هل تجمدت الأرض بالكامل ذات يوم؟ أدلة جديدة فى صخور كولورادو تكشف ذلك


كشفت أبحاث جديدة أجريت على تكوينات الحجر الرملي الفريدة في جبال روكي في كولورادو أن الأرض شهدت تجمدًا هائلاً على مستوى الكوكب يُعرف باسم “كرة الثلج الأرضية”، فمنذ حوالي 700 مليون سنة، كان سطح الأرض مغطى بالجليد، مما أدى إلى خلق مناخ متطرف حيث لم تنجو الحياة المبكرة فحسب، بل تطورت لاحقًا إلى كائنات متعددة الخلايا معقدة.


ولعقود من الزمان، كانت فرضية كرة الثلج الأرضية مدعومة في المقام الأول بالصخور الرسوبية الساحلية ونماذج المناخ. ومع ذلك، ظلت الأدلة القوية على وصول الصفائح الجليدية إلى الداخل الاستوائي للكوكب بعيدة المنال – حتى الآن، وحددت الدراسة الأخيرة، التي نُشرت في وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم، رواسب الحجر الرملي غير العادية المسماة تافا، والتي تم العثور عليها داخل التكوينات الجرانيتية في بايكس بيك في كولورادو، ومن المحتمل أن تكون هذه الأحجار الرملية قد تشكلت تحت ضغط الصفائح الجليدية، مما يدعم نظرية كرة الثلج الأرضية بأدلة جيولوجية جديدة.


تكوينات الحجر الرملي تافا مرتبطة بضغوط الجليد القديمة


Pikes Peak، الموقع المقدس المعروف لشعب Ute باسم Tavá Kaa-vi، هو مصدر تكوينات الحجر الرملي تافا، حيث اكتشف الباحثون أن الحجر الرملي تشكل عندما تم دفع الرواسب الرملية المشبعة بالمياه إلى الصخور الضعيفة بسبب الوزن الهائل للصفائح الجليدية، استخدم المؤلفان الرئيسيان للدراسة، كريستين سيدواي وريبيكا فلاورز، التأريخ الإشعاعي المتقدم لتحديد أن الحجر الرملي تافا تطور منذ حوالي 690 إلى 660 مليون سنة، بما يتماشى مع فترة الكريوجين.


وباستخدام المعادن الحديدية الموجودة مع الحجر الرملي، استخدم فريق سيدواي تأريخ اليورانيوم والرصاص لتأكيد أصول الحجر الرملي تافا في إطار زمني كرة الثلج الأرضية. يقترح الفريق أن الصفائح الجليدية التي تغطي كتلة لورينتيا الاستوائية، والتي تعد الآن جزءًا من أمريكا الشمالية، خلقت الضغوط اللازمة لتشكيل هذه الكتل الحجرية الرملية.


التداعيات المترتبة على فهم الماضي المناخي للأرض


يعزز هذا الاكتشاف فرضية كرة الثلج الأرضية بينما يسلط الضوء أيضًا على ظواهر جيولوجية أخرى، بما في ذلك “عدم التوافق” حيث أزال التآكل أجزاء كبيرة من سجل صخور الأرض. تشير النتائج في بايكس بيك إلى أن عدم التوافق المماثل قد سبق كرة الثلج الأرضية، مما يشير إلى عمليات تآكل معقدة على مدى ملايين السنين. يأمل العلماء أن تؤدي هذه الرؤى إلى فهم أعمق لتاريخ مناخ الأرض والعمليات التي شكلت كوكبنا الصالح للسكن.


 

نقلاً عن : اليوم السابع