الرياضة تدعم نمو اقتصادات الشرق الأوسط بـ75 مليار دولار

الرياضة تدعم نمو اقتصادات الشرق الأوسط بـ75 مليار دولار

يشهد قطاع الرياضة في الشرق الأوسط تحولاً نوعياً مع استعداد دول المنطقة لاستضافة سلسلة من الفعاليات العالمية الكبرى خلال الأعوام المقبلة، ما يتيح فرصة نمو اقتصادي بقيمة 75 مليار دولار، وفقاً لتقرير حديث صادر عن شركة “أوليفر وايمان” للاستشارات.

التقرير، بعنوان “إطلاق إمكانات اقتصاد الرياضة في الشرق الأوسط”، أوضح أن المنطقة تمتلك فرصة للانتقال من مجرد منصة لاستضافة البطولات العالمية إلى ميدان اختبار لعهد رياضي جديد، وهو ما قد ينعكس على قطاعات السياحة والإعلام والاستثمار بتأثير اقتصادي واسع النطاق.

الشباب قوة دافعة للقطاع الرياضي

وفي حين يستهلك نحو 85% من سكان المنطقة المحتوى الرياضي بانتظام، فإن معدلات الممارسة الفعلية للرياضة لا تتجاوز 30%، ما يُبرز فجوة كبيرة يمكن استغلالها لتحقيق نمو اقتصادي واجتماعي مستدام، بحسب التقرير.

“أوليفر وايمان” أشارت إلى أن شريحة الشباب دون الثلاثين عاماً تشكل أكثر من نصف سكان المنطقة، وفي ظل التزام الحكومات بإنفاق نحو 100 مليار دولار على البنية التحتية الرياضية حتى عام 2034، فمن المتوقع أن ترتفع معدلات المشاركة الرياضية بنسبة 5% سنوياً، ما سيعزز نمو الاقتصاد الرياضي بنحو 10%، وعوائد السياحة الرياضية بنسبة 14%.

وعلى الرغم من مكانة كرة القدم كأكثر الرياضات مشاهدةً وهيمنة تجارية في العالم، قال التقرير إن الأجيال الشابة تظهر علامات تراجع في التفاعل، إذ تشير التقديرات إلى أن اهتمام جيل زد (Gen Z) بدأ يتحول نحو أشكال أخرى من المحتوى الرياضي مثل كرة السلة ورياضات القتال والرياضات الإلكترونية (e-sports)، التي تتفوق على كرة القدم من حيث الانتشار على منصات مثل “تيك توك”.

وفي هذا السياق، تعتبر السعودية قطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية واحداً من 13 قطاعاً يتم التركيز عليها ضمن “رؤية 2030” التي تهدف إلى تنويع اقتصاد المملكة.

نظمت الرياض الصيف الماضي النسخة الثانية من كأس العالم للرياضات الإلكترونية التي اجتذبت 700 مليون مشاهد حول العالم، وثلاثة ملايين زائر لبوليفارد سيتي الرياض، إلى جانب مشاركة أكثر من ألفي لاعب، بحسب رالف رايشرت، الرئيس التنفيذي للمؤسسة المنظمة للبطولة.

بطولات رياضية كبرى في المنطقة

بعد بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022، تستعد المنطقة لاستضافة أكبر حدث عالمي في كرة القدم مرتين أخريين في 2030 بالمغرب و2034 بالسعودية، في حين تستضيف كلاً من الدوحة والرياض دورة الألعاب الآسيوية في 2030 و2034.

ولا تزال نصف مشاريع البنية التحتية الرياضية المزمعة قيد التنفيذ، وهو ما يتيح تصميمها بما يخدم ليس فقط البطولات الكبرى، بل أيضاً الاستخدامات المجتمعية الأخرى، من خلال دمج مساحات مخصصة للياقة والتجزئة والضيافة والتعليم.

كأس العالم 2030 في المغرب 

يستضيف المغرب بطولة كأس العالم لكرة القدم نهاية العقد الجاري بالمشاركة مع إسبانيا والبرتغال، ليصبح ثاني بلد عربي يستضيف البطولة بعد قطر. وتعتزم الرباط بناء ملعب جديد واحد فقط بسعة تتجاوز 110 آلاف متفرج في الدار البيضاء مع الاعتماد على الملاعب المتوفرة بالفعل في البلاد، بحسب فوزي لقجع رئيس اللجنة المختصة بالبطولة في المغرب.

وكانت شركة “صوجي كابيتال غستيون”، وهي شركة إدارة الأصول التابعة لبنك “سهام” (“الشركة العامة” سابقاً) قدرت أن المغرب سيحتاج لاستثمار ما يناهز 5 مليارات دولار لتنظيم كأس العالم 2030، بينها ستة مليارات درهم لبناء ملعب الدار البيضاء.

اقرأ أيضاً: كيف يستعد المغرب لاستضافة كأس العالم 2030؟

السعودية تجني 200 مليار دولار

لم تعلن السعودية ميزانية لاستضافة بطولة كأس العالم 2034، لكن مدير تطوير استثمارات قطاع الرياضة في وزارة الاستثمار السعودية باسم إبراهيم قال في نهاية العام الماضي إنها ستضخ نحو 100 مليار ريال (26.6 مليار دولار) لإنجاز المشاريع والمرافق الرياضية اللازمة للمونديال.

خصصت المملكة 15 ملعباً للبطولة، من بينها 11 ملعباً جديداً، بإجمالي سعة تتجاوز 775 ألف مقعد، تم توزيعها بواقع 8 ملاعب في الرياض، و4 ملاعب في جدة، وملعب واحد في كل من الخبر وأبها ونيوم.

من المتوقع أن تجذب البطولة التي تضم 48 منتخباً عدداً قياسياً من المشجعين، وهو ما تستعد له المملكة بتجهيز أكثر من 232 ألف وحدة فندقية لاستضافتهم، في المدن الخمس التي ستُقام بها المباريات.

ووفقاً للبيانات التي جمعها تقرير “مونديال الشرق- السعودية 2034″، فإن عدد الوحدات الجاهزة بالفعل حالياً هو 47 ألف وحدة فندقية في الرياض وجدة والخبر ونيوم وأبها، ما يعني أنه سيتم العمل على تجهيز أكثر من 185 ألف وحدة فندقية جديدة.

وتتوقع “أوليفر وايمان” أن تحقق المملكة إيرادات تصل إلى 200 مليار دولار من قطاعات السياحة والإعلام والاستثمارات العالمية المرتبطة بعلامتها الرياضية بصفة عامة.

المصدر : الشرق بلومبرج