أعلنت الوكالة الفرنسية للتنمية عن خطط لاستثمار 150 مليون يورو (نحو 167 مليون دولار) في مشاريع تنموية بالصحراء الغربية خلال عامي 2025 و2026، وذلك عقب إعلان فرنسا دعمها لسيادة المغرب على الإقليم المتنازع عليه.

ويأتي هذا الإعلان في ظل النزاع القائم منذ عام 1975 بين المغرب، الذي يعتبر الصحراء الغربية جزءاً لا يتجزأ من أراضيه، وجبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر، والتي تطالب بإقامة دولة مستقلة في المنطقة تحت اسم “الجمهورية الصحراوية”.

وأوضحت الوكالة في بيانها أن هذه الاستثمارات، التي تم الكشف عنها بعد زيارة رئيسها ريمي ريو إلى الرباط وعدد من مناطق الصحراء الغربية، ستُخصص لمشاريع في مجالات البيئة وتوفير المياه، إضافة إلى برامج تنمية اقتصادية واجتماعية. والتقى ريو خلال الزيارة بعدد من المسؤولين الحكوميين والمحليين.

ويأتي هذا التحرك الفرنسي بعد إعلان الرئيس إيمانويل ماكرون دعمه لخطة الحكم الذاتي التي يقترحها المغرب، واعترافه بسيادة الرباط على الإقليم، واصفاً تلك الخطة بأنها “الحل الوحيد الممكن” للنزاع.

وكان ماكرون قد زار العاصمة المغربية في أكتوبر الماضي، حيث تم توقيع اتفاقيات تعاون بلغت قيمتها أكثر من 10 مليارات دولار. كما أعلنت فرنسا عزمها افتتاح مركز ثقافي في المنطقة، إلى جانب تقديم خدمات قنصلية تشمل إصدار التأشيرات لسكان الصحراء الغربية.

يُذكر أن العلاقات الفرنسية الجزائرية شهدت توتراً بعد هذا التحول في موقف باريس، في وقت يحظى فيه المغرب منذ عام 2020 بدعم واضح من الولايات المتحدة وإسبانيا – القوة الاستعمارية السابقة للمنطقة – إضافة إلى إسرائيل وأكثر من 24 دولة عربية وأفريقية.

من جهته، يدعو مجلس الأمن الدولي في قراراته الأخيرة إلى التوصل إلى حل سياسي متوافق عليه بين الطرفين، فيما لا يزال النزاع بعيداً عن الاشتعال رغم انسحاب جبهة البوليساريو من اتفاق وقف إطلاق النار الذي ترعاه الأمم المتحدة.