من شغف شخصي بدأ باكتشافه تمثال أفروديت في الرمال، إلى رحلة علمية امتدت لعقود، شارك الدكتور زاهي حواس عالم المصريات الشهير جمهور معرض الشارقة الدولي للكتاب، فصولاً من مسيرته التي تحولت من حلم مراهق بأن يكون محامياً إلى التخصص في علم المصريات واكتشاف أعظم أسرار الحضارة المصرية القديمة، حيث استضافه المعرض في حوار مباشر مع الإعلامي الإماراتي أنس بوخش، وسط حضور لافت من الزوار والمهتمين بالتاريخ والآثار.
استهلّ الدكتور زاهي حواس لقاءه بجمهور المعرض بتوجيه جزيل شكره وامتنانه لصاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، مشيداً بدوره الثقافي الرائد في المنطقة، قائلاً: «حين وصلت الشارقة أخبرني صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، أنه قبل سنوات سمع بأن بعض الآثار المصرية المسروقة تباع في أستراليا، فقام بشرائها على الفور، وأرسلها لجمهورية مصر كإهداء، وقد سألته لماذا لم نعرف بهذا الأمر، كان يجب كتابة اسم سموّك، لكنه قال لي ليس مهماً ذكر اسمي، المهم أن أبقى في قلوب الناس».
*تحفة عالمية
بعدها تطرق د. زاهي حواس للحديث عن المتحف المصري الكبير باعتباره من أعظم المتاحف على مستوى العالم، مشيراً إلى أن الاهتمام العالمي الذي لاقاه افتتاحه، يرجع إلى احتوائه على 5000 قطعة من آثار توت عنخ آمون، تُعرض بالكامل لأول مرة، قائلاً: «أؤكد لكم عندما تزورون المتحف، أنكم ستشعرون بعظمة غير عادية»، وأشار إلى دور الرئيس المصري في إكمال المتحف، قائلاً: «المرحلة الثانية، وهي الأهم اكتملت والفضل يرجع لسيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي».
وخلال عرض مصور، قدم د. زاهي حواس لجمهور المعرض شرحاً مفصّلاً حول كيفية بناء الأهرامات، مستعرضاً خطوات الهندسة والإنشاء التي استخدمها المصريون القدماء، ومفنداً كل الأفكار غير العلمية والنظريات الشعبوية التي تُروَّج أحياناً عن مساهمات كائنات غريبة أو قوى خارقة في بناء هذه الصروح العظيمة.
كذلك قام بشرح الأساليب الهندسية والتقنيات التي استخدمها المصري القديم في رفع الحجارة الضخمة، وضبط الزوايا والمعالم الهندسية بدقة مذهلة، كما تناول استخدام الروبوتات الحديثة لفحص وتنظيف فتحات الأهرام، موضحاً أن هذه الأجهزة مكنت فريقه من الوصول إلى أماكن كان من المستحيل الدخول إليها في السابق.
*مفاجأة
وأعلن حواس للجمهور اكتشافاً لم يكن معروفاً من قبل داخل هرم خوفو لم يتم الكشف عنه سابقاً، قائلاً: «باستخدام أجهزة متقدمة، وجدنا فراغاً بطول 30 متراً داخل هرم خوفو بآخره باب، وسنكشف عنه للعالم خلال العام المقبل وما الذي يوجد خلف الباب».
وفي ختام الجلسة تحدث د. زاهي حواس عن جهوده المتواصلة في استرداد الآثار المصرية المنهوبة حول العالم، مؤكداً أن هذه القضية ليست مجرد مسألة وطنية، بل حقوق تاريخية وحضارية يجب استعادتها، موضحاً أنه بذل جهوداً كبيرة لاستعارة أبرز وأهم القطع الأثرية المصرية، مثل: تمثال نفرتيتي، وحجر رشيد، والقبة السماوية، لكنه واجه رفضاً من بعض المتاحف.
وأشار حواس إلى أن هذه الجهود لا تقتصر على مصر وحدها، بل هي جزء من دعوة عالمية لوقف التصرفات الاستعمارية التي تمارسها بعض المؤسسات الثقافية، ودعا المتاحف العالمية إلى رفض شراء آثار مسلوبة والالتزام بمعايير أخلاقية تحمي التراث الإنساني، قائلاً: «يجب على المتاحف العالمية أن تتوقف عن شراء آثار مسلوبة، وأن تعمل على إعادة الحقوق التاريخية للشعوب التي نهبت منها».
المصدر : صحيفة الخليج
