في الـ22 من فبراير (شباط) الجاري، اتجهت أعين فريق ليفربول متصدر الدوري الإنجليزي الممتاز إلى ملعب “الإمارات” لمتابعة مباراة مصيرية بين صاحب الأرض أرسنال وضيفه وست هام يونايتد ضمن الجولة الـ26 من المسابقة، حيث كان “الريدز” قد تعثر قبل هذا الموعد بيومين بالتعادل مع أستون فيلا بنتيجة (2 – 2) في مباراة مقدمة من الجولة الـ29، ليعيد الأمل إلى أقرب ملاحقيه أرسنال في إشعال نيران الإثارة في الجولات الأخيرة من البطولة.

وكان أرسنال حتى هذه المرحلة من الدوري قد جمع 53 نقطة من 25 مباراة وكان الفوز على وست هام سيرفع رصيده إلى 56 نقطة بفارق خمس نقاط فقط خلف ليفربول الذي جمع 61 نقطة من 26 مباراة، لكن وست هام فجّر مفاجأة مدوية بالفوز على أرسنال بهدف سجله غارود بوين ليتوقف رصيد “الغانرز” عند 53 نقطة، ويستعيد ليفربول الشعور بالراحة في قمة الترتيب.

وخلال أسبوع واحد حقق ليفربول انتصارين متتاليين غاية في الأهمية على مانشستر سيتي ونيوكاسل ليرفع رصيده إلى 67 نقطة بعد خوض 28 مباراة، فيما تعثر أرسنال مجدداً بالتعادل السلبي مع نوتينغهام فورست ليرتفع رصيده إلى 54 نقطة من 27 مباراة، بفارق 13 نقطة خلف “الريدز” الذي أصبح قاب قوسين أو أدنى من التتويج بلقب الدوري للمرة الـ20 في تاريخه ومعادلة الرقم القياسي الذي يحمله غريمه مانشستر يونايتد.

واحتفلت جماهير ليفربول السعيدة في ملعب “أنفيلد” أمس الأربعاء وكأن فريقها قد حسم بالفعل لقب الدوري، لكن المدير الفني الهولندي لفريق ليفربول آرني سلوت ولاعبيه لا يشعرون بأن الأمور قد حسمت بعد.

وقال سلوت عندما سُئل عن الموعد الذي قد يرى فيه أن فريقه حسم اللقب، “في الواقع، لا يزال الطريق طويلاً، (أمامنا) 10 مباريات، ولدينا نهائي (كأس الرابطة الإنجليزية)، ومباراتان مهمتان للغاية ضد باريس سان جيرمان، لذلك نحن لا نركز على المدى الطويل”.

“الآن سيحصل اللاعبون على يومي راحة، وسنعود يوم السبت ونركز على باريس سان جيرمان أكثر من تركيزنا على جدول الدوري الإنجليزي الممتاز”.

وكان أداء فريق المدرب سلوت مثالاً للاستمرارية، إذ لم يخسر في 27 من أصل 28 مباراة بالدوري هذا الموسم. وكان فوزه أمس هو الـ32 من أصل 43 مباراة في كافة المسابقات، وهو أكبر عدد من الانتصارات لفريق في أحد مسابقات الدوري الخمس الكبرى في أوروبا، كما أصبح “الريدز” رابع أسرع فريق يكسر حاجز تسجيل 100 هدف أو أكثر من بين الفرق التي تلعب في الدوريات الخمس الكبرى، خلف برشلونة الإسباني (120 هدفاً) وريال مدريد الإسباني (103 أهداف) وبايرن ميونيخ الألماني (100 هدف)، ووصل ليفربول إلى 101 هدف.

وعلى رغم هذه الهيمنة الكبيرة على الدوري الإنجليزي يبدو أن المدرب سلوت يفرض حالة التواضع على لاعبيه خوفاً من التساهل في ما تبقى من الموسم مما قد يضيع اللقب على الفريق الذي جرب خسارة كل شيء في الأمتار الأخيرة من قبل.

وجاء فوز ليفربول على نيوكاسل بفضل هدفي دومينيك سوبوسلاي وأليكسيس مالك أليستر، واتفق سوبوسلاي مع مدربه على أنه لا يوجد مجال للراحة بعد.

وقال لاعب الوسط، “(سنحتفل) عندما لا يكون لدى أرسنال الفرصة حسابياً للتفوق علينا”.

“نحن سعداء للغاية لأننا نتقدم بفارق 13 نقطة على أقرب منافسينا، لكننا نركز فقط على أنفسنا”.

وعند سؤاله عن فرصة تحقيق فريقه للعديد من الألقاب هذا الموسم، تردد اللاعب المجري في قول الكثير.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال سوبوسلاي، “عندما أتيت إلى ليفربول كنت أرغب في الفوز بكل شيء في موسمي الأول. لذا لا أحب الحديث عن ذلك، علينا أولاً التحضير لمباراتنا في دوري أبطال أوروبا، ثم مباراة في الدوري، ثم نهائي كأس ضد فريقه صعب للغاية – نهائي كأس الرابطة في الـ16 من مارس (آذار) أمام نيوكاسل – وعلينا أن نكون مستعدين ونركز أولاً على دوري أبطال أوروبا ثم النهائي بعد ذلك”.

ويتوجه ليفربول، الذي تصدر ترتيب مرحلة الدوري في دوري أبطال أوروبا المكونة من ثماني مباريات، إلى فرنسا لمواجهة باريس سان جيرمان في ذهاب دور الـ16 الأربعاء المقبل.

ويبدو أن ليفربول لن يكون الفريق الوحيد الذي سيصرف انتباهه مؤقتاً عن الدوري الإنجليزي لمصلحة منافسات دوري أبطال أوروبا حيث سيفعل أرسنال الشيء ذاته بعد أن أصبحت فرصه في التتويج باللقب المحلي شبه معدومة.

وبينما تتبقى لليفربول 10 مباريات في الدوري بينها ست على ملعبه، وأصعبها ضد توتنهام وتشيلسي وأرسنال، سيخوض أرسنال 11 مباراة أصعب من بينها خمس خارج ملعبه، وسيصدم بفرق قوية مثل مانشستر يونايتد وتشيلسي وإيفرتون وليفربول ونيوكاسل.

وبعد أن كان المدير الفني لفريق أرسنال ميكيل أرتيتا رافضاً – قبل التعادل مع نوتينغهام فورست – الاعتراف بابتعاد فريقه عن ملاحقة ليفربول، وقال إن فريقه لن يتخلى عن اللقب “إلا فوق جثتي”، أشار ضمنياً بعد التعثر وفقدان نقطتين ثمينتين إلى خسارة فريقه في سباق لقب الدوري الإنجليزي، وقال، “شعرت بخيبة أمل كبيرة لعدم الفوز، اليوم كانت المعايير مختلفة تماماً عن المباراة السابقة. الطاقة والرغبة في صنع الأشياء، بالتأكيد حاولنا بعدد من الطرق المختلفة”.

“لدينا دوري الأبطال، لدينا منافسة جميلة أمامنا، ويجب أن نكون مستعدين ليوم الثلاثاء”.

وعبر أرتيتا عن أمله في عودة الجناحين بوكايو ساكا وغابرييل مارتينيلي من الإصابة عندما يستضيف فولهام في الأول من أبريل (نيسان) المقبل بعد أن كلفه الهجوم غير الفعال خسارة المزيد من النقاط في سباق الدوري.

ولا يزال ساكا ومارتينيلي يتعافيان من الإصابة في عضلات الفخذ الخلفية بينما يغيب المهاجمان غابرييل جيسوس وكاي هافرتز حتى نهاية الموسم.

وقال أرتيتا إنه حتى لو عاد ساكا ومارتينيلي في مباراة أرسنال الأولى بعد فترة التوقف الدولية فإن اللاعبين سيحتاجان إلى متابعة عن كثب.

وأوضح للصحافيين، “أعتقد ذلك، لكن مرة أخرى دعونا نرى كيف سيتطوران في الأسابيع القليلة المقبلة من أجل اتخاذ الخطوات الصحيحة”.

“علاوة على ذلك، لقد غابا لفترة طويلة جداً لذا سيتعين علينا دمجهما تدريجاً. إنهما يتطوران جيداً لكنهما لا يزالان بعيدين بعض الشيء”.

“لدينا اجتماع غداً لمناقشة وضعهما لا سيما غابي الذي من المحتمل أن يحظى بفرصة للعودة قبل بوكايو، لكن متى سيحدث ذلك؟ سيتعين علينا أن نرى كيف يتطور الأمر في الأسبوع أو الـ10 أيام المقبلة”.

نقلاً عن : اندبندنت عربية