توفي يوم الأحد 27 أبريل 2025، ملفي بن شرعان العريمة الحربي، المعروف بلقب “أبو شرعان”، عن عمر ناهز 96 عامًا، بعد مسيرة طويلة عاشها في صحراء حائل شمال المملكة. يعد أبو شرعان واحدًا من أبرز الفلكيين الشفهيين في السعودية، وارتبط اسمه بدخول المواسم المناخية والتنبؤ بالأحوال الجوية، بالإضافة إلى رؤيته للأهلة ورصد حركة القمر ومنازله الـ 28 التي كانت من معالم علم الفلك القديم.
علم الفلك الشفهي السعودي
أبو شرعان، الذي وُلد في عام 1929، عاش في صحراء نفود الثويرات، حيث كان يراقب السماء من دون استخدام الأجهزة الفلكية المتطورة. وبدلاً من ذلك، اعتمد على العين المجردة والملاحظة الدقيقة لحركة النجوم، ما مكنه من تقديم تنبؤات دقيقة حول الطقس والمواسم الزراعية.
على الرغم من أميته، إلا أن أبو شرعان اكتسب علم الفلك من خلال العيش في الصحراء، وربط حركتها الفلكية مع التغيرات المناخية. كان يتابع حركة النجوم، مثل نجم سهيل ونجم الثريا، ويستخدمها لتحديد المواسم والمطر والحرارة. وأصبح مرجعًا في علم الفلك الشعبي، ليس فقط للأهالي في البادية، بل أيضًا للباحثين في الجامعات السعودية.
وكان أبو شرعان يعيش حياة بسيطة؛ يبدأ يومه بحلب الإبل والماعز، ثم يراقب السماء والأجواء والمواسم طوال اليوم. كما كان معروفًا بكرمه وأدبه، حيث أشار الخبير الفلكي خالد الزعاق إلى أنه كان معلمًا له في صغره، مؤكدًا أن أبو شرعان كان رمزًا للفطرة العربية الأصيلة التي يفضل العيش في البادية على حياة المدينة.
وتوفي أبو شرعان بعد صراع مع جلطة دماغية، وأطلق محبوه من الفلكيين والمتخصصين في علم الفلك برقيات تعزية، بما في ذلك الخبير محمد بن رده الثقفي الذي أشاد بحفاظه على الموروث الفلكي الصحراوي.
إثر وفاته، أطلقت جمعية العناية بمساجد الطرق مشروع بناء مسجد “أبو شرعان” تكريمًا لإسهاماته في الحفاظ على علم الفلك الشعبي في الجزيرة العربية، بمبلغ يقدر بـ 1.5 مليون ريال سعودي.