انخفضت أسهم شركة صناعة المركبات الكهربائية “تيسلا” بأكثر من 8 في المئة أمس الثلاثاء، مما دفع القيمة السوقية للشركة إلى أقل من تريليون دولار، وهو أدنى مستوى لها منذ السابع من نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، أي بعد يومين من فوز الرئيس دونالد ترمب في الانتخابات.

وتراجعت الأسهم بنسبة 25 في المئة منذ بداية العام، في حين انخفض مؤشر “ناسداك” بنسبة 1.5 في المئة فقط، ليصل الانخفاض إلى أكثر من 35 في المئة عن إغلاقه القياسي في 16 ديسمبر (كانون الأول) 2024. وفي هذه الفترة، خسر إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي للشركة، أكثر من 100 مليار دولار من صافي ثروته، على رغم أنه لا يزال أغنى شخص في العالم بثروة تقدر بنحو 380 مليار دولار.

وجاءت أحدث شريحة بعد تقرير من “رويترز” أول من أمس الإثنين يفيد بأن التحديث الذي طال انتظاره من “تيسلا” لأنظمة القيادة الآلية جزئياً ترك أصحابها في حال من خيبة الأمل. وقال عديد من المستخدمين للنشر إن ميزة “التنقل في شوارع المدينة” من “تيسلا” في الصين لم ترق إلى مستوى وعود ماسك لتكنولوجيا القيادة الذاتية.

وتقدم شركات تصنيع السيارات الكهربائية الأخرى في الصين، بما في ذلك “بي واي دي”، أنظمة القيادة الآلية جزئياً مجاناً أو بكلفة أقل بكثير.

القلق بين مساهمي “تيسلا”

أضاف التقرير الصادر من الصين مزيداً من القلق بين مساهمي “تيسلا”، بعض القلق يتعلق بأداء الشركة، بينما يتعلق جزء آخر بإيلون ماسك نفسه، الذي يقضي الكثير من وقته في واشنطن العاصمة، إذ يقود ما يسمى بـ “وزارة كفاءة الحكومة” التابعة للرئيس ترمب.

تمكن إيلون ماسك، برفقة فريقه في واشنطن العاصمة، من الحصول على وصول غير مسبوق إلى أنظمة الكمبيوتر الحكومية وبيانات دافعي الضرائب، ومكّنه الرئيس من قيادة عمليات فصل جماعي للعمال في الوكالات المكلفة بمراقبة شركاته، بما في ذلك “تيسلا”.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأدت الخطابات السياسية المتطرفة والنشاطات السياسية لماسك إلى تحفيز المعارضين في أسواق متعددة لتنظيم احتجاجات، بما في ذلك في متاجر “تيسلا” ومراكز الخدمة. وانخفضت أسهم “تيسلا” في وقت سابق من هذا الشهر بعد إعلان ترمب عن خطط لفرض رسوم جمركية واسعة على السلع الآتية من كندا والمكسيك والصين، بالتوازي مع تراجع في تسجيلات سيارات الشركة عبر أوروبا في شهري يناير (كانون الثاني) الماضي وفبراير (شباط) الجاري.

انخفاض متوسط ​​أسعار البيع

وفي الربع الرابع من عام 2024، أعلنت شركة “تيسلا” عن أرباح ومبيعات لم تتوافق مع تقديرات المحللين، إذ انخفضت إيرادات السيارات بنسبة 8 في المئة مقارنة بالعام السابق، بينما انخفض الدخل التشغيلي بنسبة 23 في المئة. وفي تقريرها الصادر في أواخر يناير الماضي، أشارت الشركة إلى أن انخفاض متوسط ​​أسعار البيع عبر مجموعتها القديمة من سيارات “موديل3” و”موديل واي”، و”موديل أس”، كان السبب الرئيس لهذا التراجع.

ووفقاً لشبكة “سي أن بي سي” نقلاً عن جمعية تجار السيارات الجديدة في كاليفورنيا، انخفضت مبيعات “تيسلا” بنسبة 11.6 في المئة في الربع الرابع من عام 2024 في الولاية، التي تُعد أكبر سوق محلية للشركة.

حالياً أسهم “تيسلا” أعلى بنسبة نحو 20 في المئة مقارنة بما كانت عليه قبل فوز ترمب في الانتخابات، ومعظم ما تبقى من هذا الارتفاع يعود إلى القفزة التي بلغت 15 في المئة في سعر السهم بعد يوم من الانتخابات. وكان إيلون ماسك من أبرز داعمي حملة ترمب الرئاسية، إذ تبرع بمبلغ 290 مليون دولار للمترشحين والقضايا الجمهورية في 2024، وكان معظم هذا المبلغ موجهاً لدعم عودة ترمب إلى البيت الأبيض.

ولم يرد ماسك و”تيسلا” على الفور على طلبات “سي أن بي سي” للتعليق.

نقلاً عن : اندبندنت عربية