في مشهد مؤثر يجمع بين الحزن والحنين، كشفت النجمة وردة الجزائرية عن ذكرياتها مع الفنانة الكبيرة فايزة أحمد خلال أيامها الأخيرة، موضحة جانبًا نادرًا من شخصيتها الإنسانية التي لم يعرفها الجمهور إلا قليلاً.
أخر أيام فايزة أحمد

وأضافت وردة بتأثر: “كنت بحس أيامها أني وحشة، لأنها كانت ساذجة ولئيمة وخبيثة أحيانًا، وكلامها عني كان مليان تنافس… لكن فايزة اتعذبت في آخر أيامها، ومع ذلك كانت بتطبل وتغني على فراش الموت، وبنغني سوا وبنقلد المطربين وبنضحك. كنت ندمانة على السنين اللي فاتت لأني ما كنتش بقعد معاها، وكنت بحضنها أوي”.
مرض فايزة أحمد
وأوضحت وردة جانبًا صعبًا من حياة فايزة أحمد الصحيّة، قائلة: “قالتلي إن كلهم خايفين يقربوا مني لحسن المرض اللي عندي يكون معدي”، هذه الكلمات تكشف مدى معاناة الفنانة الكبيرة، والتي لم تمنعها من الاحتفاظ بروحها المرحة حتى في أقسى اللحظات.
تُعد هذه التصريحات بمثابة نافذة على شخصية فايزة أحمد بعيدًا عن الأضواء، شخصية مليئة بالتناقضات الإنسانية، تتأرجح بين القوة والضعف، بين السذاجة والحنان، وبين الألم والمرح، وردة أكدت أن فايزة رغم الصعوبات، لم تفقد روحها المرحة ولم تتوقف عن نشر الفرح من حولها حتى وهي تواجه مرضها الأخير.
هذه الذكريات تعكس جانبًا إنسانيًا من حياة نجوم الفن، حيث تتجاوز المنافسة والغيرة، لتكشف عن روابط الصداقة والمودة التي قد تظهر فقط في أصعب الظروف، وتجعل الجمهور يتذكر فايزة أحمد ليس فقط لأعمالها الفنية، بل ولروحها الإنسانية التي لن تُنسى.
نشأة فايزة أحمد
وُلدت الفنانة الكبيرة فايزة أحمد في الخامس من ديسمبر عام 1934 بمدينة صيدا اللبنانية، لعائلة ذات جذور سورية ولبنانية. قضت طفولتها في سوريا، حيث نشأت في أجواء موسيقية ساهمت في تنمية موهبتها منذ الصغر، حتى ظهرت موهبتها في الغناء وهي طفلة، حاولت فايزة الظهور لأول مرة عبر إذاعة دمشق، لكنها لم تُقبل في البداية، ما دفعها للانتقال إلى حلب لفترة قبل أن تعود لاحقًا إلى دمشق لمتابعة شغفها بالفن.
بدأت فايزة أحمد مسيرتها الفنية بشكل جدي في سن مبكرة، متعاونة مع إذاعات دمشق وحلب، قبل أن تتخذ خطوة هامة في حياتها المهنية بالانتقال إلى مصر منتصف خمسينيات القرن الماضي. هناك، تمكنت من أن تصبح واحدة من أبرز الأصوات النسائية في العالم العربي، ولقبت بـ«كروان الشرق»، لتضع بصمة فريدة بين جيلها من المطربات، تعاونت مع عدد من أشهر الملحنين في مصر والعالم العربي، مثل بليغ حمدي ورياض السنباطي ومحمد عالم الموجي، ما ساعد على ترسيخ مكانتها في عالم الموسيقى الكلاسيكية العربية.
المصدر : تحيا مصر
