فريق طلابي بجامعة أبوظبي يقدم حلولاً مبتكرة في صيانة المباني

فريق طلابي بجامعة أبوظبي يقدم حلولاً مبتكرة في صيانة المباني

أطلق عدد من طلبة كلية الهندسة بجامعة أبوظبي بحثاً علمياً، ومشروعاً يهدف إلى تطوير مادة حيوية وروبوت ذكي مبتكر يقوم بصيانة المباني تلقائياً باستخدام مادة الخرسانة الحية، وهي مادة تحتوي على مكونات عضوية وبكتيريا دقيقة قادرة على معالجة الشقوق ذاتياً دون تدخل بشري.

وتمثل هذه الفكرة تطبيقاً عملياً مباشراً للبحث العلمي الذي أنجز بعنوان «الخرسانة الحية»، وناقش إمكانية تطوير مواد بناء مستدامة وقابلة للتجدد تسهم في خفض تكاليف الصيانة بنسبة تصل إلى 50 %، وتحسين جودة الهواء في المدن عبر امتصاص ثاني أكسيد الكربون وإطلاق الأوكسجين.

وأشرف على البحث والمشروع الدكتورة رهف عجاج، أستاذة مشاركة في الصحة والسلامة البيئية في جامعة أبوظبي.

ويؤكد المشروع باقة من التوصيات التي تكمن في دعم تطوير مادة الخرسانة الحية محلياً ضمن مختبرات مراكز الأبحاث والجامعات الإماراتية، وتشجيع استخدام الروبوت في مشاريع البنية التحتية والمباني الأثرية، وتعزيز التكامل بين تخصصات الهندسة (المعمارية، الكيميائية، الحاسوبية)، وتحويل المشروع إلى منتج صناعي قابل للتسويق.

وقالت رفيدة محمد، طالبة هندسة معمارية: «تمثل دوري في إعداد البحث من الجانب المعماري والمشاركة في تصميم الروبوت باستخدام البرامج الهندسية. وانطلق البحث من فكرة ابتكار خرسانة حيوية تحتوي على بكتيريا دقيقة تتفاعل مع الرطوبة لإنتاج كربونات الكالسيوم، ما يسمح للخرسانة بترميم نفسها تلقائياً عند حدوث تشققات».

وأوضحت وداد الكب، طالبة هندسة كيميائية، أن دورها تمثل في إعداد البحث من الجانب الكيميائي وتطوير المادة الخرسانية وإضافة البوليمر الحيوي.

وأكدت أن الفئة المستهدفة من المشروع تتمثل في الجهات الحكومية المعنية بالبنية التحتية والصيانة، وشركات التطوير العقاري والهندسة المستدامة، والمؤسسات الأكاديمية ومراكز الأبحاث، والأفراد الراغبين في تطبيق الحلول الذكية في منازلهم.

كما أشارت سيرين الأبرش، طالبة هندسة حاسوب، تمثل دورها في برمجة الروبوت وتقنيات الذكاء الاصطناعي إلى أن تم تطوير الروبوت RECOVER استناداً للنتائج البحثية في بحث الخرسانة الحية والطباعة ثلاثية الأبعاد ليكون تطبيقاً عملياً للبحث العلمي في مجال الاستدامة المعمارية.

ويقوم الروبوت باكتشاف الشقوق في المباني باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي وأجهزة الاستشعار الدقيقة، ويعتمد في عمله على تحليل الصور بخوارزمية YOLO لتحديد حجم الشقوق ومدى خطورتها بدقة عالية، وبعد اكتشاف الشق يقوم الروبوت بحقن مادة الخرسانة الحية المزودة بالبوليمر الحيوي داخل الشق لتقوم بعملية الإصلاح الذاتي تلقائياً. وقال الطالب عمر الألفي:

«أسهمت في برمجة الروبوت، وإضافة تقنيات الذكاء الاصطناعي إليه، وينسجم المشروع مع رؤية الإمارات في تعزيز الاستدامة، ويسعى الفريق من خلاله إلى الدمج بين البحث العلمي والهندسة التطبيقية لتقديم حلول مبتكرة في صيانة المباني».

المصدر : البيان