أخيراً ولدت اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني بقرار من الرئاسة السورية بعد تأجيل موعد انعقاده لأسباب تتعلق بضرورة تحضيره بالشكل الأمثل والجيد، بغية تأسيس مرحلة جديدة في تاريخ سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد في الثامن من ديسمبر (كانون الأول) الماضي وحل المجلس النيابي و”حزب البعث” ومؤسساته كافة مع مختلف الأجهزة الأمنية والجيش، وسط تأييد دولي وعربي لمخرجات المرحلة المقبلة.
تشكيل اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني
وانتهت الرئاسة السورية اليوم الأربعاء من تشكيل اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني في سوريا على أن تباشر عملها بالتحضير لعقد المؤتمر الوطني للحوار في العاصمة دمشق، عبر توجيه دعوات إلى المشاركين من دون تحديد موعد له.
ويأتي تشكيل اللجنة التحضيرية بعد لقاء أجراه الرئيس السوري أحمد الشرع مع وفد ضم أعضاء هيئة التفاوض السورية والائتلاف الوطني السوري في قصر الرئاسة في دمشق بغية تسليمه الملفات الخاصة بعمل المؤسستين تمهيداً لإعلان حلهما، وجاء في بيان الرئاسة السورية “سلّم الوفدان العهدة المتضمنة الملفات الخاصة بهما والمؤسسات المنبثقة عنهما إلى الدولة السورية لمتابعة العمل بهما بما يخدم مصالح الشعب وبناء الدولة”.
7 شخصيات
وبحسب القرار فإن اللجنة تضم سبع شخصيات سورية هي الباحث والكاتب السوري حسن الدغيم الذي شغل منصب مدير التوجيه المعنوي في الجيش الوطني السوري، وماهر علوش وهو كاتب سوري له مقالات وتحليلات سياسية تتناول الشأن الوطني، ومحمد مستت وهو أكاديمي حاصل على درجة الدكتوراه في العلوم السياسية وله أبحاث تتناول التحولات السياسية في سوريا، ومصطفى موسى عضو مجلس الأعيان المدني في إدلب وله مبادرات في شؤون التنمية، ويوسف الهجر الناشط السياسي المعروف بمواقفه الداعمة للتغيير السياسي في البلاد، كما ضمت اللجنة السيدتين هند قبوات سياسية وناشطة سورية في ما يتعلق بشؤون وقضايا حقوق الإنسان وتمكين المرأة، ولها مشاركات في مؤتمرات دولية تُعنى بالشأن السوري، وهدى الأتاسي الناشطة السورية التي تعمل في المجال الإنساني وحقوق الإنسان، ولها جهود في دعم اللاجئين والمجتمعات المتضررة من النزاع.
لجنة تحضيرية تعقد مشاورات موسعة
يأتي ذلك في وقت أكد الرئيس السوري أحمد الشرع تشكيل لجنة تحضيرية تعقد مشاورات موسعة مع مختلف أطياف المكونات السورية قبل انعقاد المؤتمر الذي سيصدر بياناً ختامياً يمهد الطريق نحو إعلان دستوري يحدد مستقبل البلاد، وقال الشرع في تصريحات إن صياغة الإعلان الدستوري لن تكون قراراً فردياً بل عبر مشاورات تعكس إرادة الشعب.
وفي حين لم يتضح بعد جدول أعمال اللجنة وطريقة عملها، فقد أفاد عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني حسن الدغيم بأن اللجنة اليوم تجري اجتماعات تشاورية، “وكان المؤتمر الوطني المرتقب جرى تأجيله بسبب تشكيل لجنة تحضيرية موسعة”، وعزا وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني السبب وراء ذلك “ليضم ممثلين من الشرائح والمحافظات السورية كافة”.
ناشطون ينتقدون تأليف اللجنة
في الأثناء انتقد ناشطون تأليف اللجنة بهذا الشكل والطريقة “إذ ضمت، كحال مختلف مؤسسات الدولة التي تشرف عليها الحكومة الانتقالية، لوناً واحداً، وهي ما كانت تسمى حكومة الإنقاذ في إدلب قبل تحرير سوريا في الثامن من ديسمبر الماضي، ولاقت انتقادات أبرزها عدم شمولية اللجنة بالألوان السياسية والدينية والعرقية والطائفية، وكل مكونات المجتمع السوري”.
في المقابل جزم رئيس منظمة “العدالة والسلام” فراس المصري في حديث خاص “بأن اللجنة لا تخلو من التنوع الجغرافي، إذ يوجد أعضاء من المنطقة الشرقية ومدن منها حلب وحمص ودمشق، وعنصر مسيحي وعنصران نسائيان ومجتمع مدني وناشطون يشهد لهم بتاريخهم النضالي والثوري، وشمول المكونات السورية هو المطلوب ومن المهم أن يأتي في ثلاثة أماكن، المؤتمر الوطني والمجلس التشريعي والحكومة، وهو الأمر الذي تلتزم به القيادة السورية، وبتصوري فهي حريصة على أن يكون المؤتمر السوري شاملاً لكل هذا التنوع “.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
المهمات التحضيرية
واعتبر المصري أن اللجنة نالتها الانتقادات، “وهذا متوقع والإيجابي في ذلك أننا أصبحنا في زمن بات السوريون فيه يعترضون”، وتابع “اللجنة التحضيرية مطلوب منها جدول أعمال يتناسب مع خطاب النصر ويؤدي إلى مؤتمر وطني يفضي إلى مجلس تشريعي وحكومة انتقالية شاملة تراعي قبول جميع السوريين”، وشرح المصري أن من مهمات اللجنة التحضيرية تحديد عدد أيام المؤتمر وآلية سيره، وما إذا سيكون عبر ورش عمل أو عبر لجان أو مجموعات.
وفي هذا الوقت قال القاضي حسين حمادة “لعل عدم الاعداد الجيد للحوار الوطني وعدم مراعاة شروطه ومعاييره وصيغه سيؤدي إلى فشله وينعكس سلباً على الجهة الراعية والشعب”، مشدداً على ضرورة إعطاء الوقت الكافي لإنجاز الحوار “وأن تكون غايته صياغة برامج تفصيلية بما يتوافق والميثاق الوطني وبناء الهيئات السياسية للدولة، مع تسهيل عقد المؤتمر الوطني من خلال التوافقات المسبقة لمخرجاته”.
وتحدث الشرع في “خطاب النصر” الذي ألقاه في يناير (كانون الثاني) الماضي عن أولويات سوريا خلال المرحلة المقبلة عبر ملء فراغ السلطة والحفاظ على السلم الأهلي وبناء مؤسسات الدولة والاقتصاد والتنمية، وبناء علاقات خارجية على أساس يحترم السيادة والمصالح المشتركة، وبناء المؤسسات الأمنية والعسكرية وتحقيق العدالة الانتقالية ومنع مظاهر الانتقام.
نقلاً عن : اندبندنت عربية