واشنطن تتعهد باستثمارات بقطاع المعادن النادرة للحد من هيمنة بكين

واشنطن تتعهد باستثمارات بقطاع المعادن النادرة للحد من هيمنة بكين

تعهدت وزارتا التجارة والدفاع الأميركيتان يوم الإثنين بتقديم تمويل واستثمارات محتملة في شركة محلية منتجة لمغناطيسات المعادن النادرة، التي تقع في قلب الحرب التجارية مع الصين، المورد المهيمن عالمياً في هذا المجال.

وقّعت وزارة التجارة خطاب نوايا مبدئياً غير ملزم لتقديم 50 مليون دولار بموجب “قانون الرقائق” لعام 2022، إلى شركة “فولكان إليمنتس” (Vulcan Elements) لشراء المعدات اللازمة لإنتاج ما يُعرف بـ”المغناطيسات الدائمة” المستخدمة في الطائرات المقاتلة وتوربينات الرياح ومجموعة من السلع الحيوية الأخرى، بحسب بيان صادر عن الوزارة.

تمويل ضخم لبناء منشأة أميركية استراتيجية

قالت “فولكان إليمنتس” إنها ستحصل بشكل منفصل على قرض مباشر بقيمة 620 مليون دولار من “مكتب رأس المال الاستراتيجي” التابع للبنتاغون، إلى جانب 550 مليون دولار من رأس المال الخاص، لبناء منشأة لإنتاج المغناطيسات بطاقة 10 آلاف طن متري في الولايات المتحدة.

أما شريكتها “ري إيليمنت تكنولوجيز” (ReElement Technologies Corp) فستتلقى قرضاً مباشراً بقيمة 80 مليون دولار من المكتب نفسه، لتوسيع قدراتها في إعادة التدوير والمعالجة، مع تمويل مماثل من القطاع الخاص.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة “فولكان إليمنتس”، جون ماسلين، في مقابلة: “إنه حلم يتحقق. يتمحور الأمر كله حول توسيع الإنتاج القائم، والوصول إلى مستوى له أهمية وطنية حقيقية”.

تحرك أميركي لتقليل نفوذ الصين في سلاسل الإمداد

تشكل هذه الإعلانات أحدث خطوة ضمن سلسلة من الإجراءات الحكومية الرامية إلى الاستثمار المباشر في سلسلة توريد صناعة المغناطيسات الدائمة، وهي صناعة تهيمن عليها الصين.

كما تمثل مؤشراً إضافياً على التزام إدارة دونالد ترمب بإنشاء سوق للمعادن النادرة والمغناطيسات تعمل خارج النفوذ الصيني، وهي مغامرة محفوفة بالمخاطر لكنها قد تقلّص اعتماد الولايات المتحدة وحلفائها على ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

ومع ذلك، لا تزال تفاصيل تنفيذ الاتفاق غامضة، إذ إن تمويل “قانون الرقائق” يندرج ضمن اتفاق غير ملزم.

قروض وضمانات أسهم لصالح الحكومة الأميركية

أكد “البنتاغون” تفاصيل الاتفاق في بيان لـ”بلومبرغ”، موضحاً أن تمويل القروض المشروطة جاء من “القانون الواحد الكبير والجميل” (One Big Beautiful Bill Act) الذي وُقع في يوليو، ويمنح صلاحيات إقراض بقيمة 100 مليار دولار لإنتاج المعادن الحيوية والصناعات والمشاريع المرتبطة بها.

وجاء في البيان: “ستدعم هذه الاتفاقات إنتاج قدرات فصل ومعادن ومغناطيسات متقدمة لعناصر المعادن النادرة داخل الولايات المتحدة”.

وفي وقت سابق هذا العام، حوّل وزير التجارة هوارد لوتنيك أموال “قانون الرقائق” إلى أسهم في شركة “إنتل” الأميركية المتعثرة.

وزارة التجارة تستخدم نفوذها لدعم القطاع

يُظهر احتمال اتخاذ خطوة مماثلة في شركة “فولكان إليمنتس”، التي توفر المغناطيسات للمنتجات الدفاعية والتجارية في الولايات المتحدة، مدى استعداد لوتنيك لاستخدام نفوذ الوزارة لتعزيز قطاع أشباه الموصلات، مع محاولة تحقيق عائد للحكومة الأميركية.

وقال لوتنيك في بيان صادر عن “فولكان إليمنتس” ومقرها ولاية نورث كارولاينا إن “استثمارنا في فولكان إليمنتس سيسرّع إنتاج المغناطيسات النادرة الأميركية لمصنّعين أميركيين. نحن نركّز بدقة على إعادة تصنيع المعادن الحيوية والعناصر النادرة إلى أرض الوطن”.

“البنتاغون” يحصل على ضمانات شراء أسهم مستقبلية

يتضمن الاتفاق منح “البنتاغون” ضمانات شراء أسهم في شركتي “فولكان إليمنتس” و”ري إيليمنت”، رغم أن قيمة هذه الضمانات لم تُكشف بعد.

وتمنحه هذه الضمانات الحق في شراء أسهم في وقت لاحق في الشركتين غير المدرجتين في البورصة.

وقفزت أسهم “أميركان ريسورسز كورب”، المالكة لحصة في “ري إيليمنت”، بنسبة بلغت 28% بعد الإعلان، قبل أن تقلص مكاسبها وتغلق مرتفعة بنسبة 3.9% في بورصة نيويورك.

المصدر : الشرق بلومبرج