كشفت أبحاث حديثة أن احتمال وجود حياة ذكية في مكان آخر من الكون قد يكون أكثر احتمالية مما كان يُعتقد سابقًا. وقد اقترح نموذج جديد يفيد أن تطور الحياة على الأرض لم يكن محكومًا بسلسلة من الأحداث العشوائية النادرة، بل كان متأثرًا بتطور الظروف الجيولوجية.
حياة ذكية في الكون بعيدًا عن الأرض
وزعم بعض الباحثين أن ظهور الإنسان العاقل لم يكن حدثًا استثنائيًا، بل كان نتيجة طبيعية لاصطفاف العوامل البيئية في الوقت المناسب لدعم الحياة المعقدة.
ونشرت الدراسة في مجلة Science Advances بقيادة دان ميلز من جامعة ميونيخ، وبمشاركة جينيفر ماكالادي من جامعة بنسلفانيا وآدم فرانك وجيسون رايت، مختصين في الفيزياء الفلكية. وقد قامت الدراسة بمراجعة نموذج “الخطوات الصعبة” الذي طرحه الفيزيائي الأسترالي براندون كارتر، والذي يفترض أن تطور الحياة الذكية يتطلب تجاوز العديد من العقبات التطورية النادرة.
تتبع الباحثون خمس مراحل رئيسية في تطور الحياة، تشمل:
- ظهور الخلايا حقيقية النواة
- الأكسجة الجوية
- تطور الكائنات متعددة الخلايا
- ظهور الإنسان العاقل
وطرحوا فرضية أن هذه المراحل لم تحدث عن طريق الصدفة، بل كانت نتيجة مباشرة للتغيرات البيئية التي مرت بها الأرض.
كما تناول الباحثون كيف أن الأكسجة المتأخرة للغلاف الجوي تعتبر دليلاً على أن التطور لم يكن عشوائيًا، بل كان مرتبطًا بجاهزية البيئة. على سبيل المثال، لعبت البكتيريا الزرقاء دورًا محوريًا في إنتاج الأكسجين، لكن الظروف البيئية المناسبة لم تظهر حتى قبل حوالي 2.4 مليار سنة، كما أن مستويات الأكسجين اللازمة لظهور الحياة المعقدة كانت متاحة فقط منذ حوالي 400 مليون سنة، وهو ما يتوافق مع ظهور الكائنات الذكية في وقت لاحق.
ووفقًا للعلماء، قد تنطبق هذه النتائج على كواكب أخرى، حيث يمكن أن تؤثر العوامل البيئية على توقيت ظهور الحياة في أماكن أخرى من الكون. وبالتالي، فإن السؤال المطروح الآن لم يعد “هل الحياة نادرة؟” بل “كيف تؤثر البيئات الكوكبية في إمكانية ظهورها؟”.
ورغم أن الدراسة تفتح آفاقًا جديدة لفهم نشوء الحياة، إلا أنها تثير تساؤلات حول ما إذا كان تطور الحياة الذكية أمرًا شائعًا في الكون أو ما إذا كان له نمط فريد يمكن أن يحدث في أماكن أخرى.