أثار نشر مذكرات “يونيتي ميتفورد” المكتشفة أخيراً التكهنات حول علاقة الأرستقراطية البريطانية الشابة بالزعيم النازي.

وتطرقت المذكرات إلى الفترة ما بين 1935 و1939، وسجلت افتتان ميتفورد الغريب بالرجل الذي قتل نظامه ستة ملايين يهودي في الـ”هولوكوست” خلال الحرب العالمية الثانية، فكتبت المذكرات بأسلوب أنثوي واضح واستخدمت فيها أحرف كبيرة وحبر أحمر عند تفصيل أحد لقاءات ميتفورد الـ 139 مع هتلر.

وتكشف المذكرات عن أن ميتفورد التي كانت تبلغ من العمر آنذاك 20 سنة، كانت مهووسة بالزعيم الذي كان أكبر منها بـ 25 سنة، وربما كانت هي نفسها معادية للسامية، إذ كتبت “أنا أكره اليهود” و”أتدرب على قتل اليهود”.

وتصف ميتفورد لقاءها الأول مع هتلر بأنه “أروع يوم في حياتها” وتتحدث عنه كثيراً إلى حد كانت تراه “ملاكاً”.

وخلال لقاءاتهما المبكرة، عرضت ميتفورد مرة على هتلر نسخة من مجلة “فوغ”، ومرة أخرى احتفظت بفأر أبيض يدعى “راتولار” في حقيبتها، وثالثة تجولت في مطعم الزعيم النازي المفضل في ميونيخ، وهي تنتظره لساعات باضطراب.

وتثير المذكرات الحديثة أسئلة أكثر جدية حول ماهية العلاقة بين هتلر والأرستقراطية البريطانية، هل كانت فقط بغرض الجنس، ولماذا لم يتم استجوابها عندما عادت لبريطانيا عام 1940 باعتبارها الأجنبية الوحيدة التي تسللت إلى دائرته الداخلية؟ وهل كانت هناك أية صحة للإشاعات التي تقول إنها عادت  للمنزل حاملاً وأنجبت طفلاً ذكراً في مستشفى للولادة في أوكسفوردشاير عام 1940؟ وإذا كان الأمر كذلك، فهل كان من الممكن أن يكون هذا الطفل هو ابن هتلر غير الشرعي؟.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ولدت يونيتي فالكيري فريمان ميتفورد في لندن في الثامن من أغسطس (آب) 1914، وهي واحدة من سبع بنات للورد والليدي ريديسديل، وكانوا أقارب رئيس الوزراء الأشهر في تاريخ بريطانيا ونستون تشرتشل من جانب زوجته.

وكانت شقيقة ميتفورد الكبرى ديانا مشهورة بجمالها وتركت زوجها من أجل أوزوالد موزلي، زعيم الاتحاد البريطاني للفاشيين.

على النقيض من ديانا، كانت ميتفورد غير متناسقة جسدياً، ولكن بفضل طولها الذي قارب ست أقدام وشعرها الأشقر، كانت وفقاً لجو كينيدي الابن (شقيق جون كينيدي) “ليست جميلة وإنما تتمتع بمظهر آري جميل”.

وما جذب ميتفورد إلى هتلر غير معروف، لكنها كانت مصممة على مقابلته لدرجة أنها انتقلت إلى ميونيخ في سن الـ20، حيث تعلمت اللغة الألمانية وبدأت بمطاردة الزعيم النازي، وتشير المذكرات إلى لقائها بهتلر في أوستريا بافاريا مرات كثيرة، فتتساءل كيف كان لدى الديكتاتور الوقت لأي مؤامرات سياسية وهو يمضي ساعات طويلة مع ميتفورد.

يقول المؤرخ تشارلز سبايسر، مؤلف كتاب “قهوة مع هتلر”، “إنها كانت علاقة غرامية عذرية، ولا يعتقد بوجود دليل ملموس على تواصل جنسي بينهما”، ويلفت إلى أن الزعيم النازي تناول كثيراً من المخدرات لذلك لم يكُن زير نساء وإنما أصبح مهووساً بالفتيات الصغيرات وكانت له علاقة متوترة مع ابنة أخته التي قتلت نفسها.

ويعتقد سبايسر بأن هتلر كان مفتوناً بأسلوب الأرستقراطية الإنجليزية الغريب وحركاتها، كما اعتاد هتلر وميتفورد تصفح مجلة “تاتلر” معاً في محاولة لتحديد من سيطلقون النار عليه أو يسجنونه عندما يغزون بريطانيا، وكانت يونيتي هي التي تقرر المنازل الفخمة التي يجب حمايتها إذا سيطر النازيون على المملكة المتحدة.

نقلاً عن : اندبندنت عربية