يعود سبب تراجع التوزيعات النقدية لشركة “بن داود القابضة” إلى الاستحواذات التي نفذتها منذ عام 2022 مما ضغط على تدفقاتها النقدية، إضافة إلى سعيها لسداد القروض التي حصلت عليها لتمويل التوسع في غضون عامين، في الوقت الذي تسعى فيه لتعزيز حضورها في قطاع التكنولوجيا المالية وتوزيع الأغذية، بحسب أحمد بن داود، الرئيس التنفيذي للشركة، لـ”الشرق.
أقر مجلس إدارة الشركة المدرجة أسمهما في سوق الأسهم السعودية الرئيسية، في وقت سابق من الأسبوع توزيع أرباح نقدية لمساهميها عن فترة النصف الأول من عام 2025 بقيمة 45.64 مليون ريال، بواقع 0.04 ريال للسهم الواحد، مقارنة مع 114 مليون ريال إجمالاً خلال نفس الفترة من العام الماضي.
أوضح بن داود في لقاء مع “الشرق”، أن الشركة نفذت منذ عام 2022 ست استحواذات إلى جانب افتتاح عدد من الفروع الجديدة، مشيراً إلى أن هذه العوامل شكلت ضغطاً على التدفقات النقدية، خاصة أنها مولت هذه الاستحواذات “ذاتياً” وعبر القروض البنكية التي يبلغ حجمها 350 مليون ريال حتى الآن، وتستهدف الشركة سدادها خلال عامين، مما استدعى تحويل جزء من هذه التدفقات لسدادها.
وأوضح أن إيرادات الشركات التي تم الاستحواذ عليها منذ عام 2022 تمثل حالياً نحو 15% من إيرادات المجموعة، وهو ما يُعد تنوعاً إيجابياً في النشاط والنتائج المالية، ويساهم في تحسن هامش الربحية.
“بن داود” تستهدف التكنولوجيا المالية وتوزيع الأغذية
أشار “بن داود” إلى أن رؤية الشركة تستهدف تحقيق مجمل ربح يتراوح بين 32% و33% من الإيرادات، موضحاً أن المجموعة حققت حالياً نسبة أزيد من 33%، وتستهدف الحفاظ على هذا المستوى أو تجاوزه حتى نهاية العام. كما أكد أن الشركة تستهدف خلال العامين المقبلين تنفيذ عمليات استحواذ بقطاعات توزيع المواد الغذائية، والتكنولوجيا المالية (الفنتك)، والاستثمار في قطاع التجارة الإلكترونية.
تحديات هيكلية تضغط على قطاع التجزئة
يواجه قطاع التجزئة تحديات، أبرزها انخفاض هوامش الربح التي تُعد من السمات الأساسية لهذا القطاع، إلى جانب تغير السلوك الاستهلاكي للمستهلكين، بحسب الرئيس التنفيذي لـ”بن داود”.
وأضاف أن هناك أيضاً تدخلات تنظيمية وصعوبات تشغيلية، من بينها ارتفاع تكاليف الأعمال والتغيرات المستمرة التي يشهدها القطاع، موضحاً أن هذه التحديات تضغط على الإيرادات وهوامش الأرباح في آن واحد.
استراتيجية الشركة
اعتمدت “بن داود القابضة” منذ نحو ثلاث سنوات خطة استراتيجية تستهدف رفع مستويات الربحية عبر تعديل المزيج البيعي وتعزيز التحول التقني في عملياتها. كما توسعت الشركة منذ عام 2022 في مجالات جديدة شملت قطاع التوزيع، والتقنية، والألعاب، والصيدليات (زهرة الروضة)، ما انعكس إيجاباً على نتائجها من خلال زيادة الإيرادات، وتحسن هوامش الربح.
حققت الشركة نمواً في أرباحها بنسبة 15% خلال الربع الثالث من عام 2025 على أساس سنوي، إلى 40.2 مليون ريال، مدعومةً بأداء قوي للقطاعات ذات الهوامش المرتفعة، وتحسن دخل الموردين، إضافةً إلى تحسن أداء شركة “إيكون” الفرنسية المتخصصة في خدمات التسويق عبر المؤثرين، والتي تمتلك الشركة حصة قدرها 85.3% منها وفقا لبيانات الشركة المنشورة على موقع السوق المالية السعودية.
المصدر : الشرق بلومبرج