تشارك شركة “هني ويل” الأميركية (Honeywell) السعودية في جهودها لتحويل النفط الخام إلى منتجات كيماوية عبر مجموعة من الاتفاقيات، متوقعةً أن المملكة ستقود هذا التحول على مستوى العالم، بحسب أنانت ماهيشواري، الرئيس والمدير التنفيذي للمناطق عالية النمو في الشركة.
وكشف في مقابلة مع “الشرق”، على هامش مؤتمر ومعرض أبوظبي الدولي للبترول (أديبك) 2025، أن الشركة تتعاون مع جهات مختلفة في السعودية لتحقيق هذا الطموح. وأعطى مثالاً على هذا التعاون بقيام “هني ويل” على مدى العامين الماضيين باختبار تكنولوجيا (NEP) لتحويل النافتا إلى الإيثان والبروبان بمشاركة مع “أرامكو”، مضيفاً أن هذه التقنية أثبتت قدرتها في عمليات تحويل النافتا إلى منتجات بتروكيماوية مع توفير كبير في التكاليف الرأسمالية.
ماهيشواري نوّه بأن اتفاقية بشأن هذه التقنية وُقعت مع “بترو رابغ” السعودية في يناير الماضي، وتوقع الانتقال إلى مرحلة الإنتاج في 2027 لاختبارها على نطاق واسع بعد أن أثبتت نجاحها في مراحلها التجريبية. وأضاف أن “هني ويل” تتعاون أيضاً مع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية “كاوست” لتطوير تقنية تحويل النفط الخام إلى مواد كيميائية بخطوة واحدة.
طموح السعودية في الصناعات البتروكيماوية
تُعدّ المملكة العربية السعودية رابع أكبر منتج عالمي للبتروكيماويات. وضمن سعيها إلى تحقيق الاستخدام الأمثل للموارد الهيدروكربونية؛ أطلقت وزارة الطاقة في 2022، برنامج إزاحة الوقود السائل، ما سيوفر نحو مليون برميل نفط مكافئ يومياً بحلول عام 2030، وبالتالي؛ سيُتيح فرصاً أكثر للاستفادة من السوائل البترولية في إنتاج البتروكيماويات.
وكشف الأمير عبدالعزيز بن سلمان، خلال افتتاح مبنى سابك في نوفمبر 2022، أن منظومة الطاقة في المملكة تستهدف تحويل 4 ملايين برميل يومياً من البترول الخام والسوائل إلى بتروكيماويات في مشاريع محلية وعالمية. معلناً عن عزم شركة “سابك” بالتعاون مع شركة “أرامكو” إطلاق أول مشروع في المملكة لتحويل البترول الخام إلى بتروكيماويات في مدينة رأس الخير بسعة تبلغ 400 ألف برميل يومياً.
اقرأ المزيد: وزير الطاقة السعودي: البتروكيماويات ستقود قفزةً بالطلب على البترول
توسع أعمال “هني ويل” في المنطقة
أكد ماهيشواري أن الشركة مستمرة في تنفيذ المشاريع الجديدة مع شركات الطاقة وتوسيع نطاق عملها، ليس في السعودية فحسب، بل في المنطقة بشكل أوسع، وخاصة في الإمارات وقطر.
في الإمارات، تعمل الشركة على توسيع أعمالها وتعزيز قدراتها في مشروع “الرويس”، إضافة إلى اتفاقية وقعتها مؤخراً مع شركة “بروج” لتطوير أول غرفة تحكم ذاتية التشغيل بالكامل، وفق ماهيشواري الذي قال إنه سيكون لها أثر كبير على قطاع البتروكيماويات.
وبخصوص الغاز، أفاد ماهيشواري أن “هني ويل” استثمرت في تطوير قدرات فريدة من مرحلة المعالجة المسبقة وصولاً إلى التسييل. ورأى أن الغاز سيظل وقوداً انتقالياً أساسياً لعقود طويلة.
تستغل الشركة الأميركية خبرتها في مجال التكنولوجيا الكيميائية وأتمتة العمليات وتقنيات الذكاء الاصطناعي لتطوير العمليات التشغيلية في قطاعات النفط والغاز والتكرير والصناعات الكيماوية، وفق ماهيشواري.
المصدر : الشرق بلومبرج
