في عالم الأعمال والعقارات، حيث الضغط المستمر واتخاذ القرارات المصيرية، يصبح البحث عن لحظات للترفيه أمرًا ضروريًا للحفاظ على التوازن. بالنسبة لي، أجد أن الكوميديا الذكية هي الملاذ الأمثل للهروب من صخب الحياة اليومية، وفي هذا الموسم، لم أجد جرعة كوميدية أقوى من مسلسل أشغال شاقة جدًا الذي أبدع فيه الفنان هشام ماجد.
المسلسل لم يكن مجرد عمل كوميدي تقليدي، بل تجربة متكاملة جمعت بين المواقف الساخرة، والأداء العفوي، والحبكة التي تجذب المشاهد دون تصنع. هشام ماجد، الذي اعتدنا منه على الكوميديا الذكية، قدم في هذا العمل شخصية مليئة بالمفارقات، جعلتنا نعيش معه الضغوط والمواقف الصعبة ولكن بطريقة ساخرة تجعلنا نضحك حتى في أصعب اللحظات.

كخبير عقاري، أرى أن النجاح في أي مجال يعتمد على تقديم قيمة حقيقية للجمهور، سواء كان ذلك في العقارات أو في الفن. وهذا بالضبط ما يفعله هشام ماجد، فهو لا يكتفي بتقديم إفيهات مضحكة، بل يخلق حالة من الاندماج مع شخصياته، لدرجة تجعل المشاهد يشعر وكأنه جزء من القصة.
ما يميز أشغال شاقة جدًا هو الواقعية المغلفة بالكوميديا، حيث يعكس المسلسل تحديات نواجهها جميعًا، ولكن بأسلوب يجعلها تبدو أكثر خفة وقابلية للحل. وهذه القدرة على تحويل المواقف الصعبة إلى لحظات مضحكة هي موهبة لا يمتلكها الكثيرون، لكنها حاضرة بقوة في أداء هشام ماجد.
في النهاية، لا يسعني إلا أن أوجه تحية تقدير لهذا الفنان المبدع، الذي نجح في تقديم عمل كوميدي ممتع وهادف في نفس الوقت. في زمن أصبح فيه الضحك عملة نادرة، يأتي أشغال شاقة جدًا ليؤكد أن الكوميديا الحقيقية ما زالت قادرة على إضفاء البهجة على حياتنا، حتى في أكثر الأوقات صعوبة.
بقلم: محمد أحمد فؤاد أمين – الخبير العقاري وصاحب شركة الفؤاد للتثمين العقاري بدبي
نقلاً عن : الوفد