قد يتطلب “وقت فيرغسون” اسماً جديداً، فعلى نحو متزايد أصبح هذا هو “وقت أماد”، فتلك الدقائق الأخيرة من المباريات أصبحت الفترة التي ينشر فيها المتخصص الجديد في مانشستر يونايتد سحره وسط الفوضى والدراما.

لقد أصبح السيناريو مألوفاً بشكل متزايد، أماد ديالو هو المبتدئ الذي يتحول إلى منقذ، مراراً وتكراراً، لقد أصبح المتخصص الجديد في علم الهرب من الواقع، وقد حدد نتائج مباريات أكبر من هذه، ولكن حتى وفقاً لمعاييره، فإن تسجيل ثلاثية في 12 دقيقة كان شيئاً رائعاً. لقد تحول من لاعب هامشي إلى النجم الجديد لمانشستر يونايتد.

ويجب أن يقترن فرح مانشستر يونايتد بالارتياح، إذ إن الفريق لعب كثيراً من المباريات في الأعوام الـ12 الماضية يمكن وصفها بأنها أدنى نقطة يمكن أن يصل “الشياطين الحمر” إليها، لكن في كل مرة كان التقدير غير صحيح.

لقد هدد هذا المستوى بأن يكون الأدنى على الإطلاق، فمع تبقي 10 دقائق من الوقت الأصلي، كان يونايتد متجهاً إلى الهزيمة الرابعة على التوالي على أرضه في الدوري الممتاز، وهو مصير لم يعانوه منذ عام 1930، بل في طريقه إلى الخسارة أمام فريق يخاطر بأخذ الرقم القياسي غير المرغوب فيه من ديربي كاونتي لأقل عدد من النقاط في موسم الدوري الإنجليزي الممتاز.

لكن بدلاً من مجرد تجنب الإحراج والهزيمة، غادر ساوثامبتون مهزوماً بنتيجة (1 – 3) بفضل اللاعب النحيف الذي بدأ المباراة في مركز الظهير وغادر الملعب حاملاً كرة المباراة.

وقال أماد، الذي وقع عقداً جديداً قبل سبعة أيام، “ربما يكون أحد أفضل أسابيع حياتي”.

فقط واين روني سجل ثلاثية في الدوري الإنجليزي الممتاز ليونايتد في سن أصغر، لكن عندما بدا الأمر وكأنهم ينجرون إلى معركة هبوط، رفع أماد الفريق إلى ارتفاعات مذهلة ليصعد به إلى المركز الـ12.

في فريق متخبط ومتعثر يمكن أن يكون لدى أماد تلك السلعة التي لا تقدر بثمن وهي الزخم، إذ يمكنه استحضار هدف من لا شيء، وسجل هدف التعادل في المحاولة الثانية، ولم يتراجع الإيفواري عندما مُنعت تسديدته الأولى.

ووضع يونايتد في المقدمة عندما ركض إلى تمريرة كريستيان إريكسن من فوق الدفاع ليسددها على الطائر، ويمكن لروبن أموريم الزعم بأنه قدم تمريرة حاسمة أيضاً، لإشراكه الدنماركي، الذي ربما هو اللاعب الوحيد في يونايتد الذي يتمتع بالبراعة في تمرير الكرة. وكان الهدف الثالث لمانشستر يونايتد بمثابة عودة إلى عهد راسل مارتن في قيادة ساوثامبتون، إذ استحوذ أماد على تايلور هارود بيلس، وجاءت المكافأة على ضغطه في شكل هدف مفتوح، وقال أموريم، “لقد أدى عملاً رائعاً ويعيش لحظة رائعة”.

ربما جلب أماد بعض الإثارة إلى السير جيم راتكليف، الذي كان يشاهد مباراة في ملعب “أولد ترافورد” للمرة الأولى منذ تعيين أموريم، وكان موجوداً لمعاينة فوضى الأداء المزين بنهاية سعيدة.

وقال أموريم مبتسماً، “النتيجة ساعدت على المحادثة، أحتاج إلى فهم سبب معاناتنا في مثل هذه المباريات لا المباريات الكبيرة”.

وقال البرتغالي إنه سيتعلم من زيارة ساوثامبتون أكثر من التعادلات الجديرة بالثناء ضد ليفربول وأرسنال، إذ بدت معظم الدروس غير مفيدة.

هدف ساوثامبتون مثال، إذ لم يسجلوا من ركلة ركنية هذا الموسم، ومع ذلك استقبلت شباك يونايتد كثيراً منذ تعيين أموريم وتولي مساعده كارلوس فيرنانديز مسؤولية الكرات الثابتة، لكن المباراة شهدت فوضى، ففي ركلة ركنية لماتيوس فيرنانديز لمسها تايلر ديبلينغ ودخلت المرمى بعد اصطدامها بظهر مانويل أوغارتي الذي لم يسجل حتى الآن لمصلحة يونايتد، لكن الأوروغواياني افتتح رصيده مع ساوثامبتون عن غير قصد.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كانت ليلة صعبة بالنسبة إليه ولغيره، إذ استُبدل كوبي ماينو في الشوط الأول، وراسموس هويلوند وأوغارتي في الشوط الثاني، وكان أحد الوافدين الجدد أنتوني قد سجل هدفاً جديداً حين أخطأ في التسديد من مسافة ثلاث ياردات، عندما مرر الكرة إلى آرون رامسديل عندما بدا الأمر أسهل للتسجيل، وبدت هذه لحظة مروعة أخرى لإهدار 85 مليون جنيه إسترليني (103.72 مليون دولار).

في الوقت نفسه بدا فريق يونايتد الذي دافع بشجاعة ضد ليفربول وأرسنال ضعيفاً ضد هجوم الفريق المتذيل الترتيب، وقد كافحوا ضد فريق كان نظامه يشبه نظامهم بشكل واضح.

ومع ذلك لم يدفع إيفان يوريتش بمهاجم واحد سوى رقم 10 المراوغ، ماتيوس فيرنانديز وجناحين سريعين للغاية لا يعرفان الخوف، لذلك مر ليني يورو بأمسية مؤلمة، إذ عانى كمالدين سليمانا.

وقال المدير الفني لساوثامبتون إيفان يوريتش، “لا أعرف لماذا لم يعبر عن نفسه خلال عامين”.

في السابق كان سليمانا أقل أداءً لكنه أضاء ملعب “أولد ترافورد”، ولم يفتقر إلا إلى اللمسة الأخيرة التي قدمها أماد، مما أدى إلى إنقاذ مبكر من أندريه أونانا، حين أطلق تسديدة مرت بجوار القائم.

حصل ساوثامبتون على عديد من الفرص، وتصدى أونانا بشكل رائع لكرتين من تايلر ديبلينغ، الذي انزلق داخل منطقة الجزاء، وفيرنانديز، الذي تعامل بشكل جيد مع تسديدة من مسافة قريبة.

وبعد تألق الحارس البديل ألتاي بايندير ضد أرسنال، كان حارس مرمى يونايتد الأساس أكثر براعة، ومع ذلك كان لاعبو خط الوسط يجعلون فريقاً لديه ست نقاط هذا الموسم يبدو وكأنه فريق عالمي.

كان مدربهم يشكو من ذلك، وقال يوريتش الذي بدا وكأنه يتصرف بجنون في المنطقة الفنية، “يجب أن نكون أكثر شراً، نحن أبرياء، مثل الأطفال”، ودعا لاعبيه إلى تبني عقلية إيطالية، وارتكاب أخطاء تكتيكية واستغلال الوقت، وأضاف، “هناك لحظة يجب أن تدير فيها المباراة بشكل مختلف”.

ولو فعلوا ذلك بالفعل لربما كان هذا انتصاراً لا ينسى، فقد كان موسماً بائساً لساوثامبتون لكنه كان رائعاً في غالب فترات المباراة، وكان موسماً مروعاً لمانشستر يونايتد، واعترف أموريم، “لم نلعب مباراة جيدة، في الشوط الأول تأخرنا كثيراً في كل كرة وحاولنا الضغط بقوة وعانينا بسبب ذلك”.

ومع ذلك كان من المفترض أن يسجل فريقه هدفاً في الشوط الأول، لكن هويلوند سدد في القائم بسبب إحباطه بعدما اقتحم منطقة الجزاء، وأرسل تمريرة إلى أليخاندرو غارناتشو لكنه شاهد الكرة تمر إلى جانب القائم.

وكان غارناتشو نشيطاً لكن هل كان كشافو نابولي يراقبون؟ فربما تساءل المنافسون على لقب الدوري الإيطالي عن إمكانية التعاقد مع جناح آخر من مانشستر يونايتد، فمرة ​​أخرى كان الأمر كله يدور حول أماد.

نقلاً عن : اندبندنت عربية