من المطبخ الإيطالي إلى الهندي، يظل البصل مكونًا أساسيًا في أطباق لا تحصى ورغم نكهته الغنية التي لا غنى عنها، إلا أن تقطيعه يسبب معاناة لمعظم الطهاة بسبب الدموع والحرقة التي ترافق كل شريحة تُقطع.
ولعقود، لجأ الناس إلى حلول مبتكرة وغريبة، من ارتداء نظارات السباحة إلى لتقطيعه تحت الماء، لتفادي هذه المشكلة.
السر في السكين وسرعتها
لكن العلم كان له رأي آخر وأكثر دقة إذ كشف باحثون من جامعة كورنيل أخيرًا سر تقطيع البصل دون بكاء، وتكمن المفاجأة في بساطة الحل: استخدم سكينًا حادة وابدأ التقطيع ببطء.
أوضحت الدراسة أن السكاكين الحادة تقلل من الكمية المنبعثة من المادة الكيميائية المهيجة للعين والمعروفة باسم سين-بروبانيثيال-إس-أوكسيد.
وتنطلق هذه المادة من الخلايا النباتية عند تمزقها، وتسبب تهيج العينين. وكلما كان التقطيع أسرع أو السكين أقل حدة، زادت كمية الرذاذ المتطاير إلى الهواء.
مقصلة علمية لاختبار الدقة
لاختبار هذه الفرضية، أنشأ الباحثون أداة تقطيع ميكانيكية مزودة بسكاكين بدرجات حدّة مختلفة، وتم تسجيل كل تجربة بالفيديو لتحليل الرذاذ الناتج بدقة.
وأظهرت النتائج أن الضغط الناتج عن السكاكين غير الحادة يؤدي إلى انثناء طبقات البصل، والتي تعود لوضعها الطبيعي عند القطع، مسببة انطلاق قطرات صغيرة في الهواء.
وبينت الدراسات أن السرعة أيضًا ليست في صالح الطاهي، إذ كشفت النتائج أن التقطيع السريع يؤدي إلى مزيد من الرذاذ، وليس العكس كما كان يُعتقد سابقًا.
فوائد تتجاوز الحد من الدموع
بعيدًا عن الراحة وتقليل الدموع، يشير الباحثون إلى أن التقطيع البطيء بالسكين الحاد له فوائد صحية محتملة، من بينها تقليل انتشار الجزيئات الدقيقة ومسببات الأمراض المحمولة جوًا، خاصة في الخضروات ذات الطبقات مثل البصل.
ببساطة، إذا كنت من محبي الطبخ وتعاني مع البصل، اترك مناديلك جانبًا، وكل ما تحتاجه هو سكين مشحوذة وتأنٍ في التقطيع، وهذه الطريقة المدعومة علميًا لا تجعل عملية الطهي أكثر راحة فقط، بل قد تجعل مطبخك أكثر أمانًا ونظافة أيضًا.