًا من استراتيجية أوسع للحصول على موطئ قدم في واحدة من أكبر الأسواق الرقمية في العالم.  

وأكدت وين ويليامز – التي شغلت منصب مدير السياسة العالمية في فيسبوك قبل فصلها في عام 2017 – أن فيسبوك لم يكن فقط يسعى للتكيف مع القوانين الصينية، بل كان مستعدًا للذهاب إلى أبعد من ذلك بكثير لضمان الوصول إلى المستخدمين في الصين، حتى لو كان ذلك على حساب حرية التعبير وخصوصية المستخدمين.  

رد فيسبوك: لم نخفي اهتمامنا بالسوق الصينية  

في بيان لصحيفة واشنطن بوست، قال المتحدث باسم الشركة آندي ستون إن اهتمام فيسبوك السابق بالسوق الصينية “لم يكن سراً”، وأشار إلى أن الرئيس التنفيذي مارك زوكربيرج قرر التخلي عن هذه الجهود في عام 2019. ومع ذلك، تؤكد الشكوى المقدمة أن الشركة كانت مستعدة لاتخاذ خطوات كبيرة للوصول إلى هذا السوق، وهو ما يثير تساؤلات حول مدى التزامها السابق بمبادئ حرية التعبير.  

 تحولات في سياسة Meta بشأن الإشراف على المحتوى 

 
منذ تلك الفترة، تغيرت سياسة الشركة بشكل كبير، خاصة بعد تحولها إلى Meta، أصبح مارك زوكربيرج أكثر صراحةً في دعم حرية التعبير، وأدخل تغييرات على سياسات الإشراف على المحتوى عبر منصات الشركة المختلفة.  

في وقت سابق من هذا العام، أعلن زوكربيرج أن فيسبوك وإنستجرام سيتوقفان عن استخدام أدوات التحقق من الحقائق، وسيتبنيان بدلاً من ذلك نظام الملاحظات المجتمعية المشابه لما تستخدمه منصة X (تويتر سابقًا)، مما يعكس تحوّل الشركة نحو سياسات أكثر تحررًا في الإشراف على المحتوى.  

كتاب جديد يكشف المزيد من التفاصيل  
تستعد وين ويليامز لنشر كتابها الجديد “أشخاص مهملون: قصة حيث كنت أعمل”، والذي من المتوقع أن يحتوي على مزيد من التفاصيل حول تجربتها داخل فيسبوك، والضغوط التي تعرضت لها، بالإضافة إلى كواليس القرارات المثيرة للجدل التي اتخذتها الشركة.  

 ماذا يعني هذا الكشف لمستقبل Meta؟  
في ظل هذه التسريبات، قد تواجه Meta المزيد من التدقيق حول سياساتها السابقة، خاصة فيما يتعلق بحماية بيانات المستخدمين وموقفها من حرية التعبير. ورغم أن الشركة تخلّت عن خططها لدخول الصين، إلا أن هذه التقارير قد تثير نقاشًا واسعًا حول مدى استعداد شركات التكنولوجيا الكبرى لتقديم تنازلات من أجل التوسع في الأسواق الجديدة.  

مع إصدار الكتاب الجديد، قد تظهر المزيد من التفاصيل حول كيفية عمل فيسبوك خلف الكواليس، وما إذا كانت هناك محاولات مماثلة في أسواق أخرى.

نقلاً عن : الوفد