في أجواء مفعمة بروح التراث المصري الأصيل، تختتم اليوم فعاليات الدورة الأولى من مهرجان قنا للفنون والحرف التراثية، الذي انطلق في الفترة من 5 إلى 8 نوفمبر، تحت رعاية رئيس مجلس الوزراء، ليشكل حدثًا فنيًا وثقافيًا غير مسبوق على أرض الجنوب، يجمع بين جمال الماضي وإبداع الحاضر في لوحة وطنية نابضة بالحياة.


ليلة الختام.. إنشاد وتنورة ومولوية
أكد الناقد الفني هيثم الهواري، رئيس المهرجان، أن فعاليات الختام تتضمن عرضًا مميزًا للإنشاد الديني بقيادة المنشد ربيع الزين، يعقبه عرض المولوية والتنورة التي تأسر الحضور بحركاتها الدائرية الساحرة، مشيرًا إلى أنه سيتم تكريم الفرق الفنية المشاركة والرعاة الذين ساهموا في إنجاح الحدث وإبراز هوية قنا الثقافية.
عروض تمزج بين الأصالة والإبداع
شهد المهرجان على مدار أيامه الأربعة عروضًا فنية متنوعة، جسدت روح التراث الشعبي المصري في أبهى صوره، من السيرة الهلالية وخيال الظل والأراجوز، إلى الإنشاد والمديح والترانيم الكنسية، مرورًا بفنون الكف والحكي الشعبي وعزف المزمار والربابة، لتلتقي كل هذه الفنون في مشهد فني واحد يحتفي بروح مصر التي تنبض تنوعًا وتماسكًا.
الألعاب الشعبية تعيد ذكريات الطفولة
وفي زاوية أخرى من المهرجان، عاد الزوار إلى زمن البساطة والمرح عبر الألعاب الشعبية القديمة مثل التحطيب والسيجا والبلي والمرماح والطيارات الورقية والكرة الشراب، وهي أنشطة جسدت حنين الأجيال إلى ذكريات القرية المصرية التي كانت مليئة بالتواصل الإنساني والمشاركة الجماعية.
الحرف اليدوية.. تراث يتحرك بالحياة
لم تغب الحرف التراثية عن المشهد، إذ احتلت مكانة متميزة في المهرجان من خلال معارض الكليم والفخار والأزياء الصعيدية والعمارة الشعبية، لتُظهر براعة الحرفيين في تحويل التراث إلى منتجات فنية تفيض بالحياة والإبداع، وتوثق في الوقت ذاته هوية الجنوب المصري وملامحه الثقافية.
ورش لتوريث الفنون للأجيال الجديدة
ونظم المهرجان عشر ورش تدريبية شملت مجالات متعددة مثل العزف على الربابة والناي، والإنشاد، والحكي الشعبي، والنحت على الخشب، وصناعة العرائس والأكلات التراثية، بهدف نقل الخبرات إلى الأجيال الجديدة والحفاظ على الفنون الأصيلة من الاندثار.



التراث يصل إلى القرى والنجوع
لم تقتصر الفعاليات على مدينة قنا وحدها، بل امتدت إلى قرى ونجوع المحافظة من خلال ورش متنقلة وعروض ميدانية، لتصل الثقافة إلى الناس في أماكنهم وتربط بين الماضي والحاضر في نسيج واحد من الانتماء والهوية.
المصدر : تحيا مصر
