<p>يقول متخصصون إن سبب فشل الشركة في النهاية هو عدم قدرتها على إتاحة نظامها للمطورين (رويترز)</p>

علوم
Tags: 
نوكيا
ابل
سامسونج
سوني
بلاكبيري

كانت شركة “نوكيا” في الماضي، الأكبر في مجال الهواتف النقالة وكان نجاحها يزعج جميع الشركات المنافسة مثل سوني وبلاك بيري وغيرهما، لكن مع الثورة الجديدة في عالم الهواتف الذكية التي قادتها شركة “أبل” بمساعدة المطورين، قضت بذلك على “نوكيا” وغيرها، بل إن تلك الثورة نفسها هي التي تعانيها “أبل” الآن، ومن ثم تبحث عن ثورة جديدة تجعلها تستمر في السيطرة على السوق.

“نوكيا” بدأت بصناعة الهواتف الذكية والأبراج أيضاً وكانت الشركة قوية في مجالها، ويقول متخصصون إن سبب فشل الشركة في النهاية هو عدم قدرتها على إتاحة نظامها للمطورين وعدم إمكانية تطوير تطبيقات على جهازها واهتمامها بالأجهزة فقط مع عدم التركيز على النظام وتقديم مميزات جديدة تخدم المستخدمين، بينما في تلك الأعوام كانت هناك محاولات جريئة من شركات مثل مايكروسوفت لتقديم نظام وهواتف خاصة بها لكنها فشلت بسبب أن طريقة تطويرها للنظام كانت قريبة من الكمبيوتر فلم تستطع إقناع المستخدمين بأجهزتها.

ظهور بلاك بيري ومنافسة “نوكيا” أيضاً أثرا بصورة سلبية في السابق، وفي أجهزة “نوكيا” كانت طريقة التواصل بين المستخدمين من خلال الرسائل النصية والوسائط والاتصال وكانت جميعها مكلفة بصورة كبيرة، وفي حال أراد أحدهم إرسال صورة أو رسالة نصية فإن العائق لديه هو الكلفة والقيمة اللتين يدفعهما، مما شجع المستخدمين على تبني طرق بديلة أرخص.

ومع ظهور بلاك بيري وأجهزتها التي كانت تقدم مميزات أساسية وبسيطة مثل البريد الإلكتروني وخدمة التواصل المباشر بقيمة اشتراك شهرية فضلها المستخدمون على طريقة “نوكيا” التي أعطت شركات الاتصال مساحة أكبر في التحكم بالمستخدمين.ويرى غالبية المحللين أن مشكلة “نوكيا” الأساسية أنها لم تحاول البحث عن ابتكارات تسهل من حياة المستخدمين وإنشاء خدمات وتطبيقات إنما ركزت بصورة أساسية فقط على الأجهزة مما سرع من انتهاء الشركة واتجاه المستخدمين إلى شركات منافسة. 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تجدر الإشارة إلى أن من أسهموا بقتل “نوكيا”، جزء كبير منهم الآن غير موجودين بالساحة، مثل بلاك بيري وhtc وسوني التي لا تزال موجودة لكن بخجل كبير.المسيطرون حالياً في الساحة هم ثلاث شركات، “أبل” و”سامسونج” و”هواوي”، والأخيرة كانت قريبة من الموت بصورة فعلية وبخاصة بعدما منعها ترمب من الاستفادة من خدمات “غوغل”، فنالت الشركة خسائر كبيرة، ولا تزال بعيدة جداً عن المنافسة لكن ما أعاد لها الحياة هو نجاحها في الصين ومحاولة تطوير منتجات أخرى وأيضاً قوانين الحكومة الصينية التي ساعدت في عودة الشركة بصورة بسيطة، صحيح أن الشركة حالياً تركز على الساعات الذكية وأيضاً السيارات وأجهزة التلفزيون لكن لديها مستقبلاً لا بأس به في الهواتف الذكية وبخاصة مع بداية نضج نظامها الذكي.

“أبل” و”سامسونج” تحاولان فرض سيطرتهما على السوق ولديهما قدرة منافسة عالية لكن أيضاً كلتا الشركتين حالياً متخوفة من المستقبل وتسعيان إلى تقديم مميزات جديدة والاعتماد على الذكاء الاصطناعي لمحاولة زيادة المبيعات، لكن كل تركيز الشركات حالياً على حجم الجهاز وقوة المعالج وتطوير الشكل دون وجود أية خطة واضحة لمعرفة المستقبل أو حتى صناعته.أن تنجح هو أمر سهل لكن أن تواصل النجاح وتواكبه هو الأمر الصعب الذي تعانيه غالبية الشركات، وهناك تحديات كبيرة أمام الشركات، لكن من الواضح أن الثورة المقبلة هي في الأجهزة الملبوسة ومن المتوقع أنها من الشرق وليس الغرب. دعونا ننتظر.

subtitle: 
بدأت الشركة بصناعة الهواتف الذكية والأبراج وفشلت لعدم قدرتها على إتاحة نظامها للمطورين
عبد الله السبع
publication date: 
السبت, يناير 18, 2025 – 17:30

نقلاً عن : اندبندنت عربية