النفط مقابل السلاح مفتاح هدنة تجارية أميركية مع الهند

النفط مقابل السلاح مفتاح هدنة تجارية أميركية مع الهند

بلغت محادثات التجارة بين الولايات المتحدة والهند مراحل متقدمة، إذ يقترب الجانبان من سدّ الفجوات في الرسوم الجمركية والوصول إلى الأسواق. ويبدو أن العلاقة الأوسع التي توترت خلال الصيف تستقر أيضاً، إذ أكد الرئيس دونالد ترمب صداقته مع رئيس الوزراء ناريندرا مودي وقال إنه يُخطط لزيارة الهند في عام 2026.

وقد يُعلن عن إطار عمل تجاري بحلول نهاية العام، يخفض معدل الرسوم الجمركية في الهند من 50%، بما في ذلك إلغاء عقوبة 25% الإضافية المرتبطة بمشتريات النفط الروسي، وخفض محتمل للرسوم الجمركية التبادلية وهي 25%.

يبدو أن البلدين يتجهان إلى حل وسط بشأن واردات النفط الخام الروسي. ويُتوقع أن تنخفض مشتريات الهند بحدة مع دخول العقوبات الأميركية الجديدة على أكبر مصدري موسكو حيز التنفيذ في وقت لاحق من هذا الشهر.

اقرأ أيضاً: ترمب يعلن عزمه زيارة الهند في مؤشر على تحسن العلاقات

الهند تخفض الاعتماد عن النفط الروسي

بدأت المصافي التي تديرها الدولة بالفعل في تقليص أنشطتها، ويُتوقع أن تنوع شركة “ريلاينس إندستريز” (Reliance Industries) – أكبر شركة تكرير في الهند – أعمالها ابتعاداً عن الموردين الخاضعين للعقوبات. في غضون ذلك، شكل الخام الأميركي 12% من إجمالي واردات الهند في أكتوبر، بارتفاع حاد عن الأشهر القليلة الماضية، ويعكس ذلك تحولاً في المصادر.

قد تستمر الشركات الهندية في شراء كميات محدودة من كيانات روسية غير خاضعة للعقوبات لتجنب صدمات الأسعار والحفاظ على استقرار الإمدادات. وقد أشار الرئيس دونالد ترمب إلى أنه قد يقبل التخفيض التدريجي بدلاً من المطالبة بوقف مفاجئ.

مع ذلك، لا يُرجح أن تتغير علاقات نيودلهي الأوسع مع موسكو بشكل كبير. من المرتقب أن يزور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الهند في 5 ديسمبر. وقد وقعت الدولتان حديثاً اتفاقية لإنتاج مشترك لطائرات ركاب مدنية، وتخطط نيودلهي لشراء أنظمة دفاع جوي وطائرات جديدة من روسيا.

انخفضت التدفقات على ناقلات النفط التي تحمل الخام الروسي المتجهة إلى الهند إلى 940 ألف برميل يومياً في الأسابيع الأربعة حتى 2 نوفمبر. ومع ذلك، مع وُجود أكثر من 1.3 مليون برميل يومياً على متن السفن التي لم تعلن عن وجهاتها بعد، فقد يتغير هذا الاتجاه.

مع دخول العقوبات الأميركية على أكبر مصدري النفط في روسيا حيز التنفيذ في 21 نوفمبر، قد ترتفع المشتريات الهندية لفترة وجيزة قبل الموعد النهائي قبل أن تنخفض بعد ذلك. وتشير تطورات أخرى إلى تحسن الزخم بين الولايات المتحدة والهند.

طالع أيضاً: ترمب: الهند ستقلص مشترياتها من النفط الروسي

في أكتوبر، منحت واشنطن نيودلهي إعفاءً من العُقوبات لمدة ستة أشهر لتشغيل ميناء تشابهار الإيراني – وهو أمر بالغ الأهمية لتجارة الهند وتواصلها مع أفغانستان وآسيا الوسطى.

وسحبت واشنطن الإعفاء في وقت سابق في سبتمبر، كجزء من حملة “الضغط الأقصى” على إيران. كما جددت الدولتان حديثاً اتفاقية إطار الدفاع لمدة 10 سنوات، ما يؤكد الاستمرارية في ركيزة أساسية من الشراكة.

طرح ترمب إمكانية زيارة الهند في عام 2026. وفي حين هُمشت قمة الرباعية (التي تضم الولايات المتحدة والهند واليابان وأستراليا)، التي كان مقرراً أن تستضيفها الهند في عام 2025، وسط التوترات الأخيرة، فإن تحقيق تقدم تجاري قد يُحيي احتمالية الزيارة في أوائل عام 2026. 

كيف يمكن أن تبدو اتفاقية التجارة بين الولايات المتحدة والهند؟

تضغط الولايات المتحدة على الهند لخفض الحواجز الجمركية وغير الجمركية على نطاق واسع. في الوقت نفسه، تريد نيودلهي نسبة رسوم متبادل أقرب إلى 15%، وإلغاء عقوبة 25% على واردات النفط الروسي، وإعفاء من الرسوم القطاعية على مكونات السيارات والصلب، وتوسيع نطاق الوصول إلى الأسواق للسلع كثيفة العمالة.

اقرأ أيضاً: ما البدائل المتاحة أمام ترمب لو أبطلت المحكمة الرسوم الجمركية؟

كجزء من الصفقة، يمكن أن ينخفض ​​متوسط ​​الرسوم الجمركية في الهند من بين أعلى المعدلات عالمياً إلى ما بين 15% و20%، وهذا يتماشى بشكل أوثق مع الاقتصادات الآسيوية الأخرى. لا يُرجح أن تؤثر إجراءات المحكمة العليا الأميركية بشأن قانونية بعض الرسوم الأميركية على المفاوضات مع الهند. يُرجح استبدال رسوم قانون الصلاحيات الاقتصادية الطارئة الدولية، في حالة إلغائها في إطار برامج أخرى.

عرضت الهند إلغاء الرسوم الجمركية على السلع الوسيطة (حوالي 40% من صادرات الولايات المتحدة إلى الهند) وخفض الرسوم الجمركية على مختلف القطاعات، بما في ذلك مجموعة من المنتجات الزراعية. قد يسمح ذلك باستيراد محدود من الذرة أو فول الصويا الأميركي، وزيادة مشتريات الغاز الطبيعي المُسال والنفط الخام، وتسريع عمليات الشراء الدفاعية القائمة حالياً.

وقد يُشكل اتفاق التجارة بين المملكة المتحدة والهند، الذي قدمت بموجبه الهند تنازلات غير مسبوقة، بما في ذلك حصص مرتبطة بالرسوم الجمركية للسيارات ووصول محدود إلى عقود المشتريات العامة، أساساً للصفقة الأميركية.

المصدر : الشرق بلومبرج