قبل نحو 36 ساعة من إعلان اسم عمر مرموش باعتباره ثالث لاعب ينضم إلى مانشستر سيتي في أربعة أيام، لم تكن الحجة لمصلحته لتكون أفضل من ذلك في أي وقت مضى.

كان هناك أكثر من عودة درامية في دوري أبطال أوروبا هذا الأسبوع، وبينما كانوا يستعدون لما تحولت إلى هزيمة ساحقة أمام باريس سان جيرمان الفرنسي، ربما لاحظ مانشستر سيتي نتيجة مباراة إسبانيا بين أتليتكو ​​مدريد وباير ليفركوزن، حين فاز الفريق الإسباني بنتيجة (2 – 1) وكان هدفا الفريق الفائز من نصيب جوليان ألفاريز.

لقد رفع ألفاريز رصيده إلى 16 هدفاً في الموسم الجاري من بينها تسعة أهداف في آخر 12 مباراة.

لدى المدير الفني لمانشستر سيتي بيب غوارديولا سياسة تسمح للاعبين بالرحيل إذا أرادوا، وكان عرض أتلتيكو مدريد ​​البالغ 82 مليون جنيه إسترليني (101 مليون دولار) مقنعاً، لكن الأرجنتيني كان المفضل لدى مدرب مانشستر سيتي، وقد ترك فراغاً سيتولى مرموش سده، ليكون بمثابة سكين الجيش السويسري لخيار الهجوم: البادئ والبديل، والمهاجم والرقم 10 واللاعب الذي يمكنه الدخول من مكان أساس على الجانبين، ومساعد لإيرلينغ هالاند أو بديل له.

قد يكون مرموش مجهزاً بشكل أفضل من ألفاريز لشغل مركز الجناح المهاجم الذي لم يناسب اللاعب الفائز بكأس العالم، لكن معدل جهد ألفاريز العالي دفع غوارديولا إلى توظيفه في مركز “ثمانية” في بعض الأحيان.

في أتلتيكو يمكن لألفاريز أن يكون لاعباً محورياً في قلب الهجوم، لكن في سيتي كان مصنفاً كعضو فاخر في فريق الدعم، وإذا كانت رسوم انتقال مرموش البالغة 59 مليون جنيه إسترليني (72.64 مليون دولار)، نظراً إلى أن الأرجنتيني كان صفقة بقيمة 14 مليون جنيه إسترليني (17.24 مليون دولار)، قد تجعل له أهمية أكثر من ذلك، فقد ترك خروج ألفاريز فراغاً بدا سيتي متردداً بصورة غريبة في سده في الصيف الماضي، الذي عالجوه متأخراً وبسعر باهظ.

في غالبية فترات الموسم الجاري، كان هدافهم الثاني هو يوشكو غفارديول الظهير الأيسر المغامر، لكنه في الأساس قلب دفاع بمهمات متغيرة، وعندما جفت الأهداف بالنسبة إلى كثير من لاعبي خط وسط مانشستر سيتي، افتقدوا ألفاريز أكثر، وحتى مع محاولة هالاند تقاسم اللوم على هبوط مستوى الفريق، تردد غوارديولا حين سجل النرويجي هدفه الـ23 هذا الموسم في مرمى باريس، لذلك كان مديره الفني يميل إلى الإشارة إلى أن مانشستر سيتي سيكون في وضع أسوأ من دون مساهماته الكبيرة.

ومع ذلك، بينما كان غوارديولا يفحص الحطام الذي خلفته ليلة كارثية في ملعب “بارك دي برانس”، ظل يعود إلى قضية تكتيكية واحدة، فقد شعر أن مانشستر سيتي كان أقل عدداً في خط الوسط، لأن باريس سان جيرمان استخدم تسعة لاعبين وسط وهميين، وكانت هذه هي صنيعة غوارديولا المميزة، لكن زميله القديم في برشلونة لويس إنريكي استعارها وتفوق عليه، وحتى في حين قد يحل مانشستر سيتي مشكلة واحدة كانت مشكلات أخرى واضحة جداً.

قد تكون هذه هي الطريقة التي تسير بها الأمور في موسم تضاعفت فيه المشكلات، فقد يكون هناك نفور غريب من التعامل مع بعضها.

اللاعب الذي افتقده السيتي أكثر من غيره في باريس لم يكن ألفاريز بل رودري، وهذا ما كانت عليه الحال هذا الموسم.

لقد أشرك باريس سان جيرمان ثلاثة لاعبين في خط الوسط في العشرينيات من العمر، وأشرك سيتي ثلاثة في الثلاثينيات من العمر. لقد انهار الثلاثي الأكبر سناً ولم يتمكن السيتي من الحصول على الكرة، ناهيك بالاحتفاظ بها، وعندما خرج كيفين دي بروين وماتيو كوفاسيتش أدخل غوارديولا إلكاي غوندوغان الأقل قدرة على الحركة والأكبر سناً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لقد أبرم سيتي ثلاثة تعاقدات خلال هذه الفترة التعاقدية لكنه لم يضم لاعب خط وسط، وقد لا يضم لاعباً، وعلى رغم وجود اهتمام باستعارة دوغلاس لويز، فإن هناك آخرين قيد الدراسة، وهناك أسباب لتسريع اهتمام سيتي بهم، إذ إن اعتقاد غوارديولا بأن كوفاسيتش لاعب خط وسط دفاعي لا تدعمه الأدلة هذا الموسم، ويبدو أن سيتي ليس لديه لاعب خط وسط دفاعي حالياً.

في غضون ذلك، ربما تزايدت أسباب التعاقد مع اثنين من لاعبي قلب الدفاع الشباب خلال المباراة، فقد اضطر روبن دياز، أصغر لاعبي رباعي سيتي المصابين، إلى الخروج في الشوط الأول، وعاد جون ستونز كبديل، وكان سيتي قد استقبل هدفاً من ركلة حرة في غضون ثوانٍ، لذلك قد تكون سرعة عبدالقادر خوسانوف موضع ترحيب في فريق يفتقر بشدة إلى السرعة، لكنه لعب 31 مباراة فقط مع لانس الفرنسي، بينما لعب المراهق فيتور ريس 22 مباراة فقط مع بالميراس البرازيلي طوال مسيرته الاحترافية، لذلك ربما يكون من المبالغة أن نطلب كثيراً من هذا الثنائي المبتدئ بخاصة لإضافة الثقة والتنظيم إلى هذا الدفاع المتهالك.

ولكن حتى مع إضافة سيتي مدافعين مركزيين، سلطت هزيمة أمس الأربعاء الضوء على أوجه القصور الصارخة في مركزي الظهير، حين دخل ريكو لويس كظهير أيسر في عملية إعادة التشكيل بين الشوطين التي تسبب فيها خروج دياز، وقد عانى بوجود عثمان ديمبيلي، وهذا غير مستغرب إذ إن جودة لويس الفنية تمنحه التفوق عندما تكون الكرة بحوزة مانشستر سيتي، لكن عيوبه البدنية تجعله ظهيراً دفاعياً ضعيفاً.

في الوقت نفسه، وعلى الجانب الآخر، لا يُعد ماثيوس نونيز ظهيراً من الأساس بل لاعب وسط غير مناسب بقيمة 50 مليون جنيه إسترليني (61.56 مليون دولار)، وقد عانى وقتاً عصيباً ضد برادلي باركولا. لقد كُلف نونيز باللعب كبديل موقت لكايل ووكر – ربما لأنه يتمتع ببراعة رياضية أكبر من ووكر – ولكن ما لم يُمنح خوسانوف أو ريس دوراً على الجانب، فهذا دليل على أنهم بحاجة إلى ظهير أيمن.

قد يكون الحكم النهائي هو أن الأسبوع الذي احتوى على أدنى مستوى لمانشستر سيتي وهو يهبط إلى المركز الـ25 في دوري أبطال أوروبا جلب بذور الإحياء.

من المؤكد أن مرموش يصل بزخم يفتقر إليه كثير من زملائه الجدد، فقد استشهد مدير كرة القدم تشيكي بيغيريستين بـ”سرعته المميزة”، وهو شيء لا يستطيع سوى قلة منهم التباهي به.

وإذا كان مرموش لا يزال في ذروة قوته، فلا يمكن قول الشيء نفسه عنهم، ولكن بعد ذلك، عندما فازوا بدوري أبطال أوروبا عام 2023، انضم هو إلى آينتراخت فرانكفورت في صفقة انتقال مجانية من فولفسبورغ، وقد تغير مصيره بشكل كبير وكذلك حال سيتي، ولكن في حين أن لديهم الآن البديل الذي أرادوه لألفاريز، فإن مهمة إعادة البناء تظل أكبر بكثير من مجرد مرموش.

نقلاً عن : اندبندنت عربية