تستعد شركة بلو أوريجين، التابعة للملياردير جيف بيزوس، لإطلاق صاروخها الفضائي “نيو جلين” يوم الاثنين، وهو حدث طال انتظاره يمثل ذروة استثمارات استمرت لعشر سنوات بقيمة مليارات الدولارات. يهدف الإطلاق إلى تعزيز طموحات الشركة في الفضاء وربما تقليص الفارق مع شركة “سبيس إكس” التي يملكها إيلون ماسك، المنافس الأقوى في مجال الفضاء التجاري.
قال جيف بيزوس، الذي أسس شركة “بلو أوريجين” بهدف “جعل الملايين من الناس يعيشون ويعملون في الفضاء”، إن الصاروخ “نيو جلين” يمثل خطوة رئيسية في تحقيق هذا الهدف. أضاف بيزوس: “منذ أن كنت في الخامسة من عمري، حلمت بالسفر إلى الفضاء. والآن نقترب من جعل هذه الأحلام حقيقة ملموسة”.
مواصفات “نيو جلين” والمنافسة مع “سبيس إكس”
تم تصميم صاروخ “نيو جلين” ليكون منافسًا قويًا لصاروخ “فالكون 9” الشهير من “سبيس إكس”. يتميز “نيو جلين” بقوة دفع مضاعفة مقارنة بـ”فالكون 9″، مع حاوية حمولة ذات قطر أكبر بمرتين، ما يسمح بنقل عدد أكبر من الأقمار الصناعية في كل إطلاق.
كما أن هذه الرحلة تُعد بمثابة “شهادة رئيسية” من قبل قوة الفضاء الأمريكية، حيث ستحدد مدى جاهزية “نيو جلين” لإطلاق حمولات الأمن القومي بموجب عقود حكومية بمليارات الدولارات.
يقول بيزوس: “نيو جلين ليس فقط صاروخًا قويًا، بل هو بوابتنا لتقديم خدمات فضائية تتسم بالكفاءة والابتكار، مما يمكننا من تحقيق رؤيتنا في فتح آفاق جديدة في الفضاء”.
المنافسة بين عمالقة الفضاء
على الرغم من أن “بلو أوريجين” تُحقق قفزات نوعية، إلا أن “سبيس إكس” لا تزال تهيمن على صناعة الفضاء الخاص. وقد استخدمت الشركة صواريخها مثل “فالكون 9″ و”فالكون هيفي” لإطلاق الأقمار الصناعية ومهمات فضائية تجارية وعسكرية، إلى جانب شبكة “ستارلينك” للإنترنت الفضائي.
إيلون ماسك، الذي يطمح لبناء مستعمرات على المريخ، يعمل على تطوير صاروخ الجيل التالي “ستارشيب”، والذي سيكون أقوى بكثير من “نيو جلين”. وقد وصف ماسك “ستارشيب” بأنه “أساسي لتوسيع نطاق شبكة ستارلينك” وللقيام بمهمات فضائية مأهولة إلى المريخ.
منافسون آخرون: فيرجن جالاكتيك
في السياق ذاته، يسعى السير ريتشارد برانسون، مؤسس “فيرجن جالاكتيك”، إلى ترسيخ مكانته في سوق الفضاء السياحي. قامت شركته بنقل أول سائحين إلى حافة الفضاء في عام 2023، وأعلنت عن خطط لتطوير مركبات فضائية جديدة لاستئناف الرحلات التجارية بحلول عام 2026.
سباق نحو المستقبل
تأتي هذه التطورات وسط سباق متسارع بين عمالقة التكنولوجيا لتوسيع حدود استكشاف الفضاء واستخداماته التجارية. ومع إطلاق “نيو جلين”، يأمل جيف بيزوس أن يقترب أكثر من تحقيق رؤيته الخاصة، بينما يواصل إيلون ماسك ريادته في هذا المجال.
قال بيزوس: “نحن في بداية عصر جديد من الاستكشاف الفضائي، حيث يمكن للشركات الخاصة أن تلعب دورًا أساسيًا في تحويل أحلام البشرية إلى واقع”.
يبقى أن نرى كيف ستُغير هذه المنافسة ديناميكيات صناعة الفضاء في السنوات القادمة، ومن سيكون الرائد في هذا السباق نحو النجوم.
نقلاً عن : الوفد